الألوان تتمازج مع الحروف والكلمات في 50 عملاً
الألوان تتمازج مع الحروف والكلمات في 50 عملاً
انتقائية ترمي إلى التركيز على الفنون التشكيلية العالمية المستوى، وتتطلع إلى نشر الثقافة البصرية بتقديم أعمال فينة لكبار الفنانين ممن يملكون حضوراً ويحتلون مساحة على خريطة الفن التشكيلي العالمي التي تعكسها إبداعاتهم في هذا المجال .
تحتضن قاعة حوار للفنون التشكيلة معرضاً للخطاط السوري عدنان الشيخ عثمان الذي قدم ما يقارب 50عملاً فيناً تمازجت فيها الألوان مع الحروف والكلمات ، مترجمة تلك الألوان بدلالتها المعني الذي تنطوي عليه العبارات والكلمات .هذه الأعمال المتقنة والمنفذة بحرفية ومهارة، وحس فني راق تسعى لاستنطاق طاقات ومخزون الحرف العربي . وتفتح أمام عين المشاهد مجالات أوسع للاستمتاع بأسلوب تأليفي غير تقليدي.
عدنان الشيخ نقل الخط العربي إلى عمل تشكيلي ليس فقط بسلاسة الحروف وانسيابيتها وتدرج ألوانها وإنما بما قدمه في اللوحة من خطوط تتناسب مع المعنى والحالة الشعورية التي يعيشها الإنسان في تلك اللحظات حينما يردد تلك الكلمات وبذلك اللون المشوب بالحمرة كحمرة الغروب والإنسان يناجي ربه ويدعوه بتلك العبارات " يا رب ، ربي الله ... وغيرها". وفيما تعكس مجموعة من اللوحات ذات اللون الأخضر المزرق المنبثق منه البياض عندما يتوجه العبد إلى التفكر في خلق الله وملكوته تقوده العبارات ومن خلفها الألوان لتؤكد وتكسب المعنى قوة وانسجاما، فالخط داخل عمل تشكيلي مبني تأليف كلماته من آيات الذكر الحكيم التي تحيل اللوحة إلى جانب وروحي تنطوي عليه قدسية الكلمة وما يغشاها من نور وحكمة ويبقى الخط العربي بين ماضيه وحاضره، هندسة بصرية جميلة يزين بياض القراطيس بظلال المداد، وإن كان الخط تراثاً وحنيناً وذاكرة، فهو يحتاج إلى الكثير من الاجتهادات والاهتمام والتشجيع لئلا يؤول إلى التبعثر والاندثار.
الجدير بالذكر أن الفنان عدنان الشيخ عثمان ولد في مدينة حمص في سورية سنة 1959م .
وأقام العديد من المحاضرات العلمية في فن الخط الحربي في سورية وفي عدد من الدول العربية الإسلامية. تعلَّم الخط العربي على آثار الخطاطين العظام ، واطلع على مدارس الخط الكبرى العربية والتركية والفارسية ، فأتقنها علماً وعملاً .. ثم اتخذ لنفسه من مجموعها أسلوباً خاصاً مبتكراً .
وله العديد من المشاركات في مسابقات الخط العربي الدولية التي نظمتها منظمة إرسيكا في استانبول بإشراف منظمة المؤتمر الإسلامي منذ عام 1406 / 1986م وحتى الآن وحصد في مجموعة المسابقات 13 جائزة دولية كان آخرها عام 1425/ 2004 حيث نال جائزة المركز الأول في الخط الديواني الجلي.
وفي عام 1418هـ أقامت له وزارة الثقافة السورية بالتعاون مع رابطة الخطاطين السوريين معرضاً تكريمياً منح خلاله شهادة تقديرية اعترافا بجهود في خدمة فن الخط الحربي كما نال مكافأة إرسيكا الدولية للتميز في خط الثلث الجلي المتراكب عام 1421/ 2001م .