حراسة "المرابض" لحماية الظباء الجبلية من الانقراض

انتشرت الظباء الجبلية "الأدمي" جنوب غربي السعودية ووسطها قبل أن تتدهور أعدادها بشكل كبير، نتيجة ضغوط الصيد وتصبح مهددة بالانقراض، وقد توصلت دراسة علمية إلى إيجاد تطبيقات لحماية الظباء الجبلية في السعودية من خطر الانقراض من خلال مراقبة سلوكها باستخدام الكناس "المرابض".
واختبرت هذه الدراسة اختيار الظباء الجبلية من نوع الأدمي "لكناسها" في محمية الوعول في حوطة بني تميم (160 كيلو مترا جنوب الرياض) في بحث مشترك بين مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية في الثمامة وجمعية علم الحيوان في لندن وقسم علوم الأحياء في جامعة لوسفيل في الولايات المتحدة.
وتم تحليل النتائج لاتخاذ إجراءات لحماية النوع من الانقراض، إذ تم التأكد من ادعاءات الصيادين غير النظاميين: أن اصطياد الظباء الجبلية "الأدمي" سهل جدا بسبب استخدامها لذات المرابض "الكناس" في حدودها الخاصة. وقد بينت الدراسات أن استخدام الظباء الجبلية لـ "الكناس" لم يكن عشوائيا وعادة ما يوجد "الكناس" تحت الأشجار الكبيرة وفيرة الظل. كما أن نوع الأشجار يلعب دورا مهما في اختيارها لمواقع "الكناس" الذي له أهمية شمّية تتركز في رائحة الدمن الخاص بالظباء ذات الرائحة العشبية المميزة. ولوحظ أن الظباء تستخدم نحو 20 "كناسا" في كل منطقة نفوذ، كما لوحظ أن معظم الظباء الجبلية التي خضعت للدراسة قامت بشم "الكناس" قبل الربوض عليه. وتقوم الظباء عادة بزيارة "الكناس" ليلا وهو التوقيت الذي يستخدمه الصيادون المقدمون على اصطيادها بالضوء الكاشف الذي يسبب لها العمى المؤقت. كما أن استخدامها المناطق المفتوحة التي يسهل وصول سيارات الصيادين لها كان سببا إضافيا في انقراضها.
ويعتبر "الكناس" علامة دالة للصيادين على وجود الظباء الجبلية, إضافة إلى علامات مرافقة أخرى، ويعتبر تعليم مواقع الربوض ميزة أساسية في العديد من فصائل الحيوان كالظباء والمفترسات على حد سواء.
اللافت أن "الكناس" الذي تتردد عليه الظباء ينتشر لدى الكثير من أنواع الظباء وهو علامة على مناطق سيادتها ووسيلة للاتصال الشمّي المعتمد على الرائحة بين أفرادها.
وقد سبق للهيئة أن أعادت توطين 80 ظبيا جبليا لمحمية الوعول في بداية التسعينيات وصلت أعدادها بعد عدة سنوات إلى نحو 200 ظبي، بمعدل نمو عال، إلا أن استخدام المنطقة للتخييم وتعديات الصيد ليلا قلص أعدادها.
خلاصة هذا البحث أن حماية مواقع "كناس" الظباء تحديدا في الفترة الليلية تسهم في حماية هذا النوع الجميل من الانقراض.