نواجه صعوبة في توطين الوظائف في القطاع الزراعي وضعف التسويق سببه الشركات

نواجه صعوبة في توطين الوظائف في القطاع الزراعي وضعف التسويق سببه الشركات

أكد إبراهيم محمد الفهد المدير التنفيذي لشركة حائل للتنمية الزراعية أن دور القطاع الزراعي في حل المشكلات الاقتصادية للمزارعين مهم جدا وأضاف: المثال الحاضر حاليا لشركة حائل للتنمية الزراعية في هذا المجال هو استفادة جميع مزارعي المنطقة من معصرة الزيتون الموجودة في مقر الشركة والوحيدة في منطقتي حائل والقصيم ووضعها تحت تصرف المزارع الصغير إضافة إلى مختبرات الشركة المفتوحة والتي تقدم خدماتها للمزارعين الصغار إضافة إلى توفير الشركة لتقاوي القمح والاستشارات الزراعية للمزارعين.
واشار خلال حديثه لـ "الاقتصادية أن واقع التسويق الزراعي في البلاد ضعيف معتبرا المشكلة بالقديمة جدا ومازالت تعانيها الشركات الزراعية وقال" ألومها على عدم حلها لهذه القضية على الرغم من وجود البنية التحتية وقدرتها على حل المشكلة ومن نتائج قضية التسويق الخسائر المتكررة لصغار المزارعين في بعض المحاصيل لأن المزارع الصغير ينتج منتج اصلاحيته محدودة وليس لديه إلا خيار البيع بسعر السوق أو يخسر المنتج كاملا وتظل مشكلة التسويق كبيرة للقطاع الزراعي السعودي لم يتم التغلب عليها وشركة حائل للتنمية الزراعية"هادكو"تحاول التغلب على مشكلة التسويق بترسيخ أسماء معينة لمنتجات الشركة كي يكون هناك ولاء من قبل المستهلك لمنتجات الشركة ومازلنا نسير في بداية هذا الطريق الطويل وعموما مشكلة التسويق تظل مشكلة أساسية للقطاع الزراعي في البلاد والشرق الأوسط.
وحول مطالب البعض بإيقاف الدعم الحكومي قال" الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا وجميع دول العالم تدعم مزارعيها والدعم الحكومي للمزارعين في أي دولة يأتي للإبقاء على المواطن في منطقته والإقلال من نسبة الهجرة للمدن الكبرى حتى لا يكون عبئا ما يزيد من ارتفاع نسبة البطالة في المدن الكبيرة وهو ما ينطبق على "هادكو" في توظيفها لجميع أبناء القرى المجاورة لموقع الشركة، فإذا ما تم إيقاف الدعم الحكومي الزراعي للمزارعين فسيهاجر جميع أهالي القرى إلى المدينة ما سيسب حدوث عدة مشاكل تتعلق بالبطالة إضافة إلى أن الدعم الحكومي له أهداف استراتيجية في تحقيق الأمن الغذائي مع توطين الناس في أماكن إقامتهم وفتح فرص دخل لهم أضف إلى ذلك أن أنظمة منظمة التجارة العالمية تسمح بالدعم الحكومي لذلك أتوقع استمرار الدعم خلال الفترة المقبلة.
وشدد الفهد على أن نقص الكوادر الوطنية في القطاع الزراعي تعد مشكلة رئيسية لأن القطاع الزراعي قطاع متخصص، وأضاف"عند البحث عن موظفين أكفاء نواجه بعدم وجود الكفاءات التي نبحث عنها، وأعتقد أن مخرجات التعليم هي الأساس فإذا تغيرت وتطورت وهو المأمول حاليا والمشجع لنا من خلال اتصالات الجامعات والمعاهد من خلاِِل تغيير وتطوير تلك المخرجات أو على الأقل تغيير بعض المواد الدراسية إلى مواد أخرى تفيد الطالب أثناء الدراسة، ونحن في الشركة نستقبل سنويا عشرات الطلاب للبرامج التدريبية، لكن تظل المشكلة نفسها في وجود الشخص المتخصص وحتى لو وجد بعد بحث طويل فإنه لا يستمر لأن خياراته تكون متعددة في الفرص الوظيفية التي تقدم له.
وشدد على أن وجود شركة حائل للتنمية الزراعية ضمن أكبر 100 شركة سعودية الذي تصدره "الاقتصادية" يعني لمنسوبي الشركة الكثير ويفتخرون بدخول الشركة في قائمة أكبر 100 شركة سعودية خاصة أن شركة حائل للتنمية الزراعية لها مستقبل واعد وفي نمو مستمر ولديها إمكانيات بشرية ومادية للاستمرار في التوسعات والنمو المتواصل ووجود اسم الشركة في القائمة بعيدا عن السمعة الطيبة التي تخلقها هذه المكانة خاصة خارج السعودية في التعامل مع الشركات العالمية التي تجعل من نظرتها تختلف ويكون تعاملها إيجابيا معنا عندما يعلمون أن شركة حائل من ضمن أكبر 100 شركة سعودية.
وأكد أهمية دور المهندس عمرو بن فاروق بن عبد الرحمن مراد رئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس لتطوير الأداء وتحقيق الكفاءة والفعالية في استغلال موارد الشركة الكبيرة المتاحة للاستفادة منها بطريقة اقتصادية تحقق أكبر المنافع بما يعود على مضاعفة الإنتاج وتحسين مستوى الأداء والإنتاج بالشركة في قطاعيها الزراعي والحيواني حيث إن شركة حائل بها قسمان ولها إدارتان، فالقطاع الزراعي مربح في "هادكو" والتي تعد من الشركات المتميزة في هذا القطاع لاعتمادنا على ضرورة تحقيق أهداف استراتيجية قوية وهو ما مكننا من تحقيق معدلات عالية في طرق الإنتاج والتخزين والحصاد.

