فترة واحدة لتداول الأسهم تحد من الشائعات و تعزز التحليل الفني
رجح خبراء ماليون أن تمدد المصارف المحلية أوقات العمل فيها، خصوصا أوقات العمل في فروعها مع مطلع شهر شوال المقبل، وذلك تزامنا مع تطبيق قرار هيئة السوق المالية بتوحيد فترة تداول الأسهم من الحادية عشرة ظهرا وحتى الثالثة والنصف عصرا. وكانت الهيئة قد أعلنت أمس أن السوق ستتحول إلى تداول الأسهم في جلسة واحدة بدلا من جلستين لتتساوى بذلك مع بقية الأسواق العربية في منطقة الخليج، اعتبارا من 28 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وأكد الدكتور عبد الرحمن التويجري رئيس هيئة السوق المالية المكلف, أن نظام الجلستين غير مناسب لأن أمورا كثيرة تحدث بين الجلستين، مضيفا أنه من غير الملائم أن تغلق شركات أبوابها، بينما تكون الجلسة الثانية في بدايتها.
وقال التويجري إن النظام الجديد يضيف نصف ساعة لجميع أيام التداول
لتعويض إلغاء نظام نصف الجلسة في أيام الخميس من كل أسبوع في حزيران (يونيو) الماضي. فيما اعتبر محللون أن الخطوة ستحد من الشائعات التي تظهر عادة بين الفترتين, فضلا عن أن القرار يجعل سوق المال السعودية متسقة مع أنظمة أسواق المال في العالم.
وفي مايلي مزيداً من التفاصيل:
رجح خبراء ماليون أن تمدد المصارف المحلية أوقات العمل فيها خصوصا أوقات العمل بفروعها مع مطلع شهر شوال المقبل، وذلك تزامنا مع تطبيق قرار هيئة السوق المالية بتوحيد فترة التداول من الحادية عشر ظهرا وحتى الثالثة والنصف عصرا.
وكانت الهيئة قد أعلنت أمس أن السوق ستتحول إلى تداول الأسهم في جلسة واحدة بدلا من جلستين لتتساوى بذلك مع بقية الأسواق العربية في منطقة الخليج. وقال بيان للهيئة تلقت "الاقتصادية" نسخة منه، إن التداول سيبدأ الساعة 11 صباحا حتى 3.30 بعد الظهر بدءا من 28 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهو ما يعني تطبيقه بعد إجازة عيد الفطر المبارك مباشرة.
وقال الدكتور عبد الرحمن التويجري رئيس هيئة السوق المالية المكلف في تصريحات تلفزيونية إن نظام الجلستين غير مناسب لأن أمورا كثيرة تحدث بين الجلستين مضيفا أن من غير الملائم أن تغلق شركات أبوابها بينما تكون الجلسة الثانية في بدايتها.
وقال التويجري إن النظام الجديد يضيف نصف ساعة لجميع أيام التداول
لتعويض إلغاء نظام نصف الجلسة في أيام الخميس من كل أسبوع في حزيران (يونيو) الماضي.
من جانبه، قال تركي فدعق رئيس المركز العربي للاستشارات المالية "ستعزز الجلسة الواحدة التحليل الفني والإحصائي وتسهم في الفصل بين العوامل التي تحرك العرض والطلب".
وتابع "سيضطر الموظف العام أو الذي يعمل في القطاع الخاص الذي اعتاد التوجه من عمله إلى قاعات التداول مباشرة لمتابعة الجلسة المسائية للسماح لجهات متخصصة بإدارة محفظته".
وقال إن ذلك ربما يسهم في القضاء على "التكهنات والصفقات الخاطئة" بصفة أساسية بين المستثمرين من الأفراد الذين يصل عددهم إلى أربعة ملايين.
أكد خبراء تحدثوا لـ "الاقتصادية" أمس، أن توحيد فترة التداول بدلا من الفترتين سيساعد السوق على الحد من تذبذبات الشركات، مضيفين أن من أهم السلبيات التي ستواجه هذه القرار عدم تقبل الكثير من المستثمرين هذه القرار، على الرغم من أن القرار يعد جزءا من إعادة هيكلة السوق وتمهيدا لتسلم مكاتب الوساطة عمليات التداول بدلا من البنوك.
ورجح الخبراء أن يصب القرار في صالح المستثمرين والسوق على حد سواء، بالنظر لأن كثيرا من بورصات الأسواق العالمية تعمل على فترة واحدة، مشيرين إلى أن توحيد فترة التداول بدلا من فترتين سيحد من بث الإشاعات في السوق في الاستراحة بين الفترتين سابقا.
وبيّن الخبراء أن القرار سيقلل الجهد سواء للموظفين في القطاع المالي في البنوك أو فيما يخص أنظمة الحسابات، كما سيسهم في استقرار السوق.
وأكد نبيل المبارك مدير عام شركة سمة للمعلومات الائتمانية، أن القرار سيدفع باتجاه اختلاف تكتيك سوق الأسهم السعودية عما كان عليه سابقا، حيث تم استخدام الفترتين السابقتين لتوظيف تكتيك معين لحركة السوق، وكانت كل فترة تخدم الأخرى، مضيفا أن ثقافة السوق في السابق لم تتغير حيث إن ما تم في الصباح هو ما سيتم في الفترة المسائية، كما أنه تكتيك متعارف عليه.
