أكثر من 60 برنامجا للتوعية من "الفشل الكلوي" وتحسين الخدمة المقدمة ومتابعة المتعافين

أكثر من 60 برنامجا للتوعية من "الفشل الكلوي" وتحسين الخدمة المقدمة ومتابعة المتعافين

أكثر من 60 برنامجا للتوعية من "الفشل الكلوي" وتحسين الخدمة المقدمة ومتابعة المتعافين

أكد الأمير عبد العزيز بن سلمان المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، أن موافقة مجلس الوزراء بالسماح بالتبرع بالأعضاء لغير الأقارب مظهر من مظاهر التعاون والإدراك بأن الدولة لها مسؤولياتها، المستجيبة لحاجات الناس في كل مناحي الحياة.
وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال إطلاق برنامج رعاية غسل دموي لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين البارحة الأولى في الرياض، أن هناك خطة خمسية متعددة البرامج أقرتها إدارة الجمعية للتوعية من مرض الفشل الكلوي بين سكان المملكة، مشيرا إلى أنها تجاوزت الـ 60 برنامجا، ومن ضمنها التوعية وكل الجوانب التي تساعد على تقليل عدد مرضى الفشل، إضافة إلى برنامج لتصحيح وتحسين الخدمة الطبية المقدمة لمن يعانون من هذا المرض حاليا، وبرامج معنية لمتابعة من شفي من هذا المرض مستقبلا.
ولفت الأمير عبد العزيز إلى أن برامج الجمعية لن يتم تفعيلها إلا بوجود الموارد الكافية، وذلك بتكريس كل ما يأتي من أهل الخير من التبرعات لهذه البرامج، وأن يكون للجمعية موارد ذاتية تمكنها من إدارة هذه البرامج والمشاريع بطريقة لا تحتاج فيها إلى دعم، بمعنى الفصل بين التكاليف التشغيلية للجمعية والبرامج التي تقيمها الجمعية.
وأضاف المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، أن من ضمن فلسفات الجمعية، تمكين المتبرع من الاطلاع والمشاركة والتعرف بما تبرع به كأن تكون لديه القدرة على المتابعة والمراقبة والتأكد من أن المبلغ الذي تبرع به صرف على الوجه الصحيح والموائم لما يريده.
وحول سؤال المعايير التي على أساسها يقبل المريض لإجراء الغسل الكلوي قال الأمير عبد العزيز، "المعيار الأساس في قبول المريض الترتيب على حسب حاجته وغير القادرين ماليا".
وأكد الأمير عبد العزيز أن على المريض إثبات العوز والحاجة، مشيرا إلى أن الجمعية ستكتفي فقط إما بشهادة إمام مسجد أو قاض، والجمعية أيضا ستبادر للتأكد من حالة المتقدم بما يتوافر لها من إمكانيات، ومدى حاجته وتوافقه مع الشروط الشرعية لصرف الزكاة.
وعلّق الشيخ محمد آل الشيخ رئيس اللجنة الشرعية الاستشارية في جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي، أن من المعين على إيجاد الفقير المحتاج إلى العلاج، بأن تكون هناك آلية للوصول إلى الفقراء المحتاجين إلى مثل هذه الرعاية، من خلال بحث بعض المختصين من الباحثين الاجتماعيين، مشيرا إلى مشاركة اللجنة الشرعية في تصور واقعهم، ومن ثم اختيار الأحق في العلاج أولا.
وأوضح الأمير عبد العزيز أن البرنامج يمكنه أن يقوم بعلاج المقيمين الذين يعانون الفشل الكلوي شريطة أن يكون المقيم تعرض لهذا المرض داخل المملكة وليس خارجها، مبينا أن البرنامج لا يعالج المقيمين الذين دخلوا إلى المملكة بسبب العلاج.