وأكد أن "عام 2005 ممتاز جدا حققت فيه"هادكو" 250 مليون ريال مبيعات ووصلت أرباح الشركة إلى 30 مليونا ولأول مرة من 14 عاما تقوم الشركة بتوزيع أرباح لمساهميها عموما كانت النتائج في القطاعين الزراعي والدواجن جيدة للغاية ما خلق أجواء صحية للعاملين في الشركة للارتقاء بأدائهم ولدى مجلس الإدارة خطة طموحة خلال العام الحالي، ونعد إن شاء الله بتحقيق نتائج أفضل خلال 2006.

وعرج الفهد على قطاع الدواجن فقال جميع الشركات الزراعية العاملة في هذا المجال تأثرت من الضجة الإعلامية التي أثيرت حول مرض أنفلونزا الطيور بما فيها شركة حائل للتنمية الزراعية، ومن ناحية المبيعات فالفترتان متساويتان، أما الربحية فلم تتحدد حتى الآن إلا أنني على ثقة تامة بأن أداء الشركة سيكون أفضل خلال 2006، مشيرا أن الضرر الذي لحق بالشركات الزراعية كبير لانخفاض أسعار الدواجن وانصراف الناس عن لحوم الدواجن إلى اللحوم الحمراء وهي ردة فعل طبيعية من جراء الهلع والخوف الذي أصاب الناس في مختلف أرجاء العالم وكان من نتائج ذلك إقفال مزارع عديدة للدواجن، وكان الوضع صعبا علينا في شركة حائل للتنمية الزراعية لأن لدينا برامج محددة تشتمل على عدد من العمليات ولا نستطيع تخفيض أو إيقاف الإنتاج على الرغم من صعوبة و قسوة السوق في ذلك الوقت إلا أن الوضع بدا بالتحسن التدريجي خلال الفترة الأخيرة.
واعتبر أن السبب الرئيسي في خسائر صغار المزارعين في بعض المحاصيل الإغراق من قبل المزارعين للأسواق بالمحاصيل لعدم قدرة المزارع على التسويق أو التخزين بمستودعات التبريد وانعدام وسائل النقل وعليه يضطر المزارع إلى الجوء لأحد خيارين أحلاهما مر، إما أن يبيع بخسارة وإما ترك المحصول يتلف في مكانه ولن يتجاوز المزارعون تلك الخسائر إلا بالتكاتف واللجوء لخطط وبرامج تحدد صنف المحصول المراد زرعه.

