"إيرباص" وتأخير جديد في مواعيد التسليم يهدد سمعة الشركة مع العملاء

تبدو مشكلات شركة إيرباص بلا نهاية منظورة ... فهاهي الشركة تعلن مرة أخرى عن إرجاء موعد تسليم الطائرة العملاقة إيرباص 380 والتي تعتبر الأكبر في العالم . وحتى الآن لم يتم الإعلان عن التأخير بصفة رسمية وإن كان من المعروف داخليا أنه طرأ تأخير على خطط بعض الأقسام .
وعلى أية حال فقد أعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية إير فرانس أخيرا أن شركة إيرباص ستعلم زبائنها بالمواعيد الجديدة للتسليم. ويذكر أنه قد أعيد النظر في شهر حزيران (يونيو) الماضي عن آخر خطة حددت فيها شركة إيرباص ، من بين أشياء أخرى ، عزمها على تخفيض عدد الطائرات التي سيجري تسليمها العام القادم من 20 أو 25 طائرة إلى تسع طائرات فقط كحد أقصى . وفقد سهم الشركة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية ، وهي الشركة الأم لشركة إيرباص بمجرد الإعلان عن ذلك ، أكثر من ربع قيمته ، كما تم استبدال الإدارة العليا في الشركة, ووفقا لتقرير للصحيفة الاقتصادية الفرنسية "لزيكو" فقد لا تتمكن الشركة عام 2007 من تسليم أكثر من أربع طائرات لأول الزبائن وهما : شركة طيران سنغافورة وشركة طيران الإمارات ، مع أن ناطقا بلسان شركة إيرباص وصف هذا التقرير بأنه مجرد تكهنات . أما الرئيس الجديد لإيرباص كريستيان شترايف فقد أمر بإجراء فحص لمجريات عمليات الإنتاج على أن تظهر نتائجه نهاية الشهر الجاري .
ويقول أكبر مساهمي الشركة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية آرنو ليغاردييه ستعقد الجلسة القادمة لمجلس الإدارة أواخر هذا الشهر، وستكون التأخيرات الجديدة في مواعيد تسليم الطائرة ( أيه 380 ) هي محور المناقشات في هذه الجلسة .
أما في خطوط طيران سنغافورة فما زال المسؤولون يتوقعون تسلم الطائرة الأولى من طائرات ( أيه 380 ) في شهر كانون الأول ( ديسمبر ) المقبل ، كما أعلن أخيرا ناطق بلسان الشركة . غير أن هذا الناطق لم يشأ تأكيد بعض الشائعات بأن الطائرة أعيدت مرة أخرى إلى قاعات الإنتاج بعد حفل تدشينها الرسمي مباشرة ، لاستكمال العمل فيها . علما بأن الشركة السنغافورية ، على سبيل الاحتياط ، قد غيرت شعارها بالنسبة للطائرة العملاقة من (أول من يقلع بطائرة أيه 380 عام 2006) إلى (أول من يقلع بطائرة أيه 380) دون تحديد موعد زمني لذلك.
كما قال ستيفن أودفار – هيزي ، رئيس شركة ILFC للتأجير ، التي أوصت بشراء عدد من طائرات أيه 380 (A– 380) بأنه يتوقع أيضا مزيدا من التأجيل في تسليم الطائرات . وقال في اجتماع لممثلي القطاع بأن مشكلات تمديد الكابلات داخل الطائرة تبين أنها أصعب مما كان مفترضا . كما يعتقد الخبراء أن العدد الكبير من المطالب الفردية التي يتقدم بها الزبائن تزيد المشكلات تعقيدا .
يضاف إلى ذلك كله أن ثمة شكوكا فيما يتعلق بتصريح السلطات المعنية للانطلاق التجاري للطائرة ، حيث أعلن ناطق بلسان سلطة الطيران الأوروبية (EASA) في نهاية الأسبوع بأنه لن يسمح من الآن فصاعدا بأي تأجيل عندما يفقد الترخيص صلاحيته في نهاية هذا العام . كما أن الشريك البريطاني في إيرباص (BAE)، الذي يفترض أن يبيع حصته البالغة 20 في المائة في الشهر القادم يرى أن مزيدا من التأخير لا بد أن يحدث وأن شركة إيرباص تقف أمام تحديات خطيرة .
أما شركة لوفتهانزا فهي واحدة من عدد قليل من الشركات التي تبدو واثقة وغير مبالية إلى حد بعيد، حيث يقول متحدث باسم الشركة التي من المفترض أن تضع في الخدمة في صيف عام 2008 أولى الطائرات الـ 15 من طائرات (A –380) التي أوصت عليها : " ليست لدينا معلومات بأن مواعيد التسليم ستتغير بأي شكل من الأشكال ". كما لا توجد حتى الآن أي مطالب بفرض غرامات على شركة إيرباص ، بل إن شركة لوفتهانزا أعلنت عن إحالة عطاء تقدر قيمته بالمليارات على شركة إيرباص . حيث التزمت عقديا بشراء 35 طائرة ، مع احتمال شراء 30 طائرة أخرى في المستقبل . ومن بين الطائرات التي تم التوقيع على عقود شرائها من قبل مجلس إدارة شركة لوفتهانزا توجد 30 من الطائرات للرحلات القصيرة ومتوسطة المدى من طراز (A319 وA320 وA321) وخمس طائرات للرحلات طويلة المدى من طراز (A330) ولم تفصح الشركة عن الثمن الذي اتفق عليه لشراء هذه الطائرات ، غير أن دليل شركة إيرباص يشير إلى أن ثمن الصفقة التي تمت المصادقة عليها يبلغ حوالي ثلاثة مليارات دولار (أي نحو 2.4 مليار يورو) بينما تبلغ تكلفة الطائرات التي يحتمل أن تتعاقد عليها الشركة مستقبلا نحو ملياري دولار .
وفي هذه الأثناء تواردت أنباء عن توقيع شركة ايروفلويت الروسية صفقة كبيرة مع شركة إيرباص وشركة بوينج أيضا، ستشتري بموجبها الشركة الروسية، التي تملك الدولة أكبر حصة فيها ، خلال الفترة الواقعة ما بين سنوات 2010 و2012 22 طائرة بوينج (787) المسماة ( الطائرة الحلم ) وما بين سنوات 2012 و2016 عدد 22 طائرة من طراز (A350 XWB ) وهي أحدث طائرات إيرباص للمسافات الطويلة .