البث التلفزيوني في جيب البنطلون

البث التلفزيوني في جيب البنطلون

تلفزيون - الهاتف الجوال الجديد حامل آمال الاتصالات اللاسلكية وشركات البث التلفزيونية، ولا تزال الكثير من المسائل التقنية، والاقتصادية المتعلّقة بحقوق الكارتل مفتوحة، تصوب العيون النظر حول شاشات الهواتف الجوالة، بينما يتنقّل حاملوها في معرض الاتصالات اللاسلكية الدولي في برلين.
ولا شيء يثنيهم عن ذلك، فلم تعد تخّلف في نفوسهم أثراً كبيراً رؤية الشاشات الأكبر أو الأرفع. ورغم كل الشاشات في المعرض ينظرون من بعيد إلى الهواتف النقّالة. ومن حولهم بعض المجرّبين لأحدث الألعاب المفضّلة في الهواتف الجوالة، مشكلين مجموعات صغيرة من الزوّار المفتونين، الذين بالكاد يمكنهم تصديق ما يرون. لقد نجحت هذه الصور المتحركة ضمن تصميم يشابه السينما الصغيرة.
معرض الاتصالات اللاسلكية الدولي يشير إلى أن الهواتف الجوالة ستصبح تلفزيونات أيضاً. ولكن حتى الوصول إلى ذلك لا يزال الطريق بعيدا، حيث إنه لم يتم التوضيح بعد على أي الترددات وبأي التقنيات سيتم نقل البث التلفزيوني إلى الهاتف الجوال، ولم تتم الإشارة إلى الجهة التي ستعمل على تشغيل هذه الشبكة المستهدفة. ولكن هناك أمر واحد فقط أصبح الآن مؤكداً: وهو أن التلفزيونات المتحرّكة لن تُقدَّم مقابل تعرفة مقدارها صفر!
توجد الآن ثلاث طرق والتي يمكن عن طريقها نقل البث التلفزيوني للمشاهدين عن طريق الهاتف الجوال التلفزيوني. منذ عامين تقريباً تقدّم مجموعة البث التلفزيوني "برو زيبن سات -1" – Pro Sieben Sat 1 بثاً أوّلياً للسلسلة اليومية الدرامية اليومية الناجحة "عاشق في برلين" عن طريق شبكة نظام الاتصالات اللاسلكية العالمية للهواتف النقّالة. وعلى أية حال فإن شبكة نظام الاتصالات اللاسلكية العالمي تُعتبر ذات كفاءة قليلة، على الأقل عندما لا يدور الأمر حول الطلب الفردي للبرامج (أفلام على الطلب)، ولكن حول البث التلفزيوني. والتقنية النابعة عن الاتصالات اللاسلكية باهظة الثمن، لم تعد ناجحة لدى زيادة أعداد المستخدمين، وبينما تظهر قنوات البث التلفزيونية الأخرى على تلفزيون الهاتف الجوال واعدة أكثر، بالنسبة للكثير من الخبراء. فمن ناحية، يصفّ هؤلاء الخبراء إلى جانب المختصر DMB للتقنية المعروفة "نقل الإعلام الرقمي" – Digital Multimedia Broadcasting، والتي تُعد متاحة اليوم على اتساع الاتحاد الألماني تقريباً، يوجد من ناحية أخرى قاعدة تزويد أخرى عن طريق مجموعة ألمانيا للتلفزيونات المتحركة - MFD ، التي تملك ترخيص البث لكافة شركات الميديا والإعلام في الدولة، وبالتالي يمكنها أن تنطلق في جميع المناطق. وتعمل مجموعة ألمانيا للتلفزيونات المتحرّكة في الوقت الراهن مع بعض الشركات الأخرى منها "ديبتل" – Debitel، و"برو زيبين سات 1" معاً. ويمكن مشاهدة هواتف "النقل الإعلامي الرقمي" – DMB في المعرض اليوم لدى بعض الشركات المصنّعة، منها الشركة الكورية سامسونج.
