مفاجآت غير سارة تهز "ياهو" في أمريكا
تحمّلت شركة ياهو الإنترنت مسؤولية ترنح القطاع بأكمله لدى تحذيرها من معدلات تجارية ضعيفة. وبدا هذا الخبر الذي صدر عن ياهو أكثر مصداقية و ثقلا خاصةً عندما طرح أسئلة حول صعوبات محتملة في سوق إعلانات الشبكة الإجمالية. وبررت ياهو تحذيرها إلى ضعف في النفقات في قطاع صناعة السيارات، والخدمات المالية، والتي تُعد في العادة من أهم القطاعات المحرّكة للإعلانات.
وأما بالنسبة للمحللين، والذين توقعوا حتى تلك اللحظة ديناميكية غير متوقفة في سوق إعلانات الشبكة، بدا التحذير من ياهو مفاجئاً. وقال تيري سيميل رئيس مجلس إدارة شركة ياهو إن نفقات الإعلانات لقطاعي السيارات، والخدمات المالية ارتفع فعلا ولكن ليس سريعاً كما كان مأمولا، من جانبها قالت سوزان ديكير المديرة المالية إن الضعف ظهر جليا خلال الأسابيع الأخيرة ولا يمكن القول حتى هذه اللحظة، فيما إذا كانت الصعوبات في القطاعات المعنيّة هي علامة على ضعف عام في سوق الإعلانات بعد. وبناءً على توقعات ديكير فإن حجم المبيعات سيتراجع في الربع الثالث عن الأرقام الحالية بعد أن كانت ياهو قد توقعت حجماً من المبيعات ما بين 1.12 مليار و1.23 مليار دولار.
ويُعتبر حجم المبيعات هذا أقل من الرسوم التي تدفعها الشركة للشركاء، الذين يضعون إعلانات صغيرة على صفحاتهم الإنترنت باستخدام تقنية ياهو. وفي العادة، يستخدم المحللون هذه الأرقام للحكم على تطوّر السوق. والهامش التجاري، والذي يُعتبر أقل من الحد حتى الآن، من الممكن أن يعني نمواً في حجم المبيعات بنحو 20 في المائة مقابل العام الماضي. وقد حققت "ياهو" في الربع الثاني نمواً بنحو 28 في المائة. ويُعتبر قطاعا صناعة السيارات، والخدمات المالية، وفقاً لمعطيات مؤسسة بحث السوق، السوقين الإلكترونيين الأكبر بما يعادل 12 في المائة من حجم السوق الإعلاني الإجمالي على الشبكة، وكلاهما يحاربان الصعوبات: حيث تمر الشركة الأمريكية المصنّعة للسيارات مثل جنرال موتورز، وفورد، في أزمة صعبة، ولدى قطاع الخدمات المالية، ينعكس الضعف في سوق العقارات الأمريكية. وبناءً على ما جاء عن المحللين، حيث تركّز الشركات من هذه القطاعات في الإنترنت على إعلانات الجرافيك إلى حدٍ كبير وليس على الإعلانات، والتي تظهر إلى جانب نتائج البحث على الصفحة. و"جوجل" تحقق سوقها تقريباً عن طريق مثل هذه الإعلانات، بينما تبيع ياهو النوعين من الإعلانات. ولكن يمكن القول إن "ياهو" معنيّة بالضعف بصورة أقوى من "جوجل".
وتتحمّل "ياهو" مسؤولية جزئية عن خيبة الأمل هذا العام. وآخرها كان ما جاء عن التقرير الذي تم عرضه في شهر تموز "يوليو" للربع الثاني، والذي كان أقل من توقعات المحللين، حيث هبط سعر السهم للشركة حينها ما يزيد على 20 في المائة. وأعلنت "ياهو" حينها عن تأجيل إحدى تقنيات وضع الإعلانات الجديدة إلى جانب نتائج البحث. ويُعد هذا بالنسبة لشركة "ياهو" مشروعاً كبيراً، حيث تُعتبر الشركة متخلّفة عن "جوجل" إلى حدٍ بعيد بنظامها الحالي، من وجهة نظر المحللين .
وتحقق كل من "جوجل" و "ياهو" حجمً مبيعات عندما يضغط المستخدم على الإعلانات، والتي تظهر إلى جانب نتائج البحث. وتزوّد تقنية "جوجل"، حسب معطيات المحللين، إعلانات نسبية، وبالتالي غالباً ما يقوم المستخدم بالضغط عليها، وهذا ما يمنح "جوجل" المزيد من حجم المبيعات. وبالإضافة إلى هذا، فإن "ياهو" تخسر حصصاً من سوق البحث في الإنترنت أمام "جوجل". وبناءً على معطيات مؤسسة بحث السوق، كومسكور، فقد عززت جوجل في شهر آب (أغسطس) حصتها مقابل العام الماضي بنحو 6.8 نقطة لتصبح 44.1 في المائة، وخسرت "ياهو" نقطة واحدة لتصبح 28.7 في المائة.