الطموح يدفع الشركات إلى البحث عن شركاء من أجل اكتتاب موحد

الطموح يدفع الشركات إلى البحث عن شركاء من أجل اكتتاب موحد

تبحث المؤسسات عادة عن شركاء لأسباب عديدة، لكن اختيار شريك دائما ما يحمل مستوى معينا من الخطر.
ودائما يحاول صناع القرارات تقليص هذا الخطر من خلال القيام بشراكة مع مؤسسات عملوا معها في الماضي، أو أنها أحيلت إليهم من قبل عقود موثوق بها. وينتج هذا السلوك خلال عملية تشكيل شبكات العمل المحلية المؤسسية التي تقلص المخاطر لجميع المشاركين. لكن يدور هنالك جدل حول إمكانية استفادة المؤسسات بصورة أكبر في الواقع من خلال إيجاد شركاء خارج شبكاتهم المعتادة، لأن هذا يقدم لهم مدى أوسع من المعلومات والفرص.
وفي هذه الدراسة، يبحث جويل آيه سي باوم، وتيموثي جيه رولي من جامعة تورينتو، وآندرو في شيبيلوف من إنسياد ويو تا تشوانج من جامعة يورك في الظروف التي تقود صناع القرار إلى أخذ الطريق الخطر للشراكة، بناء على نماذج التغذية الراجعة للأداء.
تشير نظرية التعلم إلى أن المؤسسات تتعلم من الأداء السابق، وأن استراتيجية الخطر بين صناع القرار تتم معرفتها من خلال الأهداف التي تتعلق بهم شخصياً وأداء المؤسسة السابق، جنباً إلى جنب مع الكيفية التي ينظرون بها إلى أنفسهم مقارنة مع زملائهم. فصناع القرار الذين يرون أنفسهم بعيدين عن تلك الأهداف ينظر لهم على أن لديهم احتمالا أكبر للقيام بالمجازفة من هؤلاء الذين يعملون بالقرب من أهدافهم، سواء أكانوا أعلى أو أدنى منهم.

ويحلل المؤلفون روابط الاكتتاب الموحد للمصارف الكندية منذ عام 1952 وحتى 1990. وتغطي البيانات جميع عمليات الاكتتاب العام ( القروض والأسهم) في كندا منذ عام 1952 حتى 1990. وخلال هذه الفترة، ارتفع عدد عمليات الاكتتاب من 27 عملية ( تشمل 19 مصرفا استثماريا) في عام 1952 ليصل إلى 422 ( 83 مصرفا) في عام 1989.
ويتصف قطاع المصارف الاستثمارية بأنه قطاع يتكيف وفقاً للعلاقة، مع وجود صفقات تتعلق بصورة ثابتة تقريباً مع عدد من الشركاء، الذين اختاروا نشر المجازفة والمساعدة للوصول إلى مجموعة أوسع من المستثمرين.

وتعتبر العديد من العلاقات الموحدة غير المحلية علاقات فيها مجازفة بالنسبة للمصارف الاستثمارية وذلك لأن الشراكات تعتبر عاملاً ضرورياً لنجاحها وبقائها، وهكذا، كلما زادت خطورة الشراكة، أصحبت على المحك أكثر فأكثر.

وعرف المؤلفون مستوى المجازفة والريبة في محفظة مصرف ما من الروابط الموحدة على أنها نسبة من الروابط الموحدة غير المحلية التي تبدأ سنوياً. ووجدوا أن 520 ( 9 في المائة) من الروابط الموحدة البالغ عددها 5772 والتي شكلت من خلال العينة التي أخذت من المصارف، لم تكن محلية. أما منظومات الأداء التي استخدمت فكانت حصة السوق ووضع المصرف، بناء على الأداء التاريخي لمصرف ما، والأداء الحالي لجميع المصارف الأخرى الموجودة في الشبكة.

وتميل المصارف التي كان أداؤها أدنى من حصتها في السوق وأهداف موقعها بدرجة كبيرة إلى تشكيل روابط موحدة غير محلية. أما الأداء الذي يرتفع عن طموحات حصة السوق فيؤدي كذلك إلى وقوع المصارف في احتمالية أكبر لتشكيل الخطر، والروابط غير المحلية. أما المصارف ذات المواقع التي ترتفع عن مواقع نظيراتها فلم تمل إلى تشكيل روابط غير محلية، ما لم يكن أداؤها أدنى من مستوى أدائها في الماضي. وبالفعل، أدت التغذية الراجعة المتضاربة، التي لم تتساو وفقها حصة السوق ووضع المصرف، الى القيام بأكبر المجازفات لدى اختيار الشركاء.
وتظهر حساسية المصارف الاستثمارية الكندية لحصة السوق ووضع المصرف أهمية عمليات التغذية الراجعة للأداء في تشكيل الشبكة. فعندما يكون الأداء أعلى بكثير أو أقل من الأهداف والطموحات، فإن صناع القرار سوف يقبلون بأخذ درجة كبيرة من المجازفة. ويقودهم هذا إلى تشكيل روابط غير محلية، وبالتالي توسيع شبكتهم ومزايا الحصول على المعلومات.
وعندما يكون الأداء أقرب إلى الهدف، يميل صناع القرار إلى اتباع الطريق الأقل خطورة لتشكيل الروابط مع المؤسسات التي يعرفونها أو التي أحيلت لهم من خلال عقود موثوق بها، وبالتالي يظلون ضمن شبكتهم.
إن الروابط غير المحلية تزرع بذور التغير من خلال السماح للغرباء بالدخول إلى الشبكة. ويعرض المؤلفون بعض الظروف التي تقود بدايات التغير وتسهم إسهاما كبيرا في فهم تشكيل الشبكة.

الأكثر قراءة