مطالب بإيجاد هيئة رقابة ذات صلاحيات واسعة للمراقبة والتحكم في الأنابيب المصنعة
مطالب بإيجاد هيئة رقابة ذات صلاحيات واسعة للمراقبة والتحكم في الأنابيب المصنعة
خلصت دراسة حديثة أجرتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حول أسباب إنكسارات الأنابيب البلاستيكية المصنوعة من مادة "بي في سي"، إلى ضرورة إيجاد هيئة رقابة ذات صلاحيات واسعة في السوق المحلية تستطيع المراقبة والتحكم في جودة الأنابيب المصنعة والحد من الأخطاء الناشئة عن التخزين والنقل أو التركيب والاستخدام.
كما أكدت الدراسة أن تطبيق وضبط ما جاءت به المواصفات القياسية المحلية والدولية للأنابيب البلاستيكية في مراحلها المختلفة بداية من إنتاجها من الشركات المحولة ومروراً بتخزينها ونقلها ثم تركيبها واستخدامها، هو السبيل الذي يجب اتباعه لتفادي التكسرات الناتجة من تطبيقات لا تنسجم بحال من الأحوال مع متطلبات الجودة. كما أن إيجاد مختبرات خاصة بقياس جودة الأنابيب لدى الشركات والمؤسسات الأكثر استخداماً لهذه التطبيقات يكاد يكون متطلباً ضرورياً لا غنى عنه، حيث إن ذلك سيسهم بشكل مباشر في إجبار شركات إنتاج الأنابيب على اتباع جميع المتطلبات القياسية الواجب توافرها في الأنابيب والأكواع البلاستيكية، مما يوسع دائرة الروح التنافسية للمنتجين، ومن ثم يرفع شعار الجودة مطلباً أساسياً في الإنتاج.
وأشارت الدراسة إلى أن البلاد في العقدين الماضيين شهدت نقلة نوعية في مجال التقنية سابقت فيها الزمن لتصل إلى مصاف الدول التي حققت تلك النقلة خلال عقود طويلة، وأن بلوغ هذا التطور التقني السريع يتطلب الكثير من الجهد والعمل المتواصل، مع ضرورة الحفاظ على تلك المكتسبات وتطويرها بشتى الوسائل والطرق المتاحة، وكذلك الاستفادة من التجارب السابقة في هذا المجال. فكما أنجزت البلاد تلك القفزة في مجال الطرق والعمران وشبكات الاتصالات ووسائل المواصلات المختلفة وغيرها، حققت وثبة مماثلة في ميدان الصناعة فتعددت الصناعات وأصبحت المنتجات السعودية تغذي السوق المحلية والكثير من الأسواق العالمية القريبة والبعيدة.
ومن تلك الصناعات الحيوية صناعة البوليمرات "اللدائن" التي تحتل فيها شركة "سابك" مركزاً متقدماً تنافس فيه كبريات الشركات العالمية. ويتم استخدام اللدائن المختلفة والمنتجة في "سابك" بعد ذلك من الشركات المحولة داخلياً وخارجياً لتنتج منها ما يلبي حاجاتنا من المواد البلاستيكية المختلفة. ومن التطبيقات المهمة للدائن صناعة الأنابيب البلاستيكية التي تمثل مادة بولي كلوريد الفينيل "بي في سي" النصيب الأوفر منها.
وتمتاز الأنابيب المصنوعة من هذه المادة بخواصها الفيزيائية والميكانيكية والكيميائية العالية الجودة، وبمقاومتها الممتازة للتآكل والصدأ، التي تواجهها مثيلاتها من المواد المستخدمة في صناعة الأنابيب وخاصة المعدنية. وتتعدى ذلك كله متميزة بتكلفتها المنخفضة وسهولة نقلها وتركيبها. مما جعل هذه المميزات استهلاك الأنابيب البلاستيكية المصنوعة من مادة "بي في سي" يحتل موقع الصدارة في كثير من دول العالم. ويشار هنا إلى ما حققته صناعة الأنابيب البلاستيكية من نجاحات في السوق المحلية مواكبة لما تحققه من نجاحات غير مسبوقة في الأسواق العالمية. إلا أنه وعلى النقيض من ذلك فقد يظهر بين الفينة والأخرى ما يثير الجدل حول سبب تكسر بعض الأنابيب بعد استخدامها في شبكات المياه لفترات ليست بالطويلة، ولا سيما أن تلك الأنابيب المصنوعة من مادة "بي في سي") قاومت وما زالت تقاوم لسنوات طويلة تصل إلى الخمسين عاماً في بلدان العالم المتقدم. ومن هنا يجدر طرح ومناقشة العوامل المسببة لمثل تلك التكسرات والتي تم إثباتها من خلال الدراسات العلمية المختلفة والخاضعة إلى مجموعة من المواصفات والمقاييس الدولية، منها ما هو متعلق بجودة الأنابيب نفسها، ومنها تلك المقاييس الخاصة بالنقل والتخزين، ومن ثم بالتركيب وظروف التشغيل.
