تنشيط الرحلات الداخلية تزامنا مع التخصيص

تنشيط الرحلات الداخلية تزامنا مع التخصيص

كانت ولا تزال تسعيرة الرحلات الداخلية تنظم من الحكومة ويوافق عليها من مقام مجلس الوزراء. وظلت أسعار الرحلات الداخلية ولسنوات طويلة شماعة عولت عليها الإدارة السابقة للخطوط السعودية فشلها في الوصول إلى ربحية صافية وتغافلت عن الأسباب الحقيقية في بنود بعض المصاريف كعقود إسناد وتشغيل الطائرات والمرافق وكادر القوى البشرية المترهل. وبينما كنا نسمع بين الحين والآخر من المسؤولين في الخطوط السعودية أن أسعار الرحلات الداخلية متدنية وهي التي تتسبب في خسائر الخطوط السعودية، كانت موجة الخطوط الاقتصادية قد انتقلت من أوروبا وعبرت أمام الإدارة السابقة لتحط في شركات ناجحة مثل خطوط العربية في إمارة الشارقة وخطوط الجزيرة في دولة الكويت. وبينما أطبقت الخطوط السعودية على تلك الأسعار كونها تحتكر سوق السفر الجوي الداخلية، نراها تمتثل مجبرة لقانون السوق وتجاري الشركات المنافسة في تطبيق منهجية (إدارة العائد) وواقع العرض والطلب في الرحلات الدولية. المنهجية الجامدة في إدارة سوق السفر الجوي الداخلية تزامنت مع فورة في السياحة الداخلية ونشوء وجهات سياحية محلية جديدة كحائل والقصيم وحقل. إلا أن الخطوط السعودية لم تنجح في التكامل مع السياحة الداخلية بدليل جمود تعرفة الأسعار الداخلية وعدم التفاعل مع المعطيات الجديدة كسفر المجموعات والعائلات أو الحجوزات المدفوعة مبكرا ... إلخ. بل أن توقيت الرحلات لم يتغير منذ سنوات طويلة، وبقيت كثير من جداول المطارات الإقليمية الصغيرة تصمم لا من رغبات المسافرين وفقا لاستبانات ودراسات مسحية، بل لعوامل أخرى كالبريد الحكومي. أتمنى من الإدارة الجديدة وضع الرحلات الداخلية في أولويات التغيير نحو التخصيص، وأن تنظر إلى محطة جيزان كمثال، فجيزان من محطات أعلى القائمة في سوق السفر الداخلية بحركة ستصل إلى مليون مسافر في السنة (أكثر من مسافري خطوط العربية مجتمعين). وأتمنى من المهندس خالد الملحم أن يطلع على نسبة إشغال الدرجة الأولى من وإلى جيزان أو القريات (ألفا ريال للتذكرة)، وبعد أن يرى الصورة جلية أمام عينيه يسأل هل من الحكمة أو من (البزنس) أن تبقى المقاعد خالية أم نطبق منهجية إدارة العائد للمزيد من العوائد؟

<p><a href="mailto:[email protected]">Alahmed@naseej.com</a></p>

الأكثر قراءة