إنه زمن القوة

<a href="mailto:[email protected]">imbadawood@yahoo.com</a>

القوة حلم يتمناه كل فرد وهي ضرورية لكل مجتمع خاصة في مثل الظروف التي نعيشها وفي هذا العصر الذي يوصف بأنه عصر الأقوياء فلا مكان للضعفاء فيه، ومَن لم يكن قويا فسيسحق وسيصبح أثرا بعد عين لا وجود له، وقد ألف كل من روبرت جرين وجوست الفيرز كتابا سمياه "قوانين القوة: دروس في القيادة من الغرب والشرق " أثار ضجة عنيفة في أوساط المهتمين بالإدارة أو القيادة في الغرب، وقدم بعض الوسائل التي تساعد على الحصول على القوة مركزا على أهمية تعلم كيف يمكن أن نؤثر في الآخرين ونكتسب القوة لنحصل على القيادة.
والسعي نحو القوة لا يعني مناصبة العداء للآخرين أو تهديد الأمن أو السلام، بل هو سعي نحو الأمان وتحقيق الذات وهي غرائز إنسانية لا يمكن إنكارها أو التقليل من شأنها بحجج المسالمة فلا يوجد هناك سلام حقيقي بدون قوة حقيقية، ويتضمن الكتاب بعض القوانين التي سيتم تقديمها وهي مثيرة للجدل لما فيها من وجهات نظر مختلفة، إلا أن الكثيرين يعتمدون عليها اعتمادا مباشرا للحصول على مبتغاهم وتحقيق أهدافهم

- القانون الأول (ذر الرماد في العيون):
تعتمد علاقاتنا بشكل مباشر على الإيحاء والاعتقاد والتوقع أكثر من الصراحة، وعلى الإنسان أن يهتم بألا يفصح عن نواياه للآخرين، وأن يحرص على السكوت والكتمان فلا يوجد قائد يكشف خطته قبل خوض معركته، وهناك فرق بين الكتمان والكذب وبين الصراحة والتضليل والمقصود في هذا القانون هو أن تهتم بأن تمارس قضاء حوائجك دائما في كتمان " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان "على أقل تقدير في بداياتها وكما قال نابليون "اخف قبضتك الحديدية في قفاز من الحرير".

القانون الثاني (دع الآخرين يعتمدون عليك):
يحكى أن فلاحا كان يملك ثورين، وذات يوم غادر القرية فوضع عليهما كافة أحماله، ظل الثور الأخير يتلكأ في المسير، فكان المزارع يزيح عنه بعض الحمل ويضعه على الثور الآخر، ثم يمضي وظل الثور الأخير يتلكأ باستمرار حتى تخلص من كافة الأحمال ونقلها إلى الثور الأول ومضى في سيره متبخترا حتى شعر صاحبه بالجوع فقام بذبحه ليأكل من لحمه ولم يستطع التفريط في الثور الأول الذي ينوء بحمل الأثقال.
فلكي تضمن ولاء الآخرين، يجب أن تبقى مفيدا لهم، فالاعتماد عليك يزيدك قوة وسيطرة وكسبا للثقة، ويصبح التفكير في التخلص منك مكلفا.

القانون الثالث (لا تخطف الأضواء من رئيسك):
"دع من هم أعلى منك يشعرون بتفوقهم عليك، ولا يخافون منك، ولا تتمادى في محاولاتك لنيل إعجابهم لدرجة تثير مخاوفهم، كن متواضعا بالنسبة لهم، وخاصة أمام الآخرين "، كثيرون يعتبرون أنفسهم كالشمس التي يجب ألا تتألق حولها نجوم أو كواكب أخرى، فالتعامل مع مثل هذه الفئة أمر مختلف يحتاج إلى أن تشعرهم بالتقدير والاحترام، وبأنك لا تمثل أي تهديد بالنسبة لهم ولا لمناصبهم.

القانون الرابع (حافظ على سمعتك):
في هذه الحياة لا يستطيع الإنسان إلا أن يكون نموذجا، فإما أن تختار نموذجك، أو سيختاره لك المجتمع، فلا تجعل أي شك أو فرصة لتشويه سمعتك فهي السلاح الذي يمكنك من خلاله هزيمة عدوك قبل أن تلقاه، فاحرص على سمعة أعمالك وأقوالك، لقد تمتع هنري كيسنجر بسمعة قوية كمفاوض في التسويات السلمية حتى أصبح أكثر قادة العالم يعتقدون أنه لا بد من حلول سلام في أي وساطة يقوم بها.

القانون الخامس (اجذب الانتباه بأي ثمن):
وجذب الانتباه أصبح اليوم تجارة مهمة تقدم من خلال العديد من وكالات الدعاية والإعلان ومؤسسات العلاقات العامة، وآخرون يعتقدون أن جذب الانتباه من الممكن أن يأتي من خلال مهاجمة الآخرين، أو تبني قضية غير عادلة، ومهارة جذب الانتباه مهارة نكتسبها من خلال تقديم عمل كامل متطور متميز يختلف عن الأعمال الأخرى ويفوقها مهارة.

القانون السادس (خاطب مصالح الناس، لا مشاعرهم):
إن الأعمال التي تقدم للآخرين تنسى إذا ارتبطت بالمشاعر والأحاسيس فقط وتحفظ ولا تنسى إذا تعلقت بالمصلحة والأرقام، فالمشاعر وحدها لا تكفي بل لا بد من العمل على المصالح وأثناء سعيك نحو الحصول على القوة يجب أن تفهم مصالح من تتعامل معهم ويجب أن تنظر لإمكاناتك وتحدد ما يقع في دائرة قدراتك ودائرة مصالح الآخرين.

القانون السابع (احذر كل ما هو رخيص):
لا تفرح بالأشياء التي يمكنك الحصول عليها دون مقابل أو بخصومات خاصة، فمثل هذه الأشياء تجر وراءها تكلفة مادية ومعنوية تضعفك فيما بعد، فلا بد من دفع مقابل منصف لكل ما يتم الحصول عليه، بل يجب أن نضع معايير واضحة لتقييم كل شيء، فالسعر الأعلى ليس مقياسا للجودة، كما أن السعر الأقل قد لا ينعكس على قيمة المنتج في البداية، ولكن قد ينعكس على خدمة ما بعد البيع.
إن القوة مطلب أساسي يمكن من خلاله أن يقضى الكثير من المصالح وأن يصحح العديد من الأوضاع وأن يرتقي العديد من المجتمعات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي