ولي العهد وأهل الخير يتبرعون بـ 35 مليونا لمؤسسة الدعوة الخيرية

ولي العهد وأهل الخير يتبرعون بـ 35 مليونا لمؤسسة الدعوة الخيرية

ولي العهد وأهل الخير يتبرعون بـ 35 مليونا لمؤسسة الدعوة الخيرية

تبرع الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، بخمسة ملايين ريال لمؤسسة الدعوة الخيرية، فيما تبرع الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بمليوني ريال سنويا للمؤسسة.
ووصل إجمالي التبرعات للمؤسسة بعطاء ولي العهد والأمير سلمان وفاعلي الخير إلى 35 مليونا، وذلك خلال حفل مؤسسة الدعوة الخيرية السنوي الأول الذي رعاه الأمير سلمان أمس في مقر المؤسسة شمالي الرياض. وأكد أمير الرياض خلال كلمته في الحفل أنه سر بالاستثمار الحسن للتقنية في الدعوة إلى الله.
من جهته أوضح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، خلال كلمة ألقاها في الحفل أن التحديات التي تواجه الإسلام أصبحت كبيرة ومتنوعة في هذا العصر، مشيرا إلى أنها توجب على كل مسلم أن يسهم في مواجهتها بحسب استطاعته.
وأبان آل الشيخ أن فكرة مؤسسة الدعوة الخيرية جاءت نتيجة هذه التحديات المناسبة لهذا العصر، مؤكدا أنها ليست كغيرها من المؤسسات، والتي تعنى بنقل العلم الشرعي عن طريق وسائل التقنية الحديثة.
وأشار آل الشيخ إلى أن المؤسسة تنقل دروس العلماء الذي يحتاج إليها العالم الإسلامي من الداخل إلى الخارج، والتي بإمكانها نقل وقائع الدروس في وقت واحد إلى أكثر من ست دول، مؤكدا أنها كانت فكرة في حياة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله.
كما أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أن حمل رسالة الإسلام عبر وسائل حديثة ليست مسؤولية العلماء فحسب، بل إنها مسؤولية مشتركة يقوم بها كل إنسان بحسب استطاعته، العالم بعلمه، وصاحب الرأي برأيه، مشيرا إلى أن عمل الواحد لا ينتج شيئا.
وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ مفتي عام المملكة، "إن دعاة الضلال وحاملي الفكر السيئ الذين يحاولون إفساد دين المسلمين وأخلاقهم، والقضاء على مناهجهم ودينهم، ومحاربة ثوابتهم والتشكيك في عقيدتهم وقيمها، إنها من وسائل ترويج الشبهات والشهوات والدعوات المغرضة والحملات المسعورة من خلال بعض القنوات المشبوهة المروجة للباطل وتدعو إليه".
وأكد مفتي المملكة أن الدعوة إلى الله أمر مهم ومتعين في هذا الزمن، مشيرا إلى أنها سبيل المرسلين، ولابد من النهوض بالدعوة إلى الله على أسس من العلم والهدى والفقه في دين الله.
وأشار إلى أن هذه البلاد المباركة التي تأسست قيادتها على الدعوة إلى الله على أساس العقيدة الصحيحة والمنهج القويم، مؤكدا أنها لا تزال ثابتة على منهجها سايرة على الطريق المستقيم، تواردها الخلف عن السلف، عندما انطلقت على أيدي الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود.
وأبان آل الشيخ أن مشاركة العلماء في إلقاء الدروس في مؤسسة الدعوة جاءت بأثر فعال في نفوس المتلقين في شتى أنحاء العالم، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة خطت خطوات عزيزة وقامت بمهمة كبيرة رغم حداثة إنشائها.
وكان في استقبال أمير الرياض لدى وصوله مقر الحفل الذي رعاه أمس الأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة المؤسسة، الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ المشرف العام على المؤسسة، الشيخ عبد السلام بن عبد الله السليمان المدير العام للمؤسسة.
