طلبات شراء بالمليارات لمجموعة تيسين كروب

الغواصة U 214. هذه هي أحدث غواصة في أسطول بناء السفن الألمانية وتبدو هذه الغواصة من الأمام مثل الحوت الضخم ومزودة بثمانية صواريخ طوربيد كما يمكنها أيضا إطلاق القنابل الضخمة المجنّحة.
ويقول تيس شتوبر الإداري التشغيلي المسؤول في شركة تيسين كروب المصنعة لهذا الطراز الجدي من الغواصات : " الغواصات تستخدم اليوم في تحقيق أهداف ومهام استطلاعية في المقام الأول".

ولكن الأمر في المستقبل لن يقف عند هذا الحد، فبناءً على تقديرات مجموعة تيسين كروب سوف يتم استخدام غواصة U 214، التي تبلغ تكلفتها حسب تصميمها ما بين 300 و 400 مليون يورو، مستقبلاً في محاربة القراصنة ومهربّي البضائع. ويقول أولاف بيرليين المسؤول في مجلس إدارة مجموعة تيسين كروب : " يمكن ضبط ساحل كامل على امتداد يصل حتى 800 كيلومتر بغواصة واحدة فقط" فهذا الوحش الحديدي يطوف خلسةً ليلاً بمحاذاة السواحل ويرقد بهدوء تحت الماء.
ومن فوهات الطوربيد ينطلق الغواصون يسبحون إلى اليابسة، ويتحققون مما يجب التحقق منه هناك. وقبل أن يبزغ ضوء النهار، يعودون من جديد إلى الغواصة. ويمكن للمرء عن طريق أجهزة ومعدات السمع أن يميّز قوارب تبعث على الشك بالاعتماد على شارات الضوضاء المنبعثة عنها، ومن ثم إبلاغ حماية خفر السواحل، الذين يفدون حينها عن طريق القوارب، أو الطائرات.

ولأن ماليزيا تستخدم البوارج والقوارب بصفة دائمة لمراقبة وحماية مياهها الإقليمية تحوّل اتجاه تهريب المخدرات نحو تايلاند. وبالتالي من المحتمل أن يمنح هذا مجموعة تيسين كروب زبوناً جديداً: ويقول بيرليين:"نحن نتحدث الآن مع تايلاند حول كيفية إمكاننا جعل الطرق البحرية هناك أكثر أمناً". وحتى في دول أخرى، فإن مجموعة تيسين كروب تومئ إلى طلبات شراء بالمليارات في مجال بناء السفن والصناعة البحرية حيث تنوي الحكومة الباكستانية أن تشتري ثلاث غواصات بقيمة نحو 1.5 مليار دولار. وتُعد تيسين كروب واحدة من شركتين تزودان السوق بالغواصات و الشركة الأخرى هي ( أراماريس) وهي مجموعة فرنسية مشتركة مؤلفة من شركة DCN الحكومية والشركة المتخصصة في الإلكترونيات ( تاليس) .

وتلعب السياسة دورا مهما في مسألة شراء الغواصات باستمرار. وهنا تُعتبر الحكومة الفرنسية المسيطر الكبار على الأسواق. إلا أن المراقبين يتوقعون فرص نجاح جيدة لمجموعة تيسين كروب الألمانية في الصفقة الباكستانية تحديدا بعد أن أقدمت الهند ( الخصم التقليدي لباكستان ) علي شراء غواصاتها أخيراً من الفرنسيين.أما من الناحية الفنية فإن مجموعة تيسين كروب ترى نفسها دوماً في مركزٍ أفضل، حيث تحظى المجموعة بتفوق تكنولوجي واضح منذ عشرة أعوام في مجال بناء الغواصات التقليدية ( وليست النووية) اعتمادا على نظام تشغيل معتمد على الخلايا الحارقة والتي لا يوجد لها مُصنِّّع آخر في العالم بخلاف المجموعة. وبفضل نظام التشغيل هذا، يمكن أن تبقى غواصة U 214 عدة أسابيع تحت المياه، بينما الغواصات التي تعمل على نظام محركات الديزل يجب أن تصعد إلى السطح كل يوم أو يومين على الأكثر.أضف إلى هذا أن غواصة الخلايا الحارقة شديدة الهدوء من الصعب تماما على أي بحرية أن تحدد موقعها.

ويقول بيرليين :"منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل خمسة أعوام تلعب حماية خفر السواحل دوماً دوراً أهم وبالتالي تستفيد سوق الغواصات بصورة أكبر وأقوى " . ومن المتوقع أن تنمو هذه السوق حتى عام 2012 نحو 10 في المائة. وينعكس هذا النحو مباشرة على أنظمة البحرية لمجموعة تيسين كروب - TKMS ، حيث يحظى الألمان في سوق بناء الغواصات التقليدية المتفقة مع القواعد المطلوبة بحصة من السوق العالمية تصل حتى 90 في المائة تقريباً.ومن المفترض أن تكون "تيسين كروب" قد حققت مع نهاية سبتمبر (أيلول) أرباحاً مرتفعة بالملايين بحجم مبيعات بلغ 2.3 مليار يورو.

يوجد في ألمانيا حجم كبير من طلبات الشراء حيث تنوي البحرية شراء تسع بوارج من مجموعة تيسين من طراز F 125. ونظراً للأسعار المرتفعة بما يزيد على ملياري يورو، فقد تأجّل الطلب على أية حال. وتوقع بيرليين اتضاح الصورة خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتزداد حاجة البحرية للبوارج وتحتاج إلى تسع منها على الأقل خاصة مع خطط نشر سفن ألمانية على سواحل لبنان في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 .