الجمعية التسويقية

ونصح المزارعين بالدخول في الجمعية الزراعية التسويقية لمزارعي حائل الجديدة والمشاركة بفعالية التي ستحميهم من الخسائر في حال أقيمت على أسس قوية ومتينة وهي المخرج الوحيد للمزارعين، وشدد: سنقف مع الجمعية وندعمها بقوة مع أننا لن نستفيد من الجمعية وهي دعوة أوجهها لجميع مزارعي حائل بالانضمام إلى عضوية الجمعية لأنها هي الصوت المسموع للمزارعين والأمل الأخير لانتشال المزارعين من وضعهم الصعب.

السعودية

وذكر الفهد أن نسبة السعودة في الشركة وصلت في القطاع الإداري إلى 30 في المائة، بينما على مستوى الشركة ككل فإن النسبة تقل لوجود وظائف لا يقبل بها المواطن السعودي فعلى سبيل المثال لدينا 600 عامل أجنبي يعملون في قطاع الدواجن و400 آخرين، يعملون في محصول العنب وهذه الوظائف لا يمكن للسعودي أن يقبل بها فمجموع الوظائف لدينا 1.6 ألف وظيفة يشغلها وافدون يمثلون من 80 إلى 90 في المائة وهي مشكلة من مشاكل الشركات الزراعية التي تتوافر لديها أعداد كبيرة من الوظائف التي للأسف لا يقبل بها السعودي بمعنى أن السؤال عن نسبة السعودة في الشركات الزراعية غير عادل ومكتب العمل متفهم هذه الوضعية ومما يثلج الصدر هو ازدياد أعداد الموظفين السعوديين عاما بعد عام ووقعنا أخيرا عقدا واتفاقية مع صندوق تنمية الموارد البشرية لتوظيف 129 شابا سعوديا نفذنا ما نسبته 90 في المائة منها، عموما تعد "هادكو" متميزة في مجال سعودة الوظائف إلا أن عدد العمالة الأجنبية المرتفع والذي يصل بين 80 إلى 90 في المائة يقلل من النسبة المرتفعة لعدد العاملين السعوديين.

وأبان مدير عام شركة حائل للتنمية الزراعية أن اعتماد الشركة على الحافز في القطاع الزراعي أسهم بالارتقاء بأداء الشركة لأنها قطاع إنتاجي فكل ما كانت إنتاجية المحصول عالية انعكس ذلك على العاملين في المشروع لأن أي إنتاجية عالية يستفيد منها جميع العاملين باختلاف طبيعة عملهم، وهناك اختلاف في مقدار الحافز بالنسبة للقطاع الإنتاجي عن القطاع الخدمي لكن إذا حققت الشركة الأهداف المرجوة منحنا الموظفين حوافز لتحقيق لمواصلة النجاحات أسهم بشكل كبير في نجاح إدارة الشركة في استثمار 35 ألف هكتار هي مساحة موقع المشروع الاستغلال التمثل.

مصنع التمور بين التقليدية والابتكار

وكشف الفهد عن أن تحديد موقع مصنع التمور وقف عائقا للشركة في إتمام المشروع وأضاف" نحن لم نقرر هل ننشئ المصنع في مقر الشركة أم في مدينة حائل والفكرة موجودة والدراسات موجودة وتأخرنا في التنفيذ عائد لأن المشروع ليس ضرورة ملحة حاليا لرغبتنا في إنشاء مصنع غير تقليدي ومختلف ويعمل بطريقة مختلفة ولم نصل إلى بلورة الفكرة لعدم وصولنا إلى قناعات محددة لافتا أن التكلفة الإجمالية للمصنع تقدر مبدئيا بنحو 40 مليون ريال "وقد تزيد لأننا حاليا في نقاش مستمر على إنتاجية المصنع هل ينتج تمور بعبوات معينة مثله مثل بقية المصانع الأخرى أم مصنع ينتج مواد أولية للشركات الطبية.

وقدر عدد العوائل القاطنة في مقر المشروع بنحو100 عائلة يتلقى أبناوها
تعليمهم في مدارس القرى المحيطة بالمشروع والشركة مسؤولة عن نقل الطلاب من وإلى منازلهم داخل مقر المشروع وقال "هناك خطة للشركة بإنشاء قرية هادكو السكنية على طريق حائل القصيم مقر المشروع ومن ضمن أهداف المشروع إنشاء مدارس خاصة لأبناء العاملين في الشركة.

الأكثر قراءة