وقد استهل الأمير سلمان زيارته بالاطلاع على أقسام المؤسسة، ومناشطها، وكيفية سير العمل فيها، ثم افتتاح عدد من أقسام المؤسسة الحديثة ومنها معهد الدعوة العالمي للتعليم عن بعد، الذي يهدف إلى بث العلم الشرعي، وتأصيل طالب العلم على مستوى يمكنه بعد التخرج من التعليم والدعوة إلى الله، ويتميز هذا المعهد بمرونته وملاءمته لأوضاع طلاب العلم الزمانية والمكانية، كما أنه يمنحهم فرصة التحاور مع معلميهم ومناقشتهم، ويقدم المعهد فرصة متكافئة لطلابه، ليجمعوا بين أساليب متنوعة في طلب العلم، كما أنه يحفز الطلبة بالمكافآت مالية، والجوائز العينية، وعدد من المنح الدراسية في الجامعات السعودية، ومادة المعهد العلمية تتمثل في البحر الزاخر من العلوم المسجلة لكبار علماء هذه البلاد، التي ستكون رافدا مهما للمعهد، إضافة إلى رسائل العلماء، ومؤلفاتهم، المصنفة وفق تصنيف المعاهد والجامعات بمساراتها ومستوياتها، وقد أنشئت قاعدة من المتون والشروح والمحاضرات.
أما القسم الثاني الذي افتتحه أمير الرياض فهو قسم التأليف والترجمة، الذي أنشئ ليسهم في سد الثغرات الناقصة في المادة العلمية المترجمة سواء أكانت مقروءة، أم مسموعة، أو مرئية، والهدف من إنشاء هذا القسم هو إثراء المكتبة الإسلامية، حيث أنه يُعنى بتلمس حاجات المسلمين من المعلوم الشرعية ويتولى تأليفها، أو ترجمتها وبذلها لطالبيها. كما دشن الأمير سلمان مركز البث الفضائي الذي أنشئ للتخطيط والدراسة، ولتطوير أعمال المؤسسة ومناشطها، إضافة أنه يتولى التنسيق لإقامة المحاضرات والملتقيات بإشراف اللجنة العلمية، ويتولى أيضا الإشراف على تجهيز قاعة البث الفضائي لنقل دروس كبار العلماء ومحاضراتهم إلى داخل المملكة وخارجها، وبخاصة الذين لا يتمكنون من السفر، وبه وحدة التحكم والاتصال مع المناطق المشاركة في البث. يذكر أن القسم يستخدم تقنيات متطورة حيث إنه جُهز بتقنية vast التي تتيح الاتصال بالمساجد المشاركة في خارج المملكة، وتمكن طلاب العلم من رؤية شيخهم في أثناء المحاضرة ومناقشته وسؤاله، أما داخل المملكة فتستخدم المؤسسة تقنيات متقدمة لربط المواقع ببعض، مثل: wimax وmicrowave p2p.
أما باقي الأقسام التي افتتحها الأمير سلمان فهي وحدة برمجة مواقع الإنترنت وتطويرها، مركز الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، مشروع دعوة غير المسلمين والتواصل مع المسلمين الجدد في أنحاء العالم.
وقد قال الشيخ عبد السلام بن عبد الله السليمان المدير العام للمؤسسة: "إن مؤسسة الدعوة أقامت هذا الحفل تتويجا لمسيرة عطاء المؤسسة خلال السنوات الماضية، التي أثمرت استغلال التقنية الحديثة في الدعوة إلى الله، وكان من ثمراتها عدد من الملتقيات، كملتقى الصيام الأول، ملتقى الحج، ملتقى الإرهاب، ملتقى الصيام الثاني، ملتقى الحج الثاني، ملتقى سيرة خاتم المرسلين، ملتقى الأسرة، وعدد من لقاءات الجمعة، والدروس العلمية الصيفية لطلاب العلم التي بلغت أكثر من 270 درسا، والمحاضرات الشرعية التي بلغت أكثر من 120 محاضرة، وعدد من الكلمات التوجيهية التي بلغت أكثر من 30 كلمة توجيهية، بمشاركة أكثر من 35 محاضرا من العلماء، وطلبة العلم والدعاة".
يذكر أن مؤسسة الدعوة الخيرية تعد أول مؤسسة دعوة في السعودية – إن لم يكن في العالم الإسلامي أجمع – تستخدم التقنية الحديثة والاتصالات اللاسلكية ضمن وسائلها للدعوة إلى الله ولنشر العلم الشرعي المأخوذ عن ورثة الأنبياء "من كبار علماء المملكة ومشايخها الموثوقين" ونشر ذلك في أصقاع المعمورة.

الأكثر قراءة