البيانات الاقتصادية المطمئنة وانخفاض النفط يصعد بالأسهم الأمريكية

البيانات الاقتصادية المطمئنة وانخفاض النفط يصعد بالأسهم الأمريكية

البيانات الاقتصادية المطمئنة وانخفاض النفط يصعد بالأسهم الأمريكية

نجحت سوق الأسهم الأمريكية في الصعود من جديد بعد الأداء الهابط الذي قدمته المؤشرات في الأسبوع قبل الماضي بفعل جني الأرباح الذي بدأ مع بداية شهر أيلول (سبتمبر)، و قد ساهم في صنع هذا الصعود بيانات اقتصادية مختلفة طمأنت المُستثمرين بخصوص التضخم و معدلات النمو كما أن انخفاض أسعار النفط خفف من الضغط، و بهذا أنهت المؤشرات الرئيسية تعاملاتها على ارتفاع نبدأه مع داو جونز الذي ارتفع بنسبة 1.5 في المائة، ومؤشر S&P 500 تمكن من الارتفاع لمدة أربعة أيام حتى توقف عند 1319.87 نقطة مسجلاً زيادة بنسبة 1.6 في المائة، بينما تفوق "ناسداك" على الجميع بارتفاعه 3.2 في المائة متجاوزاً متوسط حركة مائتي يوم مما يعني إشارة جيدة بالنسبة للمُستثمرين.
نستعرض عددا من البيانات الاقتصادية المهمة التي ساهمت في ارتفاع الأسهم الأمريكية و أولها مبيعات التجزئة في شهر آب (أغسطس) التي سجلت ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2 في المائة، وهذا الارتفاع غير مُحبط لأنه جاء بعد ارتفاع جيد في تموز (يوليو) قُدر وقتها بنسبة 1.4 في المائة، كما سجل مؤشر الإنتاج الصناعي انخفاضاً بنسبة 0.1 في المائة، وهذا قد لا يعكس هدوءا في نمو الاقتصاد كما يأمل الجميع له أن يحدث ولكنه مطلوب حتى يقتنع البنك المركزي من بدء تحقق هدوء في نمو الاقتصاد، أيضاً صدر مؤشر أسعار المُستهلكين CPI مُحققاً رقما مطابق للتوقعات وهو الارتفاع بنسبة 0.2 في المائة، ولكنه يُعد ارتفاعا يلي ارتفاعات سابقة وصلت بمؤشر أسعار المُستهلكين CPI إلى مستوى 2.8 في المائة منذ بداية العام.
فيما يتعلق بأخبار الشركات فقد أعلنت عددا من شركات القطاع المالي عن نتائج جيدة وهي: شركة Lehman Brother وGoldman Sachs وBear Steam، أما في قطاع شركات التقنية فأعلنت شركتي BestBuy وADOBE Systems عن تحقيق نتائج جيدة، بينما ساهم خبر مثل الذي صدر من بين أروقة شركة فورد أكبر مُصنعي السيارات الذي يقول إن الشركة تُخطط لتخفيض عدد موظفيها بنحو 14 ألف وظيفة، ووعدت الشركة أن هذه الإجراءات ستُساهم في تحقيق أرباح للشركة في نهاية 2008 ومطلع 2009 أيضاً، هذا بدوره أثر سلباً على أداء قطاع شركات تصنيع السيارات وزاده سوء أن رافقه خبر تخفيض شركة "ديملر كرايزلر" لتوقعات أرباحها التشغيلية لعام 2006 لتصل إلى 1.3 مليار دولار.
الأسبوع الحالي

أهم حدث ينتظره المُستثمرون هذا الأسبوع هو اجتماع البنك المركزي الذي سيُعقد الأربعاء و يُتوقع أن يُبقي فيه البنك المركزي الفائدة عند مستواها الحالي و هو 5.25 في المائة، السبب هو أن البيانات الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي جيدة ولا تُظهر تزايد ضغوط التضخم.

