مصمم أزياء تركي ما بين الشرق والغرب يغري بالموضة

مصمم أزياء تركي ما بين الشرق والغرب يغري بالموضة

مصمم أزياء تركي ما بين الشرق والغرب يغري بالموضة

الكل يعلم أن العمر الافتراضي للموضة قصير، لكن هذه الحقيقة لا تقلق "أتيل كوتوجلو" بتاتا، فمصمم الأزياء التركي يجد دائما وأبدا فكرة جديدة تقوده إلى طريق إبداع مميز وموضوع حديث. ولد "كوتوجلو" قبل 38 عاما في مدينة إسطنبول التركيـة، وترعرع هناك حيث أكمل مراحل التعليم في امتحان الثانوية العامة في المدرسة الثانوية الألمانية، وبعدها سافر إلى العاصمة النمساوية "فيينا" للتخصص في إدارة أعمال. مسيرته الإبداعية في عالم الأزياء بدأت مسبقا في إسطنبول، حيث كان يعمل أثناء فترة الدراسة لدى شركات رائدة في عالم الأزياء في تركيـا. تصميمات مصمم الأزياء، مكنته في هذه الأثناء من الحصول على الجنسية النمساوية والتكلم بلكنة ألمانيـة، متطبعة بالتراث العثماني وبالفنانين من إقليم أناضوليا وكذلك بفنون المدرسة النمساوية في "فيينا" ذات الخط الواضح على نهج الشعار القائل "الأقل هو الأكثر". بهذه الأفكار والإبداعات استطاع ابن المهندس المعماري من أن يغزو خلال الأعوام الماضية قلوب النقاد في نيويورك (أمريكا)، وميلانو (إيطاليا) ودوسلدورف (ألمانيا)، مدن عالم الأزياء الشهيرة.

