"سوني" تواجه معضلة استرجاع البطاريات الأكبر في تاريخ الكمبيوتر
في الحقيقة تكمن الميزات حرفياً على ظاهر اليد: حيث تقدّم ما تُسمى ببطاريات أيونات الليثيوم لمستخدمي الكمبيوترات المحمولة وزناً أخف مع إنتاجٍ أعلى. ولكن يمكن لهذه البطاريات أن تشتعل. وبدأت شركات تصنيع الكمبيوترات المحمولة، واحدة تلو الأخرى، تدعو اليوم إلى استرجاع تلك البطاريات المستخدمة. والشركة المزوّدة، هي من جديد الشركة نفسها، مجموعة الإلكترونيات اليابانية "سوني". ويبدأ اليوم "برنامج استرجاع عالمي". وهنا يمكن القول بإن نداء الاسترجاع هذا هو الأكبر في تاريخ الكمبيوتر.
ويُعنى بهذا الحدث ملايين البطاريات، وزبائن الشركات المعروفة لتصنيع الكمبيوترات منها "ديل"، و"أبل"، والآن "توشيبا"، وكذلك "لينوفو/ آي بي إم -IBM ". ويدور الأمر لدى ديل وأبل حول ما يعادل ستة ملايين جهاز إجمالا. وأُشير إلى عشرات الحالات تقريباً التي شهدت الاشتعال فعلياً. وتقدّر إدارة مجموعة سوني في طوكيو تكاليف نداء الاسترجاع وحده لمجموعتي ديل وأبل ما يعادل 200 مليون يورو. وهذا ما يعادل نحو ربع حجم الربح الصافي لمجموعة سوني خلال العام التجاري، الذي يسري حتى شهر آذار (مارس) 2007. ومن الممكن أن تخضع الكمبيوترات الخاصة بمجموعة سوني تحت اسم العلامة التجارية التابعة لها "فايو – Vaio" لحدث نداء الاسترجاع القائم أيضاً.
وبناءً على افتراضات خبراء القطاع، يمكن أن ترتفع التكاليف الإجمالية لنداء استرجاع البطاريات إلى نحو نصف مليار يورو. ولكن لم تودّ مجموعة سوني يوم الجمعة الماضي أن تأخذ موقفاً حاسماً في هذا الأمر، بما أن الرقم الدقيق لعدد البطاريات المعنيّة بنداء الاسترجاع لم يثبت بعد. وهبط سعر السهم لمجموعة سوني يوم الجمعة إلى أدنى قيمه منذ أسابيع من الهبوط المستمر. وأشارت السندات في بورصة طوكيو إلى نحو 4780 ينا؛ وفقدت سندات سوني ما يزيد على 10 في المائة من قيمتها منذ الإعلان عن نقص الجودة الصعب في سوق البطاريات خلال شهر آب (أغسطس).
وقد قررت "لينوفو" للتو، أنها تريد أن تفحص ما يزيد على نصف مليون جهاز من أجهزة زبائنها، التي تم تصنيعها متضمّنةً بطاريات "سوني". وسبّب أحد أجهزة لينوفو في الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم العلامة التجارية "ثينك باد - Think Pad "، اشتعال النيران في مطار لوس أنجلوس. وتُعتبر مجموعة لينوفو ثالث أكبر مجموعة لتصنيع الكمبيوترات في العالم. واستحوذ الصينيون العام الماضي على سوق الكمبيوترات التابعة لمجموعة آي بي إم - IBM الأمريكية. ولكن حتى الكمبيوترات التي تم تصنيعها تحت توجيهات IBM، معنيّة بنداء الاسترجاع أيضاً.
ورفعت مجموعة ديل يوم الجمعة عدد البطاريات المعنيّة بنداء الاسترجاع لدى هذه المجموعة نحو 100 ألف إلى 4.2 مليون، بما أن المرء حظي من "سوني" على "معلومات إضافية" فيما يتعلّق بالبطاريات المقصودة. ونادت نوشيبا مع نهاية الأسبوع إلى استرجاع نحو 830 ألف بطارية أخرى. وبناءً على معطيات جاءت عن وكالة الأخبار اليابانية "نيكاي"، حيث أصدرت كذلك مجموعة "فوجيتسو" نداء استرجاع.
