علاج الجلطة الدماغية في أول 3 ساعات يساعد على إنقاذ حياة المصاب
علاج الجلطة الدماغية في أول 3 ساعات يساعد على إنقاذ حياة المصاب
أظهرت نتائج دراسة أجريت في الولايات المتحدة على مجموعة من السكان حول أمور متعلقة بالسكتة الدماغية، أن 52 في المائة من المصابين بسكتة دماغية حادة لا يدركون أن المرض الذي يعانون منه هو بداية جلطة دماغية، 58 في المائة من الذين أصيبوا بسكتة دماغية لم يذهبوا إلى المستشفى إلا بعد 24 ساعة.
وأشارت الدراسة إلى أن معدل الوقت بين ظهور أعراض السكتة الدماغية والحضور إلى المستشفى كان 13 ساعة، وأن 17 في المائة من الناس البالغين لا يستطيع أن يذكر عرضا واحدا للسكتة الدماغية.
وأثبتت الدراسات الطبية أن أنجع علاج للجلطة هو في الساعات الأولى ( 3 إلى 6) ساعات.
الدكتور بسيم يعقوب استشاري المخ والأعصاب في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي، سلط مشرطه الطبي للتوعية بالجلطة الدماغية وما المقصود بها، وما أسبابها، وما أهم أعراضها، وما الطرق العلاجية لها. إلى دفتي الحوار.
دكتور بسيم .. هل لك بداية تعرف لنا الجلطة الدماغية وأسبابها؟
الجلطة الدماغية هي عبارة عن انسداد في شرايين المخ مما يؤدي إلى عطل عصبي لمدة تزيد على 24 ساعة. وهناك عدة أسباب لحدوث الجلطة الدماغية أهمها ارتفاع ضغط الدم، ومن الأسباب الأخرى التدخين، تقدم العمر، السكر،زيادة دهون الدم، الزيادة في لزوجة الدم، السمنة (زيادة الوزن)، وأمراض الدم الوراثية، وبعض أمراض القلب خاصة الجلطات القلبية، أمراض الصمام الماتيرالي وعدم انضباط في دقات القلب.
و ماذا عن أعراض الجلطة الدماغية؟
تعتمد أعراض الجلطة الدماغية على المكان الذي تصيبه في المخ فإذا أصابت الجزء الأيمن من المخ تسبب شلل الجهة اليسرى التي تشمل الوجه والطرف العلوي والسفلي, وفي بعض الأحيان لا يكون هنالك ضعف ولكن إهمال المريض للجهة اليسرى وكأنها ليست موجودة، وإذا أصابت الجزء الأيسر فإنها قد تسبب شللا في الجهة اليمنى مع اعتلال في النطق والتخاطب، وإذا أصابت جذع المخ أو المخيخ فتؤدي إلى عدم التوازن في الأطراف مع الغثيان والاستفراغ مع شلل في أعصاب الوجه أو العين.
وكيف يتم علاج الجلطة؟
لقد تم تطور في علاج الجلطات الدماغية حيث يتم استعمال مواد مذيبة للجلطة عن طريق الوريد أو القسطرة, ولكن هذا يتطلب أن يصل المريض إلى المستشفى خلال 3 إلى 6 ساعات من بداية الأعراض, وهذا أمر صعب حتى في الدول المتقدمة مثل أمريكا فإن الوقت بين ظهور السكتة والوصول إلى المستشفى لا يقل عن 13 ساعة وهذا يحتاج إلى توعية شاملة بين المواطنين والأطباء، إذا وصل المريض بعد هذا الوقت فإن العلاج يكون هدفه المحافظة على حياة المريض, تقليل حجم التلف الدماغي بسبب الجلطة, ومنع حدوث تجلطات جديدة يمكن أن تحصل خلال فترة قصيرة ويكون أكثر الخطر خلال 24 إلى 72 ساعة الأولى ثم يبدأ هذا الخطر بالتناقص لكنه لا يزول ويحتاج إلى علاجات وقائية ولنجاح هذه الخطة العلاجية فهذا يتطلب السرعة في العلاج وإجراء التحاليل والفحوصات المستعجلة وبالذات الأشعة المغناطيسية الخاصة التي توضح مدى تأثر تروية الدماغ عند حدوث الجلطة. وقد يحتاج المريض إلى قسطرة دماغية لاستبعاد أي ضيق في الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ وهذا يحتاج في بعض الأحيان إلى توسعة مع شبكة للحفاظ على التروية الكافية للدماغ.
وهل هناك طرق للوقاية من الجلطة الدماغية؟
من الطرق الوقائية من الجلطة التحكم بمسببات الجلطة مثل ضغط الدم ومرض السكر وارتفاع الدهون، وغيرها، وأيضا استخدام المواد المميعة للدم لمنع التخثر مثل البلافكس والأسبرين.
هل هناك كلمة أخيرة تود أن تقولها؟
أود توضيح أن الجلطات الدماغية من أكثر أسباب الوفاة في معظم الدول، وقد حدث تطور كبير في الوقاية والعلاج في السنوات الأخيرة، ولكن هذا غير كاف دون وجود حملة توعية إعلامية وطبية كافية.