ومما ساعده لانطلاقته في فيينا بالصدفة- رئيس بلدية فيينا السابق "هيلموت تسيلك"، الذي التقاه "كوتوجلو" قبل أعوام في إحدى محطات القطار تحت الأرضية وحادثه وطلب مساعدتـه. وفي هذه الأثناء صمم التركي "كوتوجلو" للمجتمع الراقي في العاصمة النمساوية، من بينهم زوجة "تسيلك" السيدة "داغمار كوللر"، وكذلك للنبلاء مثل "فرانسيسكا فأن هابسبورج" ووزيرة الخارجية النمساوية "أورزولا بلاسنيك"، إضافة إلى ممثلات عالميات مثل "كاتارينا زيتا-جونس" .
صحيح أن "كونوجلو" ما زال شابا، إلا أنه طموح وشغوف بالعمل. فبعشرة موظفين فقط اعترف بأنه يحقق أرباحا قليلة، ولكن مصمم الأزياء لا يحب أن يصرح بأرقام أرباحه بصورة مباشرة، ويعلق قائلا "في نظر البعض ما أكسبه قليل، وللبعض الآخر هو كثير". تصميمات "كوتوجلو" يستطيع المرء أن يجدها في 28 محل أزياء ومركز تسوق موزعين في أنحاء العالم، مقارنا نفسه بمصممي الأزياء الأمريكيين "مارك جاكوبس" و"زاك بوسين". المرشد الأكبر في عالم الأزياء يعترف بأن حجم المبيعات لديه عالٍ، ولكن النفقات في المقابل عالية أيضـا، فعرض للأزياء يكلف على الأقل 100 ألف دولار، هذا يعني 200 ألف دولار على الأقل في العام. ومن المهم في هذه العروض هو مشاركة عارضات أزياء عالميات ومشهورات، وإلا فسيكون من الصعب التأثير على محرري مجلة "نيويورك تايمز - New York Times" أو "فوج - Vogue" لالتقاط صورة لأحد عروضه. حيث إن المبدأ الساري في عالم الأزياء هو أن المصمم لا يملأ الأعين بأزيائه إلا إذا سارت معه عارضات أزياء مشهورات. ويقول كوتوجلو "هذا الوضع لم يكن موجودا على الإطلاق قبل عشرة أعوام "، فحينها لم يكن بمقدوره أن يتحمل مثل تلك التكاليف ولم يكن لديه أيضا مثل تلك العلاقات التي يملكها اليوم. فاليوم تعرض عارضة الأزياء العالمية "ناعومي كامبل" أزياءه لأنها صديقة له.
كوتوجلو أدرك أن حرب منافسة شديدة ستخيم على عالم الأزياء. وفي جميع الأحوال يحاول جاهدا أن يحول دون ابتلاعه في خضم عمليات الاندماج بين شركات الأزياء الكبيرة، كما حدث من قبل على سبيل المثال مع زميله النمساوي مصمم الأزياء "هيلموت لانج". فكما يرى "كوتوجلو"، إنه لمن الصعب الصمود أمام مصممي أزياء مثل "دونا كاران" أو "رالف لورين"، فكلاهما لديه ميزانيات دعاية وإعلان، لا يمكن تصورها.
على الرغم من المنافسة الكبيرة، إلا أنه ينجح في أن يفرض أسعاراً عالية، فالظروف المواتية له جيدة جدا، حيث إن تعليمات مختلفة خاصة به تطبق فيما يتعلق بأمور تشكيل الأسعار. فهو مذهول لغاية الآن من ازدياد الإقبال في بعض الأحوال كلما ازداد السعر. مصمم الأزياء الحائز على شهادة في إدارة الأعمال مقتنع تمام الاقتناع بأن الارتقاء في الأسعار عند بعض الجمهور من الزبائن أفضل بكثير من التدني في مستوى الأسعار، وذلك لأنه في هذه الحالة تتولد لدى الزبون ثقـة أكبر. فكلما ازداد سعر العلامة التجارية ازدادت قيمتهـا، وعلاوة على ذلك فإنه من الأفضل التمسك بقائمة الأسعار العالية لأسباب تتعلق بنوعية المواد المستخدمة والتنفيذ النهائي للزي المصمم. وعلى صعيد عارضات الأزياء يأسف "كوتوجلو" من الجنون الغالب عليهن لاتباع ريجيم للنحافة، ويقر بأنه يود رؤية سيدات مليئات في تصميماته. فمن هذه الناحية تعتبر الفكرة اقتصاديـة جدا لو أنه صمم أزياء لسيدات ذات أجساد مليئة. وفي المستقبل يفكر المصمم في تصميم أزياء تخاطب طبقة أوسع من طبقات المجتمع، فهو أولا وآخرا يريد أن يصبح يوما ما بجانب "رالف لورين".
في البداية كان عالم تصميم الأزياء في نظره عالماً سخيفاً، ولكن اليوم يراه "كوتوجلو" بصورة مختلفة تمامـا، ويقول "ما يقدمه الفلاسفة لتغذية الروح الجسمانية، له نفس مسؤولية مصممي الأزياء. فالموضة علاج في الحياة اليومية". وعلى السؤال حول من من الشعبين، الألماني أو النمساوي، يراه مهتما أكثر بمظهره الخارجي، يجيب مصمم النجوم بمواربة عن الحقيقة المباشرة. ولكنه يقول في النمسا لا يتم إعطاء قيمة عالية للمظهر الخارجي، ويقول "إن التبرج ليس هدفاً بحد ذاته وهذا أمر إيجابي". المقياس الرئيسي في نظر "كوتوجلو" لارتداء الزي المناسب والخروج بالمظهر الحسن هو أسلوب الشخص ذاته، الأسلوب الحقيقي.
وكشخصية مشهورة في موطنه الأصلي تركيـا، يعرب "كوتوجلو" عن آرائه حول انضمام تركيا الذي يؤيده هو أيضا، إلى الاتحاد الأوروبي. هذه المسألة في بلد مثل النمسا التي يحتل الأتراك فيها -نسبيا- عدداً لا بأس به من الأجانب، هي مسألة صعبة ومعضلة في نفس الوقت. بصورة عامة لا يستحي "كوتوجلو" من حقيقة انتسابه إلى موطنه الشرقي تركيا، فهذا الانتساب يعود عليه في معظم الأحيان بالفائدة الكبيرة للفت الأنظار إليه. فهو يلبس عارضات الأزياء علم بلاده، تركيا، ويقدم تصاميم مزدهرة بألوان كما "القفطان التركي" المعروض في "قصر توبكابي" في إسطنبول التي كانت تزين السلاطين في ذلك الزمان.

الأكثر قراءة