قضايا التعويضات تحول أرباح شركات التبغ إلى خسائر
عاشت صناعة التبغ الأمريكية خلال الأشهر الاثني عشر الماضية سلسلة من النجاحات والآن هناك تعويضات تُقدّر بالمليارات بسبب القضايا التي ترفع الواحدة تلو الأخرى. وخلال الأسبوع الماضي أطلق محام في نيويورك إشارة البدء للهجوم الكبير اللاحق على القطاع: حيث رفع المحامي دعوى يتهم فيها شركات التبغ بالاحتيال في تسويق السجائر الخفيفة ومن هذه النقطة يمكن لكل الذين اشتروا السجائر الخفيفة منذ إطلاقها في فترة السبعينيات أن ينضموا للدعوى ويحصلوا على تعويضات. لكن شركات السجائر تتهم المدخنين بأنهم استخفوا بالأخطار الصحية للسجائر الخفيفة. وهبطت مؤشرات أسهم الشركات المدعى عليها إلى أدنى معدل لها .
ولكن يبقى الطريق طويلا منذ لحظة التقدم بالدعوى وحتى موعد إصدار الحكم فيها كما أن شركات التبغ لن تبدو مستسلمة بل إنها ستدافع عن نفسها وحتى في حالة الحكم بالإدانة فهناك فرصة للإفلات من بعض نتائج الأحكام دون أضرار، كما سبق وأن نجحت صناعة التبغ الأمريكية في هذا غالباً في الماضي.
وبالنظر إلى المنازعات القضائية تواجه صناعة التبغ تحديات كبيرة أمامها. وبالتالي سيصبح محيط هذه السوق في الكثير من الدول غير موات بصورة أكبر. وتعمل المزيد من الدول إلى إصدار قوانين تحظر التدخين في الأماكن العامة، وبالأخص الدول الصناعية الغربية. وحتى في ألمانيا، تزداد المناقشة العامة حول حظر التدخين في المطاعم. وبدأت السوق الألمانية تفقد شيئاً من جاذبيتها بصورة مستمرة. وبناءً على معطيات جاءت عن مجموعة ألتريا، فقد تراجع استهلاك السجائر هناك خلال الربع الثاني مقابل العام الماضي نحو 5.6 في المائة. ومن الممكن أن تسهم ضرائب التبغ الآخذة بالارتفاع بصورة متواصلة في تحقيق أقل حجم من الاستهلاك في ألمانيا وغيرها من الدول المجاورة.
ومن الممكن أن تستمر هذه الوُجهة: حيث تُجرى المباحثات اليوم في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ذات الحجم السكاني المرتفع، برفع الحجم الضريبي في غضون فترة وجيزة إلى حدٍ هائل.
يُشار إلى أن مجموعات التبغ أكثر وأكثر، إلا أن الضعف في الدول الغربية سيتم معادلته عن طريق التوسّع، على سبيل المثال في المناطق الآسيوية، مثل الصين، التي تُعتبر، حتى الآن على الأقل، من أسواق النمو.