الخليج الأفقر مائيا والاستثمارات العربية تتطلب 100 مليار دولار
حذرت دراسات استراتيجية وتقارير وآراء لخبراء عرب وأجانب من أن الماء سيكون مصدر الحروب القادمة في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي تقدر الدراسات المتخصصة أن الاستثمارات المطلوبة من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من مشاريع تحلية المياه تقدر بمبلغ 24 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة وحتى 2015، وأن الإنفاق على البنية التحتية لمشاريع المياه يصل إلى 100 مليار دولار، منها 57 مليار دولار في ثلاث دول فقط هي السعودية والإمارات ومصر.
وقالت مجلة "المجلة" في تقرير موسع لها عن أزمة المياه تنشره هذا الأسبوع إن تكلفة تحلية المياه في منطقة الخليج ستزداد مع ازدياد النمو الديموغرافي والسكاني أن المطلوب إيجاد حلول عاجلة واستراتيجية لهذه المسألة في ظل تعاون إقليمي لتوفير الحلول العاجلة لها، مشيرة إلى أن دول الخليج تستهلك 85 في المائة من المياه.
ونسبت "المجلة" إلى خبراء الصناعة أن يصل متوسط وفرة المياه في المنطقة بحلول عام 2025 إلى ما يزيد على 500 متر مكعب فقط مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ سبعة آلاف متر مكعب.
واستعرضت "المجلة" الوضع في منطقة الخليج، مشيرة إلى أنه فريد، حيث إنها أغنى مناطق العالم بالنفط والغاز لكنها الأفقر في العالم من حيث الثروة المائية والتطور الذي تشهده المنطقة التي تعتمد فيه على تحلية المياه مصدرا رئيسيا لتوفير احتياجاتها في ظل النمو السكاني المتزايد، إذ إن الطلب على المياه في تزايد مستمر ومتواصل مما يعكس حجم الأزمة أمام مصادر المياه المحدودة.
وأكدت "المجلة" ضرورة الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال صناعة المياه وتوفيرها وإدارة المياه كسلعة اجتماعية وإن عدم الدقة في تحديد التسعيرة المناسبة للمياه سيضع المنطقة تحت وطأة حالة مفرطة من سوء استخدامها.
وحذرت "المجلة" من أن مخزون المياه الجوفية الذي استغرق تجميعه آلاف السنين معرض للاستنفاد في غضون عقدين إذا استمرت معدلات الاستهلاك بمعدلاتها الحالية. مشيرة إلى أن المنطقة تواجه تحديا بيئيا واستنزاف مواردها المائية دون التفكير في الاستفادة منها مرة أخرى في ظل التكاليف الباهظة للمياه المحلاة التي تشكل نحو 50 في المائة من استهلاك دول مجلس التعاون لدول الخليج، الأمر الذي تؤكده "المجلة" من أن دول الخليج تواجه تحديا مهما من حيث توفير إمدادات المياه مما يتطلب وضع استراتيجيات سريعة لمواجهة هذه التحديات في السنوات القليلة المقبلة.