ولفت الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى أن المرحلة الحالية ستقوم الجمعية بعملية جمع الحالات المرضية المتوافرة لدراستها وعمل جميع الإجراءات المتعلقة بالمرضى، ليتم مع بداية العام المقبل البدء في علاج أولى الحالات التي استفادت من هذا البرنامج. وشدد أن للجمعية الحق في قبول أو رفض أي حالة حسب دراستها، ومدى استحقاقها للعلاج من عدمها.
من جانبه، طرح عبد الله الكعيد الكاتب الصحافي رؤية حول قضية الفشل الكلوي وجوانبها المتعددة، وحتى تؤدي هذه الجمعية الوليدة دورا ملموسا ومهما، لماذا لا يتم التركيز على جزئية معينة من قضية الفشل الكلوي، لربما كانت أكثر جدوى وفاعلية مما لو تم أخذ هذا الموضوع بحيز أكبر، ليعلق الأمير عبد العزيز على هذه الرؤية بقوله، "أنا أوافقك في هذا الموضوع، ولذلك رأينا أن أهم المواضيع الآن هو تحسين الخدمة، فلذلك منذ عام والجمعية تسهم مساهمة فاعلة في تشغيل وتفعيل مركز الأمير سلمان في الرياض، حيث إنه لم يكن مهيأ، إلى جانب وجود 100 وحدة لم تشغل ولم يستفد منها، وهذه كانت أول مبادرة للجمعية، والمبادرة الثانية هي إعادة بناء مركز الأمير عبد المجيد في جدة، وهو مركز يعالج نحو 80 في المائة من مرضى الفشل الكلوي في محافظة جدة".
وأشار الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى أنه في القريب العاجل سوف يعرض للجميع المسح الذي قامت به الجمعية المحدد لحاجة مراكز الغسل الحالية، وكذلك المراكز التي يجب أن يعاد بناؤها، إلى جانب تحديد المناطق التي تحتاج إلى الخدمة.
وأكد الأمير عبد العزيز أن المسح الذي جرى وشمل 8551 حالة مصابة بالفشل الكلوي ليس صحيا فقط، موضحا أن أبعاده تتعدى الصحية إلى الاجتماعية، وذلك إدراكا من الجمعية بأن المرضى لهم أوضاع صحية واجتماعية يجب أن تراعى وتشاركهم الجمعية فيها.
وأبان الأمير عبد العزيز أن الجمعية معنية أولا بتحسين الخدمة للمرضى الحاليين، وزيادة عمليات زراعة الكلى تحديدا. وقال إن "المسح الشامل لمرضى الفشل الكلوي شاركت فيه كل الجهات الصحية في المملكة، وزارة الصحة، الحرس الوطني، مستشفى التخصصي، الخدمات الصحية في الأمن العام، وزارة الدفاع، وجامعة الملك سعود، وكان منطلقنا في الجمعية أنه لا يمكن أن نقوم بهذا العمل لوحدنا ولابد من المشاركة".
وأكد المشرف على الجمعية أنه في السابق لم يكن هناك شيء في وزارة الصحة يحدد أين تكون الأولية في بناء مراكز جديدة لمرضى الفشل الكلوي، أين تكون الأولية في تحسين الخدمة، ما يجب أن يعاد بناؤه من مراكز لاستيفائها مدتها الزمنية، لافتا إلى أن لدى الجمعية إحصاءات دقيقة عن أين يجب أن يكون موقع المركز الجديد، وحددنا معايير للخدمة، وما يجب أن يكون عليه أي مركز غسل جديد.
وطالب الأمير عبد العزيز بوجود "كود" وطني أو معايير ومقاييس وطنية ملزمة سواء للجهات الحكومية أو الجهات الخاصة في ما يجب أن يتوفر في مراكز الغسل لمرضى الفشل الكلوي، مشيرا إلى أن المشكلة الكبيرة في هذا المرض من غير الممكن معالجته وفق برنامج واحد، بل يجب أن تكون متعدد البرامج.
وأفاد الأمير عبد العزيز بن سلمان أن الأولوية لدى الجمعية تحسين الخدمة وتقليل الزيادة السنوية للمرضى البالغة 9 في المائة، واصفا إياها بالرقم المخيف والمكلف. وأكد أن المناسبة ليست لجمع التبرعات، وقال، "مستحيل على أي جمعية العمل بغير الوسائل المتاحة".
وحول دور رجال الأعمال من دعم لهذا البرنامج، قال الأمير عبد العزيز بن سلمان المشرف على الجمعية، "أعتقد أن علينا تحديا كبيرا، رجل الأعمال في هذا البلد مشارك ومساهم في أعمال خيرية كبيرة لا أريد حصر أسماء محددة، وأعتقد أن التحدي بالنسبة للجمعية وأي جمعية خيرية أخرى، كيفية التواصل مع رجال الأعمال بطريقة مقنعة، بمعنى أن تقدم لهم برنامج يشعر بأن هذا البرنامج يستحق أن يشارك فيه، فيجب هنا توضيح المردود الخيري الذي يسعى له المتبرع، وأن هذا العمل سيكون له عائد خير كبير عليه عند الله".
وفي سؤال لـ "الاقتصادية" ماذا تم بخصوص الوقف الصحي، وهل ستستفيد الجمعية والبرنامج منه، أجاب الأمير عبد العزيز بن سلمان بقوله "ما زال هناك نقاش على اللائحة التنفيذية للوقف الصحي بين وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الصحة، ووعِدَت الجمعية أن تكون من أوائل المستفيدين من الوقف، إذ إن للجمعية أهلية حسب مذكرة التفاهم بين وزارة الصحة والجمعية"، مؤكدا أنه لابد للمراكز الخيرية أوقاف مساندة تدعم استمراريتها، والشيخ محمد آل الشيخ من أشد المتحمسين لأن يكون للجمعية وقف.
وحول التكاليف المتوقعة للمريض بالفشل الكلوي، أبان طارق القصبي مدير مستشفى دلة (مجموعة البركة) في الرياض أن التكلفة الإجمالية لعلاج مريض الفشل الكلوي قد تصل إلى نحو 90 ألف ريال تشمل جميع الأدوية والنقل وغيرها، في حين قد تصل التكلفة في الأحوال العادية في مراكز غسل الكلى نحو 170 ألف ريال، وذلك للأشخاص الذين لا يستطيعون تأمين هذه المبالغ للعلاج.
وفي مداخلة لعبد الله الفايز مدير عام شركة النقل الجماعي حول دور التعاونية للتأمين ومدى إمكان استثمار أموال التبرعات لصالح علاج مرضى الفشل الكلوي، بيّن سليمان الحميد محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، أن الدور المتوقع للتعاونية للتأمين المحاسب الصحي لإمكاناتها دخول المستشفيات التي تقدمها الخدمة للمريض وعلى المستوى المطلوب بأفضل التكاليف وإنفاق هذه المبالغ بشكلها الصحيح، مبينا أن هناك شركات تأمين متخصصة فقط في إدارة المفاوضات الطبية وهي موجودة في المملكة للتأكد من تقديم الخدمة على الوجه المطلوب.
وأضاف الحميد أنه بخصوص استثمار أموال التبرعات فإن ذلك يعود للجمعية التي يمكنها تكليف أي جهة لإدارة استثمارات هذه التبرعات، حيث سيكون خلال المرحلة اللاحقة، محاولة إيجاد طريقة لإمكان التأمين التعاوني لهذه الفئة بشكل سنوي أو لمدة سنتين أو ثلاثة بحيث تكلفة الأفراد معروفة ومحددة لدى الجمعية، مشيرا إلى أن التعاونية للتأمين ستحاول إيجاد مثل هذه الطريقة في المستقبل القريب.

الأكثر قراءة