تجارة "السبح" تزدهر في المدينة وتنقل " الباعة" إلى خانة المليونيرات
تجارة "السبح" تزدهر في المدينة وتنقل " الباعة" إلى خانة المليونيرات
تلتف محال "السبح" والهدايا حول المسجد النبوي الشريف ، مطوقة عنق منطقة الحرم النبوي ، منتشرة على أرصفتها وفي أسواقها بشكل دائري .
"المنطقة المركزية" في المدينة المنورة هي بقعة تدخل ضمن المناطق الأغلى عقارا على مستوى العالم ، و إلى جانب ذلك هي أيضا من بين المناطق الأكثر قدسية وروحانية لدى 1.2 مليار مسلم ، لذلك فإن الهدية المشتراة من هذه البقعة المباركة تحمل قيمة وأهمية بالغتين .
تزخر الأسواق المجاورة للحرم المدني بالعديد من محال بيع السبح التي تجد رواجا كبيرا خصوصا في رمضان من قبل الزوار والمعتمرين نظرا لرغبة العديد منهم في حفظ ذكرى هذه الزيارة التي لا تتكرر كثيرا من خلال اقتناء هذه السلع .
تصل أسعار بعض " السبح " إلى مبالغ كبيرة جدا تصل إلى 40 ألف ريال ، خاصة تلك المزودة بالحجر الكريم المشبع بالورد والعود ، ويؤكد لـ" الاقتصادية " نشأت محمد سرور أحد تجار السبح في المنطقة المركزية في المدينة المنورة أن هنالك أنواعا كثيرة من السبح الغالية والمتوسطة ، خاصة المحتوية على أحجار كريمة مثل الزمرد، والمرجان وهي تباع بالجرام ، وتراوح أسعارها من ثلاثة آلاف ريال إلى أربعة آلاف ريال للجرام الواحد فقط ، بينما أسعار السبح الخشبية تراوح ما بين خمسين ومائة ريال وأشهرها "الكوك" يأتي بعدها "الزيتون"، ومن ثم "أبو لمس"، وأخيرا "العودة".
كما أوضح سرور أن أكثر رواد سوق السبح من العرب هم الإماراتيون والبحرينيون بينما يعتبر الإيرانيون أكثر المتسوقين والزبائن لسوق السبح حيث يركزون على نوع واحد فقط يسمى "بني زار" حيث يأخذونها هدايا لأهلهم وأصدقائهم في إيران ، ويعتبر بيع هذا النوع للجنسيات الأخرى ضعيف جدا الأمر الذي جعل بعض باعة السبح يدخلون عالم التجارة من أوسع أبوابه ، حتى وصل بهم الأمر إلى تنوع تجارتهم وصولا إلى إنشاء فنادق خمس نجوم .
وتحفظ ذاكرة أهل المدينة المنورة قصة احد الباعة المختصين في بيع السبح بدأَ من خلال بسطة عند إحدى بوابات الحرم النبوي الشريف وبعد فترة استطاع استئجار محال تجارية بعد التوسعة الجديدة تم فتح مستودعا كبيرا للسبح حتى وصل به الأمر إلى افتتاح مراكز تجارية متعددة في المناطق المجاورة للحرم النبوي الشريف ومن ثم شيد فنادق خمس نجوم وقام بتأجيرها لشركات عالمية.
يشار إلى أن السبح لها عدة أنواع هي "اليسر، الكهرمان، الصندل، العنبر، الحجر الكريم، البلاستيك، الخشب، المشبع بالورد، العود" وتراوح أسعارها ابتداء من ريال واحد إلى أربعين ألف ريال.
محمد لال شيخ تجار السبح والفضيات الذي أمضى 50 عاماً في تجارة السبح والفضيات يقول : كل جنسية لها رغباتها الشرائية المعينة ، فالإيرانيون برغم كونهم الأكثر تسوقا و قدرة شرائية من بين جنسيات الزائرين إلا أنهم في الغالب لا يشترون إلا بأسعار زهيدة من قبيل الإهداء أو الذكرى لسبح مصنوعة من الخشب أو البلاستيك أو الزجاج الرخيص .ويضيف لال بأن الأحجار الكريمة والثمينة لها هواتها، الذين يدفعون فيها أسعارا قد تصل في بعض أنواعها النادرة إلى 50 ألف ريال، ويشدد على أن هواة هذه الأنواع الغالية السعر في الغالب هم رجال أعمال خليجيون أو عرب آخرون أو من دول أوروبية غنية.
ويقول صادق حفني أحد أصحاب المحال المجاورة :" الكهرمان المادة الأكثر طلبا والأعلى شعبية بين السبح التقليدية وهو إلى ذلك متوافر بأسعار مختلفة ترضي الزوار بمختلف شرائحهم.