توقف أكبر منجم للذهب في البيرو يعني معاناة السكّان
تَوقّف أكبر منجم للذهب في أمريكا اللاتينية عن الإنتاج لفترة مؤقتة. وبهذا ترد الشركة المشغّلة لمنجم ياناكوتشا في منطقة كومبايو في البيرو على المعارضات المستمرة منذ أسابيع من السكّان في محيط منطقة المنجم، الذين يتظاهرون ضد مخططات تعزيز المنجم، حيث ترى الشركة نفسها مجبرة على وقف التشغيل مؤقّتاً، لأن المتظاهرين يعوقون طرق المرور إلى المنجم، حسبما ورد عن مدير المنجم، كارلوس سانات كروز.
ويتهم المتظاهرون عمليات تشغيل المنجم بأنها تعمل على تلويث مصادر المياه الصالحة للشرب، والبحر الموجود في المنطقة، وبالتالي تهدد الأسس الجذرية للحياة. ومع بداية آب (أغسطس) الماضي، قُتل أحد عمّال الأرض بطلقة رصاص لدى تصادم الشرطة مع المتظاهرين، ورجال الأمن التابعين للشركة. وتنوي الحكومة في البيرو أن تتوسّط في هذا النزاع، وطالبت بإجراء محادثات مع كلا الطرفين، حيث إن الأمر يدور حول فرص العمل والإجراءات الاجتماعية أيضاً، حسبما ورد عن وزير المناجم في البيرو، جوان فالديفيا.
ويتوقّع مواطنو منطقة كاهاماركا انتفاعاً اجتماعياً كبيراً من تشغيل المنجم، الذي يحقق أرباحاً كبيرة نظراً لأسعار الذهب المرتفعة بقوة. وتشهد المنطقة الكثير من الغضب المكبوت لدى السكّان، حسبما ورد عن الكاهن، ماركو أرانا، الذي يتسلّم مهمة الحكومة في الوساطة ما بين السكّان والشركة. وبناءً على ما جاء عن مدير المنجم، سانات كروز، فإن الشرط الذي تتوقف عليه مواصلة الحوار هو إخلاء الطريق المؤدي إلى المنجم.
وتعود أغلبية ملكية منجم ياناكوتشا الحالي إلى الشركة الكندية نيومونت ماينينج كورب – NewMont Mining Corp، حيث ينتج هذا المنجم نحو 2.6 مليون أونصة من الذهب سنوياً، ويُشغّل نحو عشرة آلاف موظّف. وتمتلك شركة نيومونت نحو 51 في المائة من حجم رأس المال، وتعود نحو 44 في المائة إلى الشركة التي أصلها من البيرو بوينافينتورا – Buenaventura، وتعود الـ 5 في المائة الباقية على الشركة الفرع للبنك العالمي. وهذا الركود الذي يعيشه المنجم اليوم يتسبب في خسائر بالملايين يومياً على الشركة وعلى الصناديق الحكومية في البيرو. وتُعد البيرو خامس أكبر منتج للذهب في العالم، ويحقق عمل المنجم لديها ما يزيد على نصف إيرادات التصدير لدول الإنديز. وما قبل عامين