أفضل الأفكار في تسويق العقار 2
<a href="mailto:[email protected]">khalid@kaljarallah.com</a>
تحدثت في المقال السابق عن أهمية وجود رؤية للشركات تحدد توجهها والأهداف التي ترغب في تحقيقها وأهميتها في نجاح العمل واليوم استكمل الحديث عن أهمية التخطيط للعمل، حيث نجد أن البعض يغفل التخطيط جاهلا أو متجاهلا والتركيز على الرأي الشخصي والاجتهادات الفردية والتي عادة ما تؤثر سلبا على تقدم الشركة ونجاحها وبالتالي خلق المشكلة ثم العمل على علاجها بأسلوب إدارة الأزمات غير المنظمة.
والتخطيط يبدأ بوضع أهداف استراتيجية أو غايات للشركة تنبثق منها مجموعة من الأهداف تسعى لتحقيقها وقد تكون طويلة أو قصيرة المدى وعادة ما تتركز حول الربحية، وبناء سمعتها وتعزيز صورتها أمام القطاعات المتعاملة معها، والتوسع في أعمالها وتنمية العوائد الاستثمارية، وخدمة المجتمع، وغيرها من الأهداف التي تتناسب مع طبيعة عملها وعمرها الزمني.
تأتي بعد ذلك خطة العمل السنوية للشركة وتتضمن خطة لسنة كاملة تضم الخطط الوظيفية كافة لقطاعات التسويق والمبيعات والمالية والهندسية وتخطيط الموارد البشرية وغيرها، وبناء على الخطط يتم إعداد ميزانية الشركة (المصروفات) بهدف تحقيق الأهداف المالية المتوقعة، مع علمي التام بأني لم آت بجديد ولكن هناك من يحتاج إلى أن يستثمر الوقت والجهد والمال للتخطيط الجيد لضمان حسن سير العمل.
في القطاع العقاري لا أدري كيف نصنف الشركات وهل هي تعنى بالتخطيط أم تغفله وتعمل بالبركة؟ ولكن من واقع السوق رأينا مشاريع وشركات لم تعش طويلا وقد يكون ضعف أو سوء أو انعدام التخطيط أحد أهم أسبابها ربما، وبالمناسبة هذا في بعض الشركات الجديدة أما القائمة التي يتجاوز عمر بعضها عقدا أو اثنين من الزمن أو أكثر فإن بعضها تفتقد الخطط المناسبة وهي باقية على حالها ومادامت تربح فهي من وجهة نظر مالكيها أو القائمين عليها بخير وناجحة هذا هو الاعتقاد السائد، ولكن الزمن يتغير والفكر يتطور وعقارب الساعة تدور والمنافسة شرسة فهل الوقوف والانتظار هو الحل وهل الخوف من التغيير سبب في ذلك، فمثل هذه الشركات بحاجة إلى أعادة هيكلة أعمالها وقطاعاتها ومواكبة التغيير والتطور الذي يحدث وقصص النجاح كثيرة لشركات بعضها لم تكمل عامها الخامس وهي في مصاف الشركات المتطورة وتعمل بجد لتحقيق أهداف رسمتها مبكرا وسعت لتحقيقها وسبقت شركات أكل عليها الدهر وشرب.
والتخطيط يحتاج إلى إدارة ناجحة وواعية تستطيع أن تضع الأهداف الواقعية وتتابعها والتي يجب أن تكون محددة وواضحة وقابلة للقياس ويمكن تحقيقها ومحددة بزمن، نتمنى أن نرى تخطيطا فعليا يسهم في تحقيق رؤية ورسالة وأهداف الشركات بعيدا عن الفردية والمركزية في القرار وضعف الاتصال وضعف التسويق. ولا يفوتني أن أضيف مشاكل التخطيط في إدارة الأموال الذي سبق أن أفردت له مقالة خاصة قبل عدة أسابيع والذي عادة ما يتسبب في تأخير الرواتب والمستحقات وتصفية حقوق الناس وتوقف أعمال الشركة ثم أقفالها.
مستشار في التسويق والعلاقات العامة