وإضافة إلى هذا يمكن نقل البث التلفزيوني الجيب عن طريق التقنية المنافسة DVB-H وهي النقل الفيلمي الرقمي للأجهزة المحمولة: Digital Video Broadcasting for Handhelds. ولكن لم يتم التوضيح هنا، عن الجهة التي ستتسلّم بناء الشبكة، ودفع المبالغ الضرورية لها، والتي تراوح بين 400 و600 مليون يورو، ولا عن الجهة التي ستعمل على تشغيل الشبكة. ويمكن القول إن تقنية النقل الفيلمي الرقمي للأجهزة المحمولة – DVB-H ذات إيجابية كبيرة: يمكنها حمل حتى 20 قناة تلفزيونية، وبالتالي أكثر من تقنية DMB بنحو أربع مرات. ولهذا، فإن مشاركي السوق المهمين يضعون تقنية DVB-H في الصدارة. ولهذا تعمل سلسلة التلفزيونات المعروفة RTL على وضع تقنية DMB جانباً، ولا تخطط سوى مع تقنية DVB-H. وبالفعل هذا ما قررته الشركات الرائدة الأربع في السوق الألمانية للاتصالات اللاسلكية: تي موبايل، فودافون، أو تو، وإي بلس، كلها تريد أن تعمل عن طريق تشغيل شبكة تقنية DVB-H. وتقدّم الشركات للحصول على الترخيص اللازم، وتأمل أن تحظى به منتصف عام 2007. ومن المفترض أن يكون بالإمكان استقبال هذه التقنية عن طريق بعض أجهزة الهواتف الجوالة منها نوكيا، وساجم – Sagem.
ولكن يبدو أن تضارب عمالقة الاتصالات اللاسلكية الأربعة في معركة التلفزيون أمر لم يحسم بعد، حيث تعمل دائرة الكارتل على دراسة فيما إذا يمكن لشركات التزويد الأربع أن تشغّل قاعدة الهاتف الجوال التلفزيوني معاً. ولكن لا بد من الانتظار حتى صدور القرار النهائي حتى نهاية العام، حسب ما ورد عن المتحدّثة الرسمية للسلطات عندما سُئلت. وعلى ما يبدو الأمور غير محسومة بعد، فيما يتعلّق بأي المواصفات ومن أي الجهات سيتم توزيع البرامج على تلفزيونات الهاتف الجوال. تقليدياً، تحظى شركات الكابل للتلفزيونات بالكلمة الأخيرة في ضبط شركات البث الإعلامي في الدولة، ولكن هل هذا ما سينطبق أيضاً على تلفزيونات الهاتف الجوال؟
تريد شركات تزويد الاتصالات اللاسلكية الكبيرة أن تحظى بالسيطرة على الشبكة، لإحراز أكبر قدر من المال. ولكن لا يمكن أن تكون الحال كذلك، إلا إذا تم إطلاق شارة البث التلفزيوني عن طريق التشفير الأساسي، الشيء الذي تراه شركتا البث ARD وZDF، اللتان تملكان الحقوق العامة، على أنه أمر منتقد. عندها يمكن للشركات المشغّلة للشبكة أن تخصّ زبائنها باستقبال بث الهاتف الجوال فقط. واليوم تخوض هذه الدوائر المعنيّة في القطاع في مجادلات حول حجم الرسوم لمثل هذا الاشتراك في النقل التلفزيوني على الهاتف الجوال في قيم تراوح بين 5 و10 يورو شهرياً.
ويتم تغذية طموح شركات الاتصالات اللاسلكية بكثير من التوقعات المرتفعة: حيث تُقدّر شركة بحث السوق "إنفورما"، بأنه سيستخدم نحو 210 ملايين زبون دولياً الهاتف الجوال كتلفزيون حتى عام 2011. وحتى ذلك الحين، من المفترض أن تكون نسبة 10 في المائة من الهواتف الجوالة المباعة قابلة لاستقبال البث التلفزيوني. ويتوقّع مانفريد نويمان، الذي يُدير سوق الاتصالات اللاسلكية في برو زيبن سات 1، أن المشاهدين لن يحدّقوا طوال ساعات في تلك السينما الصغيرة، قائلاً: "بناءً على خبرتنا، فإن المشاهدين يتابعون ضمن فترة تراوح بين 2 و5 دقائق فقط على تلفزيون الهاتف الجوال".

الأكثر قراءة