لماذا نحن كسالى؟
<a href="mailto:[email protected]">almaeena@arabnews.com</a>
لماذا تجد الناس كسالى هنا؟ سأل صديقي الذي عاد إلى البلاد بعد خمس سنوات قضاها في جنوب شرق آسيا. وقلت له لماذا تسأل؟ قال إنه عاش في ماليزيا، كوريا، اليابان، والصين، حيث يستيقظ الناس مبكرًا ويذهبون إلى أعمالهم وينجزونها دون أن يضيعوا أي زمن.
ولتبرير سؤاله استطرد صديقي قائلاً: إنه عندما وصل إلى المطار هنا، جاء مسؤول الجوازات إلى طاولته بعد زمن وكان عابسًا ومقطب الجبين وكأنه يعمل لنا معروفًا خاصًا إذ يختم جوازاتنا!!
قلت له هذا شيء من الماضي لكن يبدو أنه لم يقتنع لأنه قال إن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة!! وأوضحت له أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز قد أكدا كثيرًا ضرورة الاهتمام بمعاملات المواطنين وعدم تأخير إنجازها فسره هذا الحديث وقال إن هذا أمر يستحق الإشادة.
وزاد صديقي بأن يكون هناك برنامج لإدارة الوقت وتنمية المهارات السلوكية يدرس لموظفي الجمارك والجوازات والشرطة، خاصة شرطة المرور لأنهم عنوان البلد ومدخلها وبهذه الصفة عليهم أن يكونوا أكثر كفاءة وإنتاجية وأفضل أخلاقًا. وقلت له ما دخل هذا بالكسل؟ فقال إن الناس غير المنتجين في جنوب شرق آسيا يوصفون بأنهم كسالى.
ولا يقتصر الأمر على الإنتاجية فقط لكن يجب أن تكون هناك الشفافية وروح المسؤولية التي يجب أن يبدأ بها المدير نفسه أو صاحب العمل بحيث يكون قدوة للآخرين كما يجب أن يكون هناك ميثاق شرف يلتزم به المديرون والموظفون.
وإذا جاء المدير إلى عمله في السابعة والنصف صباحًا، وهو بداية الدوام الحكومي، فإن الموظفين لن يتأخروا. وعلى المديرين أن يتفقدوا أوقات وصول وانصرام موظفيهم وأن يتحملوا هم أنفسهم فحص الزبائن والعملاء وهم الناس العاديون.
ويجب أن يوجد في المحاكم الموظفون القادرون على إنجاز المعاملات وفحص الأوراق. وإذا أجريت دراسة عن الإنتاجية في المكاتب هنا فسنجد أنها الأقل إنتاجية في العالم والأكثر مضيعة للوقت.
وأقول هذا بكثير من الألم والضيق لأنني أريد أن تكون بلادي الأفضل في العالم وأن تركب قطار التطور السريع بدل أن تكون متفرجة.
وقد يستغرب القارئ عندما يعلم أن الطلاب في كوريا الجنوبية أضربوا لأن الحكومة قررت أن تضيف يوم السبت إلى عطلاتهم الأسبوعية الرسمية وهي يوم الأحد! هل تصدق أن يحدث ذلك في هذا الجزء من العالم؟
ونحن المسلمين، من المفروض أن تكون أكثر الناس حرصًا على احترام الوقت لأن كل شيء في ديننا الحنيف موقوت مثل الصلاة، والصوم، والحج، وغيرها.
إذن كل شيء في ديننا العظيم مبرمج ومجدول ما عدا عنصرا واحدا وهو نحن! إنني أشعر بحرج كبير عندما يتندر الخواجات من كلمة "إن شاء الله" لأننا عادةً ما نستخدمها للتسويف والمماطلة.
وبالنسبة للكثيرين منا فليس للوقت أي قيمة وليس للإنتاج. للكاتب والتاجر المعروف وهيب بن زقر قوله: إنهم في الغرب يعملون ونحن هنا كذلك نعمل لكن الفرق بيننا أنهم ينتجون!
لقد فكرت كثيرًا في هذا الكلام وأقنعت في الآخر بأنه ليس لدينا برشمة لنبلعها وتجلنا متطورين مثل الناس في جنوب شرق آسيا. ولكن عوضًا عن هذه البرشمة الخرافية يمكن أن نبدأ بالطلاب في المدارس والجامعات وأيضًا مع الموظفين في مكاتبهم لتبصيرهم بضرورة الوقت والإنتاج.