وعلى هذا، رجت المجموعة زبائنها، للعمل على تفقّد بطاريات كمبيوتراتهم المحمولة مرةً أخرى، وتحديد البطاريات المعنيّة، وإعادتها إلى "ديل". وعلى أية حال، فإنه لا داعي لإعادة تفقّد البطاريات البديلة، والتي حظي بها الزبائن في إطار سريان النداء منذ منتصف شهر آب (أغسطس). ويمكن للزبائن التأكّد فيما إذا كانت بطارياتهم مقصودة بهذا النداء، يمكن لهم العودة إلى صفحة الإنترنت تحت عنوان "."dellbatteryprogram.com
وعملت التقارير حول الكمبيوترات المشتعلة إحداث بلبلة مرة أخرى خلال الأشهر الماضية، منها ما ورد عن اشتعال أحد كمبيوترات ديل المحمولة أثناء مؤتمر في إحدى الفنادق اليابانية "اوساكا؛ ويتم تبادل صور هذا الحدث منذ ذلك الحين عن طريق شبكة الإنترنت. وشهر أيار (مايو) احترق أحد الكمبيوترات المحمولة في غرفة متاع السفر لإحدى الطائرات في شيكاغو قبل إقلاع الطائرة.
وكانت "سوني" قد أخرجت من مستودعاتها جزءا من إنتاج البطاريات ما قبل أعوام لطلبات المصنعين، وبالتالي وفرت المجموعة حجماً من التكاليف، وكذلك تجاوزت خطوات مهمة في فحص جودة المنتج. وتُعتبر مجموعة الإلكترونيات اليابانية "سانيو" هي الشركة المزوّدة الأكبر للبطاريات لمجموعة سوني، حسب أقوال متحدث الشركة، وفيما إذا كان سيتم ربط "سانيو" بقضايا نداءات الاسترجاع المُعلن عنها الآن، لم تودّ "سوني" أن تفصح عن الأمر. وبرغم العناوين الرئيسية السلبية، فلا تحثّ أي من مجموعات تصنيع الكمبيوترات الكبرى في هذه الأيام العصيبة، على قطع العلاقات التجارية مع "سوني".
وأشارت سلطات حماية المستهلك الأمريكية – Consumer Safety Commission، في شهر آب (أغسطس)، إلى أنه من الممكن أن تلحق بحدث نداء الاسترجاع علامات تجارية أخرى. وتُستخدم بطاريات أيونات الليثيوم منذ فترة بعيدة في الهواتف النقالة، ومشغلات الموسيقى الرقمية، وأجهزة المنزل المختلفة. ولكن من المفترض أن يكون خطر اشتعال البطارية في هذه الأجهزة أقل. وتشير العناوين الرئيسية إلى المزيد من التطوّر في تقنية أيونات الليثيوم، وهي بطارية بوليمرات الليثيوم. وتمكن هذه التقنية التي تتخلى عن المعادن في عبوتها، من استخدام قطع خفيفة، وبأشكال مرنة، إلى جانب قدرتها على إنتاج كثافة طاقة أعلى بنحو الخُمس. وتستخدم "أبل" هذه البطاريات في أجهزتها المحمولة الجديدة، بينما يتخوّف المصنعون الآخرون من القيام بهذه الخطوة. وكان على "أبل" أن تصدر نداء استرجاع لعدد بسيط من بطاريات هذا النمط الجديد.
وعلى أية حال، فإن مشكلات البطاريات هي ليست الجوانب المضطربة الوحيدة التي تعاني منها "سوني" في الوقت الراهن، حيث تصارع المجموعة الصعوبات الإنتاجية في الطراز الجديد لجهاز الألعاب الرقمية "بلاي ستيشن" الذي تم تأجيل ظهوره الأول منذ فترة قصيرة من خريف العام إلى ربيع العام المقبل. ومن المفترض أن يكون هذا الجهاز متوافراً في أوروبا في آذار (مارس) العام المقبل. ولكن على هذا النحو لم تعمل "سوني" على إحباط الكثير من هواة ألعاب الفيديو فقط، ولكنها تخلّت عن سوق عيد الميلاد المربحة في أوروبا إلى المتنافستين "مايكروسوفت، ونينتيندو".