وقال المبارك" الآن ستتغير الصورة بشكل أو بآخر ولا يعني أنه سيكون التأثير بشكل مباشر على عمليات التداول وإنما على طرق التكتيك.
وعن توحيد فترة التداول الجديدة وعن مدى مساعدتها في هيكلة السوق من جديد، رد المبارك بأن تغيير فترات التداول وجعلها فترة واحدة ما هي إلا خطوة من مجموعة خطوات لإعادة هيكلة السوق.
ورجح مدير عام شركة سمة للمعلومات الائتمانية وجود مميزات اقتصادية واجتماعية في استبدال فترة التداول إلى فترة واحدة تعود بشكل مباشر للسوق، مضيفا أن المصارف ستلجأ إلى تمديد وتعديل فترات العمل بها، كما أنه لا بد أن تكون الهيئة قد نسقت سلفا مع المصارف لتعديل أوقات العمل فيها لكي تمكن المستثمرين من التداول.
من جانبه، اعتبر الدكتور ياسين الجفري المحلل الاقتصادي، أن اقتصار فترة التداول على فترة واحدة يوميا سيكون له انعكاسات سلبية على نفسيات المتداولين الذين تعودوا على فترتين يوميا، وشدد على أن الأمور الإيجابية أكثر.
وعن دور الخطوة في التقليل من الإشاعات التي تروج بعض المضاربين بين فترتي التداول من خلال توحيد الفترة، قال الجفري أعتقد أن هؤلاء الذين يروجون الإشاعات سيحاولون أن يتكيفوا مع الفترة الجديدة لبث إشاعاتهم، والأمر في المطاف هو لصالح السوق ونرى فيه إيجابية كبيرة.
وأبان الجفري أن قرار توحيد فترة التداول يؤكد أن المصارف ستنفصل عن عمليات تنفيذ تداول الأسهم، لأن ذلك نشاطا مختلفا عن عمل البنوك، مرجحا أن البنوك ستفتح أبوابها لهؤلاء المستثمرين لكي تخدمهم قبل دخول مكاتب الوساطة والقيام بدورها الأساسي.
من جهته، يرى مطشر المرشد المحلل المالي، أن تعديل فترتي تداول الأسهم في السوق السعودية يساعد على تجنب الكثير من الثغرات، كما أنه سيقضي على عمليات التضليل التي كانت تنتشر بين تلك الفترات، مشيرا إلى توحيد فترة التداول سيقلل جهد الأنظمة خلال فتح وإغلاق السوق.
وأضاف المرشد أن الفترتين السابقتين لتداول الأسهم السعودية كانتا تسببان جهدا كبيرا سواء للموظفين في القطاع المالي في البنوك أو فيما تخص أنظمة الحسابات وإغلاق المحافظ وقبول طلبات وعروض جديدة للفترة المسائية، كما أن فترتي التداول كانتا تسمحا بالنشاط والوجود لمن يبث الإشاعات لصالح توجه معين.
وأشار المحلل المالي المرشد إلى أن القرار سيساعد في استقرار السوق، لأن الكثير من أسواق العالم تعمل به مثل أسواق المال في نيويورك، سنغافورة، لندن، وهونج كونج، مبينا أن ذلك سيساعد على زيادة الشفافية، والحد من التذبذبات في الأسعار التي تسجلها الشركات.
إضافة إلى أن وجود فترة واحدة للتداول يساعد على التخطيط الجيد للمستثمرين من خلال إيجاد المؤشرات الفنية والمالية، مؤكدا أن شركات الوساطة والمصارف والمختصين لديهم الوقت لدراسة السوق وإجراء البحوث التحليلات اللازمة والفنية بشكل أكثر أمنا وأعمق.
وعن حرمان بعض المستثمرين من خلال امتداد فترة التداول إلى نهاية العمل الرسمي للمصارف وصالات الأسهم فيها، أوضح المحلل المالي، أنه يمكن أن يحرم البعض، وفي المقابل كثير من دول العالم يتم التداول عن طريق شركات وبيوت الاستثمار وصناديق الاستثمار، كما أن فترة واحدة ستسهم في زيادة عدد المستثمرين الذين يتجهون لصناديق الاستثمار، لأن صناديق الاستثمار ستستقبل كثيرا من المتعاملين.
من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز الغدير الكاتب الاقتصادي في "الاقتصادية" إن القرار سيكون له تأثير إيجابي على الصعيد الوطني بشكل عام، مبينا أن البنوك في طريقها للتحول للعمل بالفترة الواحدة، وهذا سيشجع بقية القطاعات المالية على اتخاذ ذات الخطوة التي ستصب في النهاية لصالح تحسين مناخ الأعمال، وقال الغدير إنه يتوقع أن يقلل القرار من انتشار الإشاعات بشكل عام خاصة تلك التي تجد فترة التوقف بيئة مناسبة للانتشار.