"مان" الألمانية تشتري حصة "رينو" في "سكانيا" السويدية للشاحنات
في رد فعل سريع على رفض شركة سكانيا السويدية لإنتاج الشاحنات العرض الذي تقدمت به شركة مان الألمانية لإنتاج الشاحنات لشرائها، أكدت مصادر "مان" الألمانية أمس، أنها اتفقت مع شركة رينو الفرنسية على شراء حصتها في شركة سكانيا التي تقدر بنحو 5.7 مليون سهم. ورفضت شركة مان الكشف عن التفاصيل بشأن قيمة الصفقة مع "رينو" التي تملك نسبة 2.8 في المائة من رأسمال شركة سكانيا، إضافة إلى 5.1 في المائة من حقوق التصويت فيها.
وكانت "مان" قد عرضت أمس رسميا شراء سكانيا، في صفقة قيمتها
9.6 مليار يورو وهو ما رفضته "سكانيا" في بيان رسمي أمس أيضا
دون إبداء الأسباب.
واستحوذت محاولات "مان" شراء "سكانيا" على حديث رجال الصناعة قبل أيام قليلة من افتتاح المعرض الدولي للسيارات "آي.أيه.أيه".
المعروف أن معرض آي.أيه.أيه هو أكبر معرض من نوعه في العالم، حيث تشارك فيه كل عناصر صناعة السيارات التجارية في العالم بدءا من مطوري أحدث مكونات هذه السيارات وحتى منتجي السيارات تامة الصنع.
ويتوقع منظمو المعرض أن يصل عدد المشاركين في الدورة الجديدة له التي تبدأ الخميس المقبل، إلى 1500 شركة تعمل في مجالات متعددة منها إنتاج الشاحنات الثقيلة والحافلات الكبيرة والشاحنات الخفيفة وحتى معدات ورش الصيانة وكماليات السيارات.
والحقيقة أن الدورة الجديدة للمعرض تأتي في ظل ظروف مواتية للغاية، حيث تشهد سوق المركبات التجارية سواء الشاحنات أو الحافلات انتعاشا ملحوظا في الوقت الذي تشهد فيه سوق سيارات الركوب تراجعا ملحوظا وهو ما ظهر في تراجع عدد السيارات الجديدة المسجلة في الاتحاد الأوروبي خلال آب (أغسطس) الماضي بنسبة 1.4 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وفي ظل هذه الأجواء أصبحت طلبات شراء المركبات التجارية لدى الشركات المنتجة لها كبيرة للغاية، حيث تعمل مصانعها بالفعل بكل طاقتها من أجل تلبية الطلب المتزايد عليها.
وذكر معهد صناعة السيارات ومقره ألمانيا، أن ظروف صناعة المركبات التجارية في أوروبا الآن أصبحت جيدة للغاية بعد أن تجاوزت الشركات الأوروبية مرحلة إعادة الهيكلة خلال السنوات القليلة الماضية.
ووفقا لتصريحات بيرند جوتشالك رئيس اتحاد صناعة السيارات الألماني "في.دي.أيه"، فإن قطاع المركبات التجارية أصبح الأكثر ربحية وازدهارا في صناعة السيارات ككل. فعلى مدى السنوات الأربع الماضية تزايدت باطراد المبيعات المحلية والصادرات والإنتاج لشركات المركبات التجارية في أوروبا.
ويتوقع الخبراء زيادة إجمالي حجم أعمال قطاع السيارات التجارية
في أوروبا خلال العام الحالي بنسبة 7 في المائة. واستفادت صناعة الشاحنات والحافلات الأوروبية من انتعاش الاقتصادات الكبرى في العالم وزيادة الطلب على منتجات هذه الصناعة، إضافة إلى استفادتها من زيادة نشاط النقل التجاري في العالم بفضل زيادة حركة التجارة العالمية.
ووفقا لتوقعات منظمي المعرض، فإنه من المنتظر زيادة عدد المركبات التجارية على الطرق الألمانية خلال الفترة من 2002 إلى 2020 بنسبة 40 في المائة.
ويقول فرديناند دودنهوفر خبير اقتصادات صناعة السيارات إن بدء استخدام نظام عداد سرعة الدوران الرقمي في أوروبا في أيار(مايو) الماضي وتطبيق القواعد الجديدة بشأن عوادم السيارات في الخريف الحالي أديا إلى زيادة كبيرة في مبيعات السيارات التجارية بأوروبا.
وعلى الرغم من ذلك فإن الخبراء يتوقعون وصول مبيعات المركبات التجارية إلى ذروتها خلال العام الحالي ليبدأ التراجع الطفيف للمبيعات في
أوروبا الغربية خلال العام المقبل، في حين ستحتفظ المبيعات بقوتها
في غرب أوروبا والهند والصين وأوروبا الشرقية. ونجحت شركات إنتاج الشاحنات الثقيلة الصينية مثل دونج فينج في تسويق إنتاجها على الصعيد العالمي. واشترت "دونج فينج" مجموعة باككار الأمريكية لتصبح
ثالث أكبر منتج لمركبات الخدمة الشاقة في العالم بعد الألمانية
الأمريكية "ديملر كرايسلر" والسويدية الفرنسية "فولفو/رينو" التي تنتج
كل منها نحو 200 ألف شاحنة سنويا.