سرقة المحمول

سرقة المحمول

سرقة المحمول

في زمانٍ كان الشخص إذا اشترى حاسوباً ذُكر ذلك بين الناس أن فلاناً اشترى حاسوباً، حيث كان اهتمام ذلك الشخص بحاسوبه كبيراً. وقد وصل الاهتمام عند البعض إلى تخصيص غرفة خاصة للحاسوب خشية أن يعبث به أولاده. أما الآن ومع انتشار استخدامات الحاسوب في حياتنا، وصغر حجمه، أصبح أكثر قرباً منا، حتى إنه لم يقتصر وجوده في المكتب فقط، بل تعدى ذلك إلى غرفة الجلوس وصار رفيق سفر.
الشاهد في هذا المقال أن اهتمامنا بحمايته قل عن ذي قبل، حيث ذكرت إحدى الدراسات (Safeware Insurance) أن أكثر من 600 ألف حاسوب محمول تمت سرقته في عام 2004، قُدّرت قيمتها بأكثر من 5.5 مليار دولار أمريكي، حتى إن خطر سرقة الحواسيب المحمولة صف في المرتبة الثالثة في قائمة أكبر الأخطار الأمنية بعد الفيروسات، والاستخدام غير المسموح للشبكة الداخلية، طبقاً لتقرير كل من وكالة التحقيق الفدرالية و معهد أمن الحواسيب (FBI/CSI) لعام 2005م.
وفي أواخر شهر صفر الماضي سُرق حاسوب محمول تابع لشركة Fidelity المالية، الذي يحتوي على 196 ألف سجل لبيانات متقاعدي شركة HP. وفي كلية في مدينة دينفير الأمريكية سرق كمبيوتر محمول يحتوي على 93 ألف سجل لبيانات الطلاب من بيت الموظف، وكذلك سرق جهاز محمول لشركة MCI يحتوي على 16500 سجل لبيانات موظفي الشركة، من سيارة أحد موظفيها وهي في كراج بيته. أيضاً حصلت السرقة لشركة Qualcomm، فعندما انتهى مديرها التنفيذي من كلمته في أحد المؤتمرات تاركاً المنصة للإجابة عن أسئلة الصحافيين، سُرق كمبيوتره المحمول الذي يحتوي على بيانات حساسة جداً.
إن ما يشجع السارقين على ذلك هو صغر حجم الجهاز وارتفاع ثمنه، هذا إذا افترضنا أن هدف السارق قيمة الجهاز، لكن وبالنسبة للمحترفين من السارقين، فإن ما قد تحتويه بعض تلك الحواسيب أغلى بكثير من قيمة الحاسوب نفسه. فقد تحوي بعض الحواسيب أسراراً تجارية أو فضائح مالية أو أخلاقية قد يستفيد السارق منها في بيعها على من يمكن أن يستفيد منها، أو ابتزاز صاحب الكمبيوتر المحمول.
عندما نتكلم عن الكمبيوتر المحمول، فإن أجهزة الهواتف المحمولة وخاصة التي تحتوي على سعة تخزينية جيدة، تعتبر هي أيضا من هذا النوع، فكم من البيانات الحساسة والصور الشخصية تحتويها تلك الهواتف؟
هناك حلول لتقليل تعرضها للسرقة من ضمنها:
أولاً: لا بد من وضع سياسات لاستخدامات المحمول، ونوعية المعلومات التي يمكن تحميلها على تلك الأجهزة، فمثلاً قد تمنع بعض السياسات تحميل معلومات العملاء أو الملفات المالية على الحواسيب المحمولة.
ثانياً: تشفير المعلومات يقلل من أضرار سرقة المحمول، وذلك بأن يكون ضرر سرقته يكمن في قيمة الحاسوب نفسه، لأن البيانات مهما كانت حساسة، فإنها عديمة الفائدة لعدم قدرة السارق على قراءتها. لكن مع التشفير لا بد من حفظ المعلومات بشكل دوري في مكان احتياطي لاسترجاعها في حال سرقة المحمول.
ثالثاً: استخدام كلمات المرور و أنظمة التثبت من الهوية قد يبعد السارق من فكرة قراءة المعلومات والاستفادة منها.
رابعاً: حاول قدر الإمكان إخفاء الكمبيوتر المحمول، سواء في حقيبة لا تدل على وجود أو أهمية المحمول الذي يوجد بداخلها، أو بعدم تعريضه بطريقة يسهل سرقته، خاصةً في الأماكن العامة.
خامساً: الأمن المادي، وذلك باستخدام سلك حماية لتثبيت المحمول بشيء ثقيل، أو باستخدام أجهزة إنذار تعمل عند تعرض الكمبيوتر المحمول للسرقة، سواء ببعدها عن صاحبها أو عند تعرض المحمول لاهتزازات سريعة ناتجة من جري السارق.
يقال: لا تعرف قيمة الشيء حتى تفقده، فلا تهمل حاسوبك المحمول ليُفقد حتى تعرف قيمته.

[email protected]

الأكثر قراءة