قبل أن يعقد البنك المركزي اجتماعه الأربعاء فإنه سيستقبل صدور مؤشر أسعار المُنتجين PPI لشهر آب (أغسطس) وذلك يوم الثلاثاء ويُتوقع ارتفاعه بنسبة 0.3 في المائة أي مرتفعاً من 0.1 في المائة التي حققها في تموز (يوليو)، والأهم أيضاً هو مؤشر أسعار المُنتجين الأساسي Core PPI الذي يستثني أسعار النفط و الأطعمة فيُتوقع ارتفاعه 0.2 في المائة بعد أن سجل انخفاضاً في تموز (يوليو) بنسبة 0.3 في المائة.
من المعروف أنه عندما يقترب موعد إعلان أرباح الشركات الفصلي وخصوصاً الربع الثالث فإن معظم الشركات تتجه إلى إصدار تحذيرات إلى مساهميها تُشعرهم عادةً بأن النتائج قد تكون أقل من التوقعات وسنرى تزايد هذه التحذيرات خلال الأسبوعين القادمين، ولكن قناعة المُستثمرين و المهتمين من محللين ومديري محافظ بأن البنك المركزي لن يرفع الفائدة وسوف يُبقيها عند مستواها الحالي وهو 5.25 في المائة سيُساهم في تماسك سوق الأسهم على أقل تقدير.
بعد انخفاض أسعار النفط جراء توافر مخزون وفير فإن التوقع السائد هو أن ينخفض مؤشر أسعار المُستهلكين CPI وهذا سيُساهم في انخفاض التضخم لنرى أن البنك المركزي قد تهيأ لبدء تخفيض الفائدة مما سينعكس بالإيجاب على أداء سوق الأسهم، ولكن لنُبقي حديثنا في المنظور القريب أفضل من نسج الأماني و أول الأمور القريبة هو اجتماع البنك المركزي يوم الأربعاء حيث سيُعلن عن الجديد أو الثابت في سياسته النقدية وتحديداً ما يتعلق بالفائدة، ويتوقع أن يبقيها عند مستواها الحالي وهذا بدوره سيُساعد على ارتفاع السوق قليلاً ليوم أو يومين.
على صعيد الشركات فإن السوق يترقب يوم الثلاثاء أن تصدر نتيجة أرباح شركة أوراكل Oracle أحد أكبر شركات تقنية المعلومات، حيث ستعلن عن نتيجة أرباحها للربع الأول في سنتها المالية والتي قد تصل عوائدها إلى 3.47 مليار دولار مقارنة بتحقيقها 2.91 مليار دولار للفترة نفسها في العام الماضي.

التحليل الفني

تميز أداء مؤشر ناسداك بقوة الانطلاق منذ بداية الأسبوع الماضي و من مستوى 2147 نقطة الذي وجد الدعم عنده بسبب وجود متوسط حركة 20 يوما، ثم انطلق منه صاعداً متجاوزاً عددا كبيرا من مستويات المقاومة أولها كان متوسط حركة عشرة أيام ثم وصل إلى المقاومة العظمى و هي متوسط حركة مائتي يوم عند 2222 نقطة فتوقف عنده قليلاً ثم نجح في اختراقه صعوداً وبقي فوقه لمدة يومين متتالين، وفي يوم الجمعة هبط عند مستوى 2235 نقطة تقريباً وهو أقل من مستوى فيبوناتشي (61.8 في المائة) الموجود عند 2237 نقطة.

المرحلة التي وصلها "ناسداك" لا بد وأن نشهد عندها عمليات جنيّ أرباح بعدها سيستأنف الصعود نظراً لوصوله مستويات آمنة فوق مستوى متوسط حركة مائتي يوم، ومن المعروف أن بقاء المؤشر فوق متوسط 200 يوم سيجذب مزيدا من المُستثمرين ومُديري الصناديق والمحافظ، لقد أصبح الآن متوسط حركة مائتي يوم هو مستوى دعم يليه مستوى فيبوناتشي (50 في المائة) عند مستوى 2194 نقطة ومعه يوجد عند المُستوى نفسه متوسط حركة عشرة أيام عند 2196 نقطة.

جمعية المُحللين الفنيين الأمريكية
<p><a href="mailto:[email protected]">mharthi@hotmail.com</a></p>

الأكثر قراءة