غياب الرؤية الهندسية الوطنية

<p><a href="mailto:[email protected]">Earthltd_1@yahoo.com</a></p>

نمتلك عشرات الفنادق الفخمة التي تحمل غالبيتها أسماء شركات فندقية عالمية التي تسمى فنادق خمسة نجوم وما فوق، وبجانب ذلك عشرات الشقق المفروشة والفندقية ذات الشكل والمضمون "الغربي" وليس عندي اعتراض على التطور والتمدن والتحضر ومنافسة الغرب في طريقة حياتهم وأكلهم وشربهم ومسكنهم ما دام الناس تريد ذلك خصوصا أصبح ليس هناك فرق كبير في نظام الحياة اليومية بيننا وبين بقية عباد الله.
إلا أن هناك فروقات تظل هي العلامة الفارقة في جبين الإنسان السعودي والتي نطلق عليها "الخصوصية" بمفهومها وشقها الإيجابي. ويظهر ذلك في تلك الفنادق المنتشرة في المدن الكبرى والصغرى وكلها بلا استثناء "ستاندر" وطبق الأصل للنسخة الأصلية الموجودة في واشنطن مثلا أوجاكارتا أو لندن لا فرق لنقل إن الدول الغربية هي التي صممت هذه الفنادق حسب طريقة حياتهم وحسب احتياجاتهم ولا يشعرون فيها لا بالغربة أو الضيق أو الغبن أحياناً كثيرة، والسبب طال عمرك في الآتي: الأسرة السعودية مثلا وعلى غرارها أغلب الأسر الخليجية لا تسافر لوحدها في أي رحلة داخليه أو خارجية بل تعزم كل الأهل والأصدقاء وأهل البيت من عمالة منزلية لتقديم الخدمات ومراعاة الصغار ومرافقة كبار السن والنساء، وهذا الأمر في حد ذاته مكلف للغاية حيث "غلاء" الغرف الفندقية مع اختلاف أسمائها فهناك الجناح الملكي وهلم جرا من أسماء إلى أن نصل للغرف "الدبل سنقل" وهي أيضا غالية وغالية جداً. ففي خارج المملكة لا يمكن لنا فرض نظامنا ومطالبتهم بتصميم ما يريحنا ويخفض علينا مصاريف الرحلة سواء كانت عملية أو علاجية وفي الغالب ترفيهية تلهيك عن بقية المصروفات التي تقضي على الميزانية المخصصة لتلك الرحلة، لكن في بلادنا عندما نسافر للعمل أو لأي رحلة كانت خصوصا في مكة المكرمة والمدينة المنورة فنجد كثيرا من الأسر تستأجر غالبية الأدوار للحاشية والضيوف والخدمات المساندة، مما يؤثر في ضيوف هذه الفنادق ويشغل أكبر عدد من الغرف مما يحوّل هذه الرحلة الدينية أو الترفيهية إلى عبء مضاف، فمن خلال معايشة هذا الواقع كنت وما زلت أمني النفس بابتكار تصاميم فندقية فخمة خاصة بالأسر الكبيرة وابتكار غرف للخدمات مثل الطعام ومغاسل الملابس والصوالين الخاصة بالتجمعات العائلية وتكون هي الأخرى من خمس إلى سبع نجوم وترك تلك الفنادق للوافدين والمتعودين على نظامها، إنها دعوه للابتكار لما يناسبنا ويتوافق مع حاجاتنا الخاصة.
خاتمة: كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي