بيجو تواجه حقبة إدارية معقدة
بيجو - ستروين، التي تُعد ثاني أكبر مصنّعة للسيارات في أوروبا من حيث الترويج، تقف اليوم على مشارف حقبة إدارية معقدة بعد أن أعلن مديرها جين مارتيم فولز استقالته من منصبه دون أن يتم الإعلان عن اسم يخلفه. وفي مثل هذه الظروف لا تتوافر المعلومات بقدر ما تنتشر الشائعات لكن فولز كان قد أبدى عدم رغبته في كل الأحوال في تجديد عقده مع مجموعة بيجو ستروين خلال اجتماع مجلس إدارة المجموعة، أما الآن فإن هيئة الترشيح الموسّعة التي يرأسها تيري بيجو رئيس مجلس الإدارة تتباحث مع جين فيليب بيجو نائب فولز كما تتفاوض مع ارنست أنطونيو سيلير رئيس شؤون الموظفين السابق لخلافة فولز.
وكما يقال فإن الخيارات كافة مفتوحة وسبق أن أقرت أسرة بيجو التي تملك نحو 45 في المائة من حقوق التصويت في المجموعة على تعيين رؤساء في المناصب العليا من خارج الشركة تماما كما حدث في السابق مع فولز نفسه في عام 1997.وحتى قبلها بعامين اختير بيجهين ساي.
وفي هذا السياق يطفو اسم جيليس ميشيل المسؤول عن شراء لوحة الموديلات، وكذلك فريديرك سانت جورج، و كلاود ستينت، وكذلك جيرجوري أوليفير، الذي جاء مباشرةً من مجموعة الدفاع والفضاء (سافران) ليستحوذ على قمة الشركة المزوّدة للمحركات (فاوريشيا) التابعة للمجموعة.
ولن يسلم فولز خليفته الشركة وهي كومة من الحطام لكنها في ذات الوقت ليست منزلا فاخرا مكتمل التجهيز، فقد بدأت مجموعة بيجو – ستروين أخيرا في تقليص حجم التكاليف عن طريق خطط إعادة هيكلة. وعندما ارتفعت أسعار المواد الخام بصورة باهظة كما حدث في الآونة الأخير واحتدّت المنافسة في غرب أوروبا أصبحت الأوضاع في شركة بيجو ستروين أكثر قسوة. وبينما لم يُقلِق هذا الأمر رجلا مثل (لويس شفايتزر) مدير شركة رينو فدفعه مثلاً لإغلاق مصنع (فيلفورد) في بلجيكا فإن فولز قام باتخاذ مثل هذه الخطوة وأغلق مصنع (رايتون) في بريطانيا هذا العام. وإثر ذلك سارعت نقابات العمال باتهام فولز بأنه تسبب في كارثة اجتماعية متناسين أن فولز هذا نفسه هو الذي وفر ما يزيد على 10 آلاف فرصة عمل جديدة في فرنسا و نحو 30 ألف فرصة عمل حول العالم في غضون السنوات الخمس السابقة.
ويقول المتحدث باسم مجموعة بيجو ستروين: "كان حجم الطلب حينها عالياً، واحتجنا إلى سعات جديدة. وارتفع حجم الترويج لدى المجموعة تحت رئاسة فولز من 2.1 إلى 3.4 مليون سيارة تقريباً. وبهدف تغطية الحاجة أقامت بنت مجموعة بيجو – ستروين مصانع جديدةً في شرق أوروبا، وبالأخص في سلوفاكيا، وجمهورية التشيك. وتُعتبر السيارة التي حققت أعلى مبيعات هي سيارة بيجو 206، ومن ثم طراز بيجو 207.
ولكن لم يعد قرع أصوات هذه المعدلات وبخاصة الأرباح في الآونة الأخيرة بالشكل المطلوب. ومرّت ثلاثة تحذيرات بخصوص الأرباح خلال 18 شهراً على بعض المديرين من المناصب العليا دون أثر. والآن من المفترض العمل على الترشيد في التكاليف، حيث أعلنت مجموعة بيجو – ستروين أنها لن تبنى أي مصانع جديدة في سلوفاكيا، ولكنها ستعمل على إنتاج السيارات الجديدة المُعلن عنها لعام 2010 في منشآت الإنتاج الحالية.