الأندية الفرنسية تخوض تجربة جديدة في البورصة الأوروبية
وأخيرا .. تستطيع الأندية الفرنسية أن تسجل أسماءها في المستقبل أسهمـا للتداول في البورصة. فقد أصدرت الحكومة الفرنسية قانونـا يسمح بموجبه لأندية كرة القدم الفرنسية بتداول وإصدار الأسهم. وبهذا يمكن القول إن موجة دخول الأندية الأوروبية في البورصة تستطيع قريبا مواصلة مسيرتها. من أوائل الأندية الفرنسية المرشحة بالدرجة الأولى لأن تخوض أسواق البورصة هو نادي ليون الذي يعتبر أقوى الأندية الفرنسية رياضيا وماديا. وحسب الأنباء الواردة من باريس يخطط المسؤولون في إدارة النادي للدخول إلى البورصة قبل نهاية العام الحالي.
في جميع أنحاء أوروبا كانت أندية كرة القدم تسعى خلال الأعوام الماضية إلى الدخول البورصة، متبعين بذلك النهج الذي وضعته بريطانيا منذ تقييد أسهم النادي توتينهام في عام 1983. وحسب معلومات وردت من الرسالة المالية (فرنيمين نت) يبلغ حاليا عدد الأندية الأوروبية المقيدة في البورصة 37 نادي كرة قدم. وخطوة التقييد في البورصة هذه جلبت ملايين الإيرادات لمعظم الأندية، لكنها في المقابل حققت خسائر عالية للمساهمين ذوي التوجه بعيد المدى.
وحسبما أفاد به مؤشر أندية كرة القدم الأوروبية بلومبيرج تتمتع ثلاثة أندية أوروبية فقط برسملة في البورصة تفوق قيمة الرسملة لحظة الاكتتاب في السوق. في المقابل توجد أمثلة سيئة لأندية أخرى تراجعت قيمتها بالمقارنة تراجعا حادا، منها نادي بروسيـا دورتموند الألماني، فقد بلغت قيمة السهم الواحد للنادي وقت الاكتتاب في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 11 يورو، أما اليوم فيتذبذب سعر السهم تحت 2.50 يورو. وفي إيطاليـا، خيب نادي السيدة العجوز يوفنتوس الآمال حيث انحدرت قيمـة النادي في البورصة حاليا إلى 217 مليون يورو بعدما كانت قيمته للمساهمين وقت التسجيل في البورصة 400 مليون يورو.
وحول توضيح هذه التطورات أشار محللون إلى أن الأندية تفتقر إلى إدارة ماليـة صلبة ذات توجه بعيد المدى. فما يثير استياء وغضب المساهمين بجانب تأرجح النتائج الرياضية على العشب الأخضر هو عدم قدرتهم على تحقيق الإيرادات بدون الاعتماد على الإنجازات الرياضية، فصفقات شراء اللاعبين الجدد تعتبر دائما مغامرة غير محدودة المخاطر. لكن في النهاية يبقى المشجعون المخلصون كمساهمين أوفياء لم يسهموا فعليا لأسباب تضعضع أرباح الأسهم العائدة، وبهذا تبقى سيولة الأسهم بالمقارنة منخفضة. لهذا السبب يفكر المستثمرون المؤسسون مليـا قبل الإقبال على تلك السندات، هذا إذا فكروا أصلا.
هذا الكلام ينطبق على أكبر ناد أوروبي مقيد في البورصة، وهو نادي أرسنال الإنجليزي. صحيح أن أرسنال في الوقت الحالي يتمتع بقيمة في البورصة تبلغ حوالي 460 مليون يورو، متفوقا بذلك وبصورة عالية على نادي فينيرباشي التركي الذي يحتل المركز الثاني ولكن 56 في المائة من أسهم نادي أرسنال محصورة بين أيدي ثلاثة مساهمين كبار، وخلال الأشهر الستة الماضية بيع يوميا في المعدل المتوسط خمسة أسهم فقط من أسهم النادي.
بيد أنه على المدى القصير يمكن لأسهم أندية كرة القدم أن تحقق بالتأكيد أرباحا. فمنذ بداية العام الجاري ارتفع المؤشر بلومبيرج بنسبة 13 في المائة بينما سجل مؤشر البورصة الأوروبي (داو جونز ستوكس-600) أرباحا بنسبة 8.3 في المائة. كما سجلت خلال هذا العام أندية أوروبية ارتفاعا ملحوظا في أسعار الأسهم، منها مانشستر سيتي (موجب 95 في المائة)، والشركة الدانمركية لإدارة الملاعب الرياضية ( باركن سبورت & انترتينمنت ) (موجب 171 في المائة) وكذلك نادي روما الإيطالي (موجب 41 في المائة). إلا أنه ومنذ لحظة انطلاقه في عام 2001 تراجع مؤشر بلومبيرج بنسبة 27 في المائـة.
صحيح أن الأغلبية العظمى من أندية كرة القدم الأوروبية المقيدة في البورصة توجد في بريطانيـا، ومن بينها حتى الأندية الصغيرة مثل النادي اللندني ( ميلوول – Millwall ) ولكن هذا العدد أخذ يتضاءل حاليا شيئا فشيئا. فالأسماء الكبيرة يتم شراؤها بصورة متزايدة، على رأسهم بالدرجة الأولى نادي مانشستر يونايتيد الذي اشتراه العام الماضي رجل الأعمال الأمريكي مالكوم جلاسير. وسبق مانشستر نادي تشيلسي الذي اشتراه الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش وفي الوقت الحالي يسعى الأمريكي راندي ليرنر في شراء نادي أستون فيللا الإنجليزي.
وأشارت مصادر إلى أنه في هذا العام تم تقديم تسعة عروض استحواذ لأندية كرة قدم مقيدة في البورصة في أوروبـا، وأضافت المصادر أن حجم صفقات الاستحواذ المبرمة أو المخطط لها بلغ في هذا العام 359 مليون يورو - وهذه أعلى قيمة منذ بداية تسجيل الإحصائيات في عام 1998.
بيد أن الانفتاح الحاصل في فرنسا أمام أنديتها لم يتم طوعا واختيارا: فقد قام في عام 2002 ثمانية أندية بتقديم دعوى إلى المفوضية الأوروبية يشكون حظر الحكومة الفرنسية المفروض على التقييد في البورصة. لكن هذا الاندفاع لم يستحوذ على الكثير من الأندية الفرنسية سلوك هذا المسار تجاه البورصة. المثبط في هذا الشأن هي المقارنة في الإقبال الجمهوري على الملاعب الفرنسية بنظيراتها الألمانية والبريطانية حيث الحشد أشد وأكبر.