سوق رابحة لليخوت الباهظة في أوروبا
أنشأ نوربيرتو فيريرتي خلال الأربعين عاماً الماضية شركة التصنيع الأكبر في أوروبا لليخوت، ثم باع الشركة إلى أحد المستثمرين الماليين، ويريد أن يضع لنفسه اليوم صناديق مالية في البورصة.
ترأست إحدى شركات اليخوت قمة العالم خلال نحو أربعين عاماً التي أسسها نوربيرتو فيريرتي. وينتمي هذا البالغ من العمر 60 عاماً, والقادم من مدينة بولونيا الإيطالية، هو وميزانه التجاري، ومجموعته الحاملة اسمه لليخوت الباهظة نفسه, إلى قصة غاية في النجاح في تاريخ الاقتصاد الإيطالي. ولكن الاسم لا ينتمي إلى شريحة رجال الأعمال المعروفين كثيراً، فلم تركز عليه وسائل الإعلام إلى حدٍ كبير حتى الآن. و يكفيه أن يكون معروفاً في دائرة الزبائن المميزين من أصحاب الملايين.
فيريتي هو ابن لإحدى العائلات الثرية من بولونيا، والتي جنت الكثير من المال في تجارة المحركات. ولهذا بحث الأب مباشرةً عن الطريق الذي يمكنه من تهذيب ابنه نوربيرتو اولا الذي لم يكن راغباً في الدراسة، وألحقه لأعوام مديدة بالعمل في ميكانيكا السيارات التقليدية. وعلى أية حال، أنجز نوربيرتو أول زورق له مزوّدا بمحرك عندما بلغ 18 عاماً من العمر. و كان يشعر بالنشوه كلما ركب الزورق في نهايات الأسبوع قاطعاً الأدرياتيك وصولا إلى الساحل اليوغسلافي.
وبعد عامين من الزمان كبائع للزوارق الغريبة، قرر فيريتي وأخوه، بناء مزلقة مائية مزوّدة بمحرّك طبقاً لتصوّراته الخاصة، وبمواد إنشائيه بدائية، وتقنية بسيطة، على أرض مصنع مستأجر.
وقد رسّخ فيريتي أسس النمو منذ البداية حيث كرّس نفسه بعكس بناة الزوارق الآخرين، لاستخدام المواد الصناعية في بناء هيكل الزورق، والإنتاج المتسلسل. واهتم إلى حدٍ ما بتوفير الراحة، في الوقت الذي لم تتوافر فيه سوى يخوت الشحن غير المريحة. وأثبت فيريتي كفاءته التقنية، عندما اشترك هو وفريقه الخاص في سباق ما وراء الساحل. وظهر كمتنافس أول عن طريق الزورق المصنوع من ألياف الكربون وأحرز بواسطته لقب رائد العالم الأول في عام 1994.
وبينما تواصل النمو حتى عام 1996 بفعل قوته وإرداته الجبارة، تمكّن من مضاعفة حجم أعماله التجارية خلال الأعوام العشرة اللاحقة بما يزيد على عشرة أضعاف. حيث استطاع خلالها الاستحواذ على المزيد من المنافسين بمساعدة الشركاء الماليين والبورصة. وحققت مجموعة فيريتي في العام التجاري 2005/2006 نحو 750 مليون يورو، حيث باعت 500 زورق مزوّد بمحرّك، أو يخوت، بأسعار تراوح بين 64 ألفا إلى ما يزيد على 40 مليون يورو.
وتُعتبر العلامة التجارية الأصل "فيريتي يخت" باستمرار الحجر الأساس الأهم في قطاع يخوت الرفاهية والراحة، والتي تراوح أطوالها بين 14 و27 مترا، مقابل 600 ألف لغاية خمسة ملايين يورو. ويندرج تحت اسمها بعض العلامات التجارية الأخرى في هذا القطاع، منها علامة "بيرشينج" لليخوت الرياضية الباهظة. وهناك علامة "بيرترام يخت" المعروفة في أمريكا الشمالية، والشركة المنتجة لليخوت والتي مقرها في ميامي بأشكال مرتفعة مخصصة لصيادي الأمواج العاليه. وأخيراً العلامة الراقية في شمال إيطاليا لتصنيع الزوارق واليخوت "ريفا". وتعمل "أبريامير" التابعة للمجموعة على بناء القوارب المميزة، وهي بالأحرى مصنّعة للقوارب واليخوت الخشبية ومقرها نيبال. وهناك الشركة المُصنّعة "CRN"، في أنكونا،والتي تبني سفنا ضخمة جداً تمتد أطوالها من 40 إلى 72 مترا.
وتقدّم مجموعة اليخوت القائمة الحالية، والتي تساهم بنحو ربع حجم المبيعات لهذا القطاع في إيطاليا، سلسلة من المزايا والفرص مقابل شركات التزويد الصغيرة: وليس فقط بالمقارنة مع الجهات المنافسة، ولكنها تحظى بشبكة تجّار تضم نحو 73 وكالة ذات قوة ووزن هائلين، حسبما ورد عن ديل تورشيو، مدير المجموعة. والأهم من هذا بالنسبة إلى الكثير من المشترين، هو الحفاظ على قيمة اليخوت المستعملة، وخاصةً عند قيامهم بشراء طرازات جديدة عقب عامين من الاستعمال.
"ويقول ديل تورشيو، بأن الرجل الثري يبحث لدى شراء اليخت عن اسم العلامة التجارية".
ولكن من ناحية أخرى لا تزال المسافة بعيدة أمام فيرتي، ليتمكن من تشكيل هذه العلامات التجارية التسعة. ويُقدّم تشكيل الجذع المصنوع من المواد الصناعية، والذي يعتمد على العمل المشترك مع المزودين، وكذلك الريادة التقنية الداخلية، الفرصة للتداخل، مع أن العمل يتم من قبل نحو 90 مهندسا للتطوير. ومن ناحية أخرى، يرغب الزبائن، الذين ينفقون نحو مئات الآلاف أو الملايين من اليورو مقابل يخت، أن يحصلوا على تحفة فريدة من نوعها، بحيث لا تجد منها الكثير من اليخوت المماثلة على الميناء الواحد. ولهذا تتيح رئاسة مجموعة فيرتي، والتي مقرها في فورلي، والتي تقع بين بولونيا، وريميني، متّسعاً كبير لهذه الافكار.
وبهدف التمكّن من تمويل هذا النمو، عمل المؤسس، نوربيرتو فيريتي، عام 1998 على ضم البنك الاستثماري في لندن "شروديرز" إلى المجموعة. وأصبح بإمكان الشركة التقدّم إلى حدٍ كبير في البورصة عام 2000. وأصبحت مجموعة الصناديق المالية "بيرميرا" البريطانية صاحبة حصص الأغلبية. والآن تنوي أن تحقق بيرميرا لمجموعة فيريتي أسهماً في البورصة أكثر بالمقارنة مع عام 2000 .
ولمستثمر مثل بيرميرا لا تظهر سوى العوائد والإيرادات. وفي المقابل يتربع مالك حصص الأقلية، ورئيس الشركة؛ نوربيرتو فيريتي، الآن على قمة النجاح، حيث تنطلق يخوت أحلام الطفولة يومياً من شركته. "إن نوربيرتو فيريتي يُقدّم باستمرار دوافع مهمة في مجال تطوير اليخوت"، حسبما ورد عن جابرييل دل تورشيو، ويضيف قائلاً: "وهو في الوقت ذاته زبوننا الأكثر أهميهً".