وفي هذا الإطار، توصلت دراسة حديثة نفذها فريق متعدد التخصصات في معهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلى أن تلك العوامل تمثل حقائق ثابتة لا يمكن تجاهلها بحال من الأحوال، وهي تدور في محاور أربعة تتفاوت في نسبها ونطاق تأثيرها:
أولا: أخطاء أثناء عملية إنتاج الأنابيب
تظل الأخطاء الإنتاجية عاملاً مهما، لأن أثرها يتعدى عملية الإنتاج ذاتها ليشتمل على مضاعفة أثر المتغيرات الأخرى. فوجود خطأ إنتاجي يقود إلى تقليل العمر الافتراضي للأنابيب حتى في حالة نقلها و تخزينها وتركيبها واستخدامها التشغيلي بشكل صحيح، ومن الجانب الآخر فإن وجود مثل هذه الأخطاء في الإنتاج مع وجود خطأ مثيل في إحدى تلك المتغيرات، سيضاعف دون شك تقليل العمر الافتراضي للأنابيب. ومن الأخطاء الشائعة في عملية الإنتاج ما يلي:
- محاولة تقليل تكاليف إنتاج الأنابيب البلاستيكية من المحولين النهائيين، إما بإنتاج الأنابيب بشكل سريع لزيادة معدلات الإنتاج بغض النظر عن الجودة، أو بالمبالغة في إضافة بعض المواد ذات التكاليف المنخفضة. فمن المعروف أن جودة الخواص الكيميائية والفيزيائية والميكانيكية للأنابيب تتأثر بإضافة بعض المواد التي تسمى بمواد الحشو Fillers، التي يجب أن لا تضاف بنسبة تتجاوز 7 في المائة من كمية الـ "بي في سي" المستخدمة كما أوضحت التوصيات العالمية. وسواء كانت الأسباب متعلقة بالإنتاج السريع غير المطابق للجودة، أو باستخدام نسب عالية من مواد الحشو فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر في تجانس مادة "بي في سي" مع تلك المواد، ومن ثم يقود إلى التأثير في الخواص المختلفة لطبيعتها ويؤدي إلى مثل تلك التكسرات، ومن هنا نجد الهوة الكبيرة بين جودة الأنابيب المصنعة في كثير من الدول التي تطبق رقابة صارمة على الجودة والدول الأخرى، على الرغم من أن كلاً منها يستعمل في الأصل مادة "بي في سي"، التي لها القدرة على التحمل لمدة تفوق قريناتها من المواد المستخدمة للتطبيقات نفسها.
- إنتاج سماكة لا تتفق مع السماكة المطلوب توافرها للأنابيب بحيث يتم إنتاج أنابيب بالحجم المطلوب نفسه (قطر الأنبوب)، ولكن يتم تقليل سمك الجدار، مما قد يؤثر على صلابة تلك الأنابيب ويؤدي إلى التأثير البالغ في نتائج الاختبارات الميكانيكية، وتلك الاختبارات المتعلقة بارتفاع الضغط وبالتالي يقلل عمرها الافتراضي.
ومع ما ذكر آنفاً من أخطاء إنتاجية متفاوتة ومختلفة في أسبابها، إلا أن جميعها يؤدي إلى نشوء تكسرات صغيرة تتمدد حتى تسبب تسرباً في المياه وتنتهي في بعض الأحيان إلى التكسر الكلي للأنبوب. إن تلافي مثل تلك الأخطاء مع استخدام ظروف إنتاجية صحيحة سيضمن مستقبلاً إنتاج أنابيب ذات جودة عالية تحقق أفضل النتائج الممكنة، وعلى العكس من ذلك فإنه من الخطر الإنتاج بجودة متدنية تؤدي إلى تفاقم المشكلة إذا لم يتم ضبط جودة الإنتاج. ومن هنا تأتي أهمية طلب المستهلك النهائي لتلك الأنابيب شهادات الجودة التي تتفق مع المواصفات والمقاييس الدولية للحد من تسويق الأنابيب المغشوشة في الأسواق المحلية والخارجية على حد سواء، ولاسيما أن التغيير المنشود وجميع مقومات النجاح متوافرة لدى منتجي تلك الأنابيب.
ثانيا: أخطاء في النقل والتخزين
من المهم العناية الكاملة بما جاءت به المواصفات القياسية في النقل والتخزين. ولتلافي الأخطاء التي قد تنتج عن ظروف النقل والتخزين غير المناسبة يجب اتباع التالي:
أن لا يزيد ارتفاع الأنابيب المخزنة بشكل طولي أو عرضي فوق بعضها البعض عن متر حداً أقصى، مما يسهل عملية نقلها واستخدامها بعد ذلك.
من المعروف أن أنابيب "بي في سي" المستخدمة في شبكات المياه تحتوي على نسب بسيطة من الإضافات المقاومة لأشعة الشمس نظراً لاستخدامها تحت سطح الأرض. وعلى ذلك فإنه من الواجب نقل وتخزين تلك الأنابيب بعيداً عن تعرضها المباشر والزائد لأشعة الشمس الذي يسبب تغيراً في اللون، ويقود إلى فقد تلك الأنابيب بعض خواصها الميكانيكية، وبالتالي يقلل أعمارها الافتراضية، مؤدياً إلى تكسرها في النهاية.
أن تكون الأنابيب بكامل امتدادها أثناء نقلها أو تخزينها، حيث إن انحناءها لوقت طويل قد يؤدي إلى عيوب في الأنابيب مما يقلل مقاومتها للحمل بعد عملية الدفن.
نقل الأنابيب بعناية حتى تتجنب أي ضربات قوية أو انحناءات تؤدي إلى تكسرات مستقبلية.
وقد تتضاعف آثار حدوث أخطاء في النقل والتخزين عند استخدام ظروف إنتاجية أو تشغيلية غير سليمة، مما يقود إلى فشل تلك الأنابيب في اجتياز الاختبارات الميكانيكية، ويؤدي إلى تقليل مقاومتها للظروف المختلفة ومن ثم تكسرها.
ثالثا: أخطاء في التركيب
لا شك أن التركيب عامل مؤثر يجب فيه مراعاة جميع المواصفات القياسية التي تهتم بطريقة تركيب ودفن أنابيب وأكواع الـ "بي في سي"، مع مراعاة مقاسات خنادق الدفن وكذلك نوعية التربة المستخدمة في ذلك الدفن. كما أن أحد الأسباب المهمة في الانكسارات هي استخدام نوع رديء من المواد لتوصيل الأنابيب الرئيسة بتوصيلات المنازل. وفي بعض الأحيان فإن الانكسارات في الوصلات المنزلية المصنوعة من الحديد المقاوم للصدأ لا تقل عن مثيلاتها المصنوعة من البي في سي ومرد ذلك أسلوب التركيب وليس نوع المادة.
وعلى هذا فإن من العوامل المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء عملية التركيب ما يلي:
- ألا يقل عمق خندق الدفن عن نحو المتر الواحد. فعلى سبيل المثال فإن استخدام عمق يفوق الأمتار الثلاثة أو عمق لا يتجاوز نصف المتر، لا يتوافق تماماً مع ما جاءت به المواصفات القياسية. كما أن توفير ظروف دفن خاصة بمناطق التقاء الأنابيب بالأكواع أو مع بعضها البعض يجب أن يكون متفقاً مع ما جاءت به المواصفات القياسية كما تظهر في الصور المرفقة، ليضمن عدم حدوث أي تسرب في تلك المناطق.
من جهة أخرى فإن أحجام وأشكال الحصى والأحجار المتضمنة في التربة المستخدمة في الدفن لها دور بالغ في التأثير في الأنابيب، حيث إن وجود حصى حادة أو ذات قطر يفوق الحد الأعلى المسموح به في المواصفات (2 سنتيمتر) وملامستها بشكل مباشر لأسطح الأنابيب الخارجية يسبب لاحقاً زيادة الحمل على تلك الأنابيب و انحناء سطحها، ومن ثم يؤدي إلى كسرها. تضاعف من تأثير هذا النوع من التكسرات العوامل التشغيلية الأخرى التي ستوضح لاحقاً.
- الأنابيب المطروقة بطريقة غير مطابقة للمواصفات لغرض عمل فتحات في الأنابيب البلاستيكية للتوصيل من شبكة أنابيب المياه كبيرة الحجم إلى الشبكات المنزلية, قد تسبب تشققات صغيرة في السطح الداخلي قريبة من زوايا تلك الفتحات سرعان ما تتحول إلى تشققات كبيرة تؤدي إلى تسرب المياه. كما أن استخدام أنواع رديئة من قواطع التوصيل بين تلك الأنابيب يضاعف التسرب عند نقط التوصيل.
- يجب مراعاة استعمال سائل اللصق (الغراء) بصورة صحيحة عند توصيل الأنابيب مع بعضها البعض أو مع الأكواع، حيث إن الكثير من التسربات تنتج عن وضع غير مستقر لجدران الأنابيب المتصلة بالأكواع، ولهذا نجد أن الكثير من تلك التسربات تحصل في الشبكات التي تتطلب توصيلات كثيرة مثل الشبكات المنزلية. مع العلم أن جميع المواصفات القياسية لا تسمح بإخضاع أي من تلك الأنابيب أو الأكواع إلى التوسيع أو التضييق أثناء عملية التركيب.
ومما ذكر سابقاً من أخطاء قد تحدث أثناء عملية التركيب من منفذي تلك المشاريع، فإن من الأهمية وجود رقابة وإشراف أثناء التنفيذ من المؤسسات التي يتم تنفيذ تلك المشاريع لها. كما أن الحصول على شهادات مطابقة للمواصفات في عملية التركيب أمر ضروري لتفادي مشاكل تكسرات الأنابيب بعد دفنها.
رابعا: أخطاء في التشغيل
رغم كون الظروف التشغيلية قد تعتمد اعتمادا كبيراً على مدى جودة إنتاج الأنابيب البلاستيكية واتباع المواصفات القياسية لتلك الظروف المتعلقة بالنقل والتخزين وكذلك التركيب، إلا أن دراسات علمية متعددة أثبتت أن التشغيل قد يكون سبباً منفرداً لتلك التكسرات.
إن نسبة كبيرة من الأنابيب المتكسرة تحت تأثير ظروف تشغيلية غالباً ما تحصل نتيجة اختلاف ضغط اندفاع المياه التشغيلي المتكرر أو وجود تيار مائي مفرط الشدة، مع وجود هواء محتبس داخل الأنابيب أو نتيجة لتلك العوامل مجتمعة. ورغم اختلاف تلك العوامل، إلا أنها في الأصل تنشأ من ثقب صغير في السطح الداخلي ثم تنمو لتصبح تكسرات أوسع مسببة في نهاية المطاف حدوث تسرب ظاهر في الأنابيب.
ونظراً لصعوبة التحكم بتلك الضغوط الاندفاعية المتكررة والتقليل من شدة التيارات المائية في شبكات المياه فإنه من الضروري تفادي المشكلة باستخدام الحلول المناسبة، والتي أثبتت قدرتها على تجاوز تلك الظروف وهي:
- اختيار السماكة المناسبة للأنابيب والموصى بها في المواصفات القياسية التي تراعي شدة الضغط وتكراره، حيث إن استعمال سماكة أقل قد يفي بمتطلبات التشغيل العادي لشبكات المياه لكنه لن يفي بمتطلبات الضغوط المتكررة أو المفرطة الشدة. وعلى ذلك فإن اختيار درجة سماكة الأنابيب يعتمد على الظروف التشغيلية المصاحبة لها، ومن هنا تأتي أهمية ربط درجة السماكة من مهندسي المشاريع بالظروف التشغيلية المتوقعة. فعلى سبيل المثال فالأنابيب من الدرجة الرابعةClass IV قد تفي احتياجات بعض شبكات المياه القائمة، إلا أنها قد تفشل في شبكات أخرى نظراً لتعرضها لظروف تشغيلية قاسية ، مما قد يستدعي استخدام أنابيب من الدرجة الخامسة Class V تنسجم مع المواصفات القياسية المطلوبة.
- استعمال الصمامات الخاصة بإطلاق الهواء والصيانة الدورية لها للحد من احتباس الهواء داخل الأنابيب الذي ينتج غالباً عن التشغيل المتقطع لشبكات المياه ، مما يسبب ارتفاع الضغط ويؤدي إلى مضاعفة أثر التكسرات في تلك الأنابيب البلاستيكية.
الاستنتاجات النهائية
إن جميع الملاحظات التي جاءت في ثنايا هذا العرض مستندة إلى حقائق علمية مراعية الظروف القياسية المتبعة في بلدان العالم المختلفة، لتمثل رسالة صريحة للجميع تتضمن استنتاجات واضحة يجب أن تعطى الأهمية القصوى للارتقاء بنوعية منتجاتنا من الأنابيب البلاستيكية وتطبيق الطرق المثلى لتخزينها ونقلها وتركيبها، ومن ثم استخدامها بعد ذلك بما يعود بالنفع على البلاد، ويقلل المصاريف الإضافية التي نشأت تبعا لها ، ولقد توصلت الدراسة إلى الاستنتاجات التالية:
أولاً: لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التكسرات في الأنابيب البلاستيكية المصنوعة من مادة الـ (بي في سي) تنتج عن عوامل متعددة أوضحت سابقاً وأن الأنابيب المصنوعة من هذه المادة تستطيع المقاومة لسنوات طويلة تفوق المدة الزمنية للمواد الأخرى المستخدمة في إنتاج الأنابيب، متى ما تم استخدامها بشكل صحيح في المراحل المختلفة للإنتاج والتخزين والتركيب والتشغيل، ودون المبالغة في الإضافات التي تتجاوز النسب المسموح بها.
ثانياً: إن تطبيق وضبط ما جاءت به المواصفات القياسية المحلية والدولية للأنابيب البلاستيكية في مراحلها المختلفة، بداية من إنتاجها من الشركات المحولة ومروراً بتخزينها ونقلها ثم تركيبها واستخدامها، هو السبيل الذي يجب اتباعه لتفادي التكسرات الناتجة من تطبيقات لا تنسجم بحال من الأحوال مع متطلبات الجودة. وعلى هذا فإن طلب الشركات والمؤسسات التي يتم فيها تنفيذ تلك المشاريع شهادات مطابقة المواصفات والمقاييس للأنابيب البلاستيكية أمر ضروري يجب توفيره من مؤسسات الإنتاج والنقل والتركيب والصيانة. كما أن وجود مختبرات خاصة بقياس جودة الأنابيب لدى الشركات والمؤسسات الأكثر استخداماً لهذه التطبيقات يكاد يكون مطلباً ضرورياً لا غنى عنه، حيث إن ذلك سيسهم بشكل مباشر في إجبار شركات إنتاج الأنابيب على اتباع جميع المتطلبات القياسية الواجب توافرها في الأنابيب والأكواع البلاستيكية، مما يوسع دائرة الروح التنافسية للمنتجين، ومن ثم يرفع شعار الجودة مطلب أساسي في الإنتاج.
ثالثاً: ضرورة وجود هيئة رقابة ذات صلاحيات واسعة في سوقنا المحلية تستطيع المراقبة والتحكم في جودة الأنابيب المصنعة والحد من الأخطاء الناشئة عن التخزين والنقل أو التركيب والاستخدام. إن فائدة وجود مثل تلك الهيئة الرقابية لا تتوقف على حماية المستهلك والمؤسسات ذات الاستخدام الأقل لتلك الأنابيب، بل تشمل دعماً إضافياً لمختبرات الجودة والتحكم في المؤسسات الكبرى مما يضمن الإنتاج بأعلى دراجات الجودة والسلامة.
إن استمرار النهضة الصناعية الشاملة في بلادنا الغالية مرهون بمدى التزامنا جميعاً بالمقومات الرئيسة لتلك النهضة، وتأتي في مقدمتها المحافظة وبشتى الوسائل الممكنة على هذا التطور التقني القائم في واقعنا، وتخطي جميع العقبات التي تحد منه ومن ثم مواصلة الجهد لتعزيز مقومات تلك النهضة، بما يقود في النهاية إلى رفعة الوطن وراحة ورفاهية المواطن.