انتخابات الإكوادور اختبار لأعصاب الدائنين

انتخابات الإكوادور اختبار لأعصاب الدائنين

إن مظاهر انتخابات الرئاسة التي ستُقام في الخامس عشر من الشهر الجاري في الإكوادور تمزّق أعصاب أصحاب الديون الحكومية بشكل متزايد، حيث إن جميع المرشحين البارزين يجمعون إلى حدٍ بعيد، حيال ضرورة الوصول إلى صيغة جديدة لهيكلة الديون الحكومية المرتفعة بشكل أو بآخر. ولا يستبعد رفائيل كورريا أستاذ الاقتصاد والمرشح اليساري في الانتخابات الرئاسية حدوث إفلاس للدولة كما حدث في الأرجنتين عام 2002.

وانخفض سعر القرض الإكوادوري بالدولار الذي يمتلك سنداً بقيمة 10 في المائة، ومن المفترض أن يتم سداده بحلول عام 2030، نحو 13 في المائة إلى 91 في المائة من قيمته الاسمية منذ منتصف آب (أغسطس). وبدا قرض الدولار الذي من المفترض أن تكتمل عملية سداده بحلول عام 2012، على نحوٍ أفضل، حيث أشار إلى هبوط بلغ نحو 5 في المائة فقط. وتُعتبر أرباح القروض الإكوادورية، نظراً للمخاطر المتعالية، من أعلى القروض ما بين الدول الناشئة. وهي تحقق بالوحدة الواحدة نحو 6 نقاط في المائة أكثر من قروض الحكومة الأمريكية.
وهنا يمكن القول إن الوضع المالي اليوم في الإكوادور أكثر ارتياحاً، نظراً للدخل الإجمالي المرتفع والناتج عن تصدير النفط الخام، بالمقارنة مع ما قبل بضعة أعوام. وما يزيد على نصف إيراد التصدير يعود على النفط، الذي ارتفع سعره خلال الأعوام الأخيرة بصورة واضحة. ويتضمن حجم المديونية الحكومية في الإكوادور اليوم نحو 11 مليار دولار، أي أقل من 40 في المائة من حجم الناتج المحلي الإجمالي، مقابل ما يزيد على 80 في المائة من حجم الناتج المحلي الإجمالي ما قبل ستة أعوام. وانخفضت نفقات الفوائد السنوية للحكومة من 7 إلى 2.5 في المائة من حجم الناتج المحلي الإجمالي.
ورغم هذا قال رئيس الحكومة السابق ألفريدو بالاتشيو إن هناك حاجة ماسة لمعالجة قضية المديونية وفق منهجية جديدة. وحاول بالاتشيو تهدئة روع الدائنين قائلاً: "إن محاولة التغلب على المديونية الأجنبية لدولتنا، لا تعني، أنه لا يجب علينا أن نفي بواجباتنا والتزاماتنا".
وفي الحقيقة بدت رسالة كورريا في إحدى دراساته واضحة بحيث لايمكن تجنب سيناريو ما حدث في الأرجنتين وقال ً: "إن الإكوادور يمتلك المصادر، التي تمكّنه من الدفع حتى آخر قرش، ولكن ضمن أسلوبنا الخاص". "أولاً علينا أن نسد حاجاتنا الاجتماعية". وعلى ما يبدو فإن رسالة كورريا لاقت صدى جيدا داخل الإكوادور بصفة عامة. وفي الدراسات الإحصائية الأخيرة حظي كورريا بنحو 26 من الأصوات لصالحه لأول مرة وبنسبة تتفوق على منافسه ليون رولدوس بنحو 18 في المائة من الأصوات.
لقد عملت الإكوادور على إعادة هيكلة مديونيته الحكومية مرتين خلال التسعينيات فقط، وفي عام 2000 أعلنت الإكوادور استخدام الدولار الأمريكي كعملة نقدية تستخدم حاليا في البلاد بصورة رسمية وهو الإجراء الذي أوقف التضخم لكنه زاد من غلاء السلع وجعلها أقل قدرة على المنافسة في الأسواق الدولية.

الأكثر قراءة