باريس تشهد مولد طراز مونديو الجديد
وردت في الآونة الأخيرة الكثير من الأخبار السيئة عن شركة فورد من المقر الرئيس في ديربورن: أولاً زيادة وتيرة خطط إعادة الهيكلة والإصلاح أعقبها تنحي مدير المجموعة بل فورد وأخيراً، عمليات التسريح الهائلة.
وفي هذا الإطار أجرى هنينج بايتسماير هذا الحوار مع بيرنارد ماتيس مدير مصانع فورد في مقاطعة كولن الألمانية تحدث فيه عن المشكلات التي تواجه "فورد" في أوروبا ومنها أسعار المواد الخام المرتفعة وأثر ذلك في زيادة التكاليف كما كشف ماتيس أن "فورد" ستعرض طراز مونديو الجديد لأول مرة في معرض السيارات في باريس المقبل الذي سيشهد أيضا عددا آخر من الطرازات.
نبدأ الحوار بهذا السؤال : هل من جديد في داربورن؟
لا يوجد ما أضيفه على التصريحات التي أعلنتها فورد خلال الأسابيع الماضية كل ما هو معروف بأنه يتم الآن توظيف مبدأ إعادة الهيكلة للسوق الأمريكية.
وماذا ستضيف فورد على سوق أوروبا؟
- لقد عملنا في أوروبا منذ بضعة أعوام بكثافة فيما يتعلق بتحسين قدرتنا التنافسية هناك. وبالفعل تمكنا من رفع قيمة صورتنا الإنتاجية، وزدنا إنتاجيتنا في المصانع، وهذا يظهر بوضوح في محصلاتنا، فقد تمكنا من التقدّم فعلاً. ولكن ما يزال علينا القيام بمزيد من الإجراءات فيما يتعلّق بتحسين قدرتنا التنافسية أكثر.
كيف وصلتم إلى هذه الكارثة في أمريكا الشمالية؟ بينما يعمل هناك مديرون، كانوا حقاً ناجحين جداً في أوروبا...
- ولكن لا يمكن مقارنة السوق الأوروبية مع سوق أمريكا الشمالية. أظن أنه كان عليك بالأحرى أن توجّه هذا السؤال للزملاء في أمريكا الشمالية.
ولكن الأزمة فعلاً لها تأثير في سوق أوروبا، ويتهدد مصنع المحركات في كولن تقليص في عدد ساعات العمل.
- إن هذا تأثير غير مباشر. سيتم في كولن تصنيع محركات الطرز الأمريكية رينجلر وإكسبلورر وموستانج وذلك لأن حجم الطلب على هذه السيارات في تراجع، وكان علينا أن نتدبّر الأمر. لقد تخلينا عن طبقة طاقم العمل، وقلّصنا حجم الإنتاج اليومي من 1330 إلى 1160 محركا.
كم عدد الموظفين الذين تضرروا من هذا الأمر؟
- 112 موظفا، ولكن سيتم توظيفهم في فروع أخرى، على سبيل المثال في الإنتاج التشغيلي، أو في سوق القطع البديلة، أو الخدمات. نحن نقوم بهذا دون تسريحات مشروطة بالتشغيل، لا أحد سيفقد عمله.
> يوجد اتفاق يقضى باستثناء التسريحات المشروطة بالتشغيل حتى عام 2011.
- نحن متمسكون بهذا، لقد ألزمت "فورد" نفسها باستثمارات في المناطق الصناعية، ويتخلّى الموظفون خلال الأعوام المقبلة عن جزء من زيادات الأجور . ولكن تدرك إدارة التكلفة لدينا كذلك عمليات الشدّ على المناصب الوظيفية نفسها، حيث لا يدور الأمر دوماً حول تكاليف الموظفين، وطاقم العمل. ونحن نعمل في مشروعنا، والذي يُدعى "التقنية العالمية المشتركة"، على تطوير أجزاء وقطع متماثلة، وسيارات والتي يمكننا استخدامها ولكن ليس في سيارات فورد فحسب، ولكن كذلك من قبل علاماتنا التجارية الفرعية.
> ما أنواع السيارات التي تتشارك معها سيارة فورد مونديو الجديدة في تكاليف التطوير، والتي ستعلن في معرض باريس المقبل للسيارات ؟
- إن سيارتي فورد إس ماكس، وجالاكسي، تستخدمان التقنية نفسها، وحتى فولفو، ولاند روفر، فهما مشتركتان في تطوير الأجزاء. ولكن بالطبع لا يتم الاستحواذ على قطع الإنشاء هذه وحدة بوحدة، ولكن يتم ملاءمتها مع كل طراز على حدة، والهيكل العظمي متشابه فقط.
> وما الزيادة الإنتاجية التي ستحققها عن طريق سيارة مونديو الجديدة؟
- في الحقيقة لا أرغب في وصف هذا على نحو دقيق، ولكن بالطبع لدينا هدف رفع الإنتاجية في المصنع. ولهذا قمنا باستثمار نحو 715 مليون يورو في مدينة جينك البلجيكية، حيث تتم صناعة طرازي إس ما كس، وجالاكسي بالإضافة إلى مونديو.
وما عدد الساعات التي يحتاج إليها موظفو "فورد" في جينك، ليقوموا بتصنيع مونديو الجديدة؟
- انتظر حتى يصدر تقرير هاربور، حيث يمكنك أن تتوصّل إلى الرقم المضبوط. لقد احتاج الطاقم ما يقل عن 20 ساعة لتصنيع مونديو الحالية.
هذا يعني، أن تكاليف الإنتاج تنخفض بالمعدل لكل تغيير في الطراز نحو 20 في المائة.
- يمكنني أن اعرض عليك مثالاً فعلياً لسيارة فورد فيستا في كولن: لقد احتجنا في عملية خطوط الإنتاج للطراز السابق نحو 24 ساعة، بينما تحتاج الحالية نحو 16 ساعة، أي ارتفاع في حجم الإنتاجية ما يعادل الثلث. ولكن 16 ساعة بالطبع هي ليست الكلمة الأخيرة.
إذا كانت "فورد" ذات كفاءة إلى هذا الحد في التصنيع، لماذا لا تحقق الشركة أموالاً عن طريق البيع الصافي للسيارات؟
- ها أنت قد قلتها، نحن نريد أن نحقق الربح والعوائد عن طريق بيع سياراتنا. فبعد أن سجّلت المجموعة خسائر في عام 2003، نسجّل منذ عام 2004 معدلات سوداء في سوق السيارات.
ولكن مجموعة السيارات الفاخرة بريمير بعلامتها التجارية جاجوار، وأستون مارتين، وفولفو، ولاند روفر، شهدت خسائر بلغت أخيرا نحو 1.6 مليار دولار، كيف يمكنك أن تشرح هذا التناقض؟
- يمكنني أن أقول إن "فورد" قد أصبحت أكثر كفاءة، وإنتاجاً، وذات قدرة تنافسية أكبر على أسس التكلفة. وهذا ما يشير إليه النصف الأول من عام 2006، حيث حققت "فورد" محصّلة بلغت نحو 196 مليون دولار قبل الضرائب.
> وهل تتحقق الأرباح عن طريق سوق القطع البديلة، وبنك فورد فقط؟
- هذا ما تقوله الصحف. وبالطبع نحن نطمح إلى تحقيق الربح عن طريق الفروع كافة. ولكن لا شك أن سوق السيارات تقف على مشارف تحديات ضخمة للغاية.
> وهل تواجه رياحاً معاكسة من قبل أسواق المواد الخام؟
- هذا صحيح، إن أسعار المواد الخام المرتفعة، وتكاليف المواد المتزايدة، تجبرنا على المضي في هذا الطريق الصعب، ولكننا نعارض هذا. خذ مثلاً مبدأنا "إدارة قيمة الفريق"، هنا نعمل نحن مع المزودين بصورة وطيدة جداً، لنتمكن من إنتاج الأجزاء وتطويرها بقيم زهيدة.
> ما مدى حجم التوفير الذي تحققه "فورد" عن طريق هذا التعاون؟
- لن أفصح عن هذا. فأنا لا أريد أن أزيد المنافسة حنكةً، أكثر مما هي عليه الآن أصلاً.
إن المنافسة تزداد شراسة يوماً بعد يوم، ومعركة الأسعار تصبح أكثر ضراوة. و"فورد" تمزج نفسها بعروض خصومات- ضريبة القيمة المضافة (16 في المائة) بقوة.
- نحن لسنا وحدنا على هذا العالم بهذه العروض. وهذا ليس عرضاً دائماً، ولا يسري على أنواعنا الجديدة، مثل فورد إس ماكس، وجالاكسي، حيث نبيع كلا الطرازين بصورة جدية جداً دون حسومات ضريبة القيمة المضافة في ألمانيا، وأوروبا. ومنذ شهر أيار(مايو) تم بيع نحو خمسين ألفا منهما، وتشير قوائم الطلب والشراء إلى أن هذا نجاح مستمر.
"فورد" تعمل على عرض سيارات جديدة، مرهفة، في معرض السيارات في باريس، بينما يبيع التجار الأنواع القديمة بخسارة نظراً لحسومات القيمة المضافة، ماذا يمكن أن يستنتج سائقو فورد من هذا؟
- إن هذه المفارقة ما بين السيارات الجديدة عالية الجودة، والمبيعات التكتيكية، كما تصوّرها أنت، لا أراها أنا. إن "فورد" عبارة عن علامة تجارية مزوّدة، وليست رخيصة. وعلى أية حال، يمكننا أن نكون إلى هذه الدرجة من الثقة فيما يتعلق بموديلات سياراتنا الجديدة، فورد إس ماكس، وجالاكسي، ولكن كذلك بالنسبة لفورد الجديدة، فوكس كوبيه كابلريولت، دون أن نضطّر لتقديم المزيد من الحوافز الإضافية. بكلمات أخرى، علينا أن نقبل المنافسة.
> وعام 2007 يُهدد بحدوث ثغرة في ضريبة القيمة المضافة؟
- عندما يأخذ المرء الزيادات على ضريبة القيمة المضافة في الماضي، يرى في الحقيقة عاملا واضحا على الأفضلية، وهنا لا يدور الأمر حول نمو السوق، ولكن حول تفضيل مؤقّت لحجم الطلب. ولكن عام 2007، عندما تظهر مونديو الجديدة في ربيع العام المقبل، ستكون "فورد" ممتلكةً لأكثر عائلات السيارات جاذبية أكثر من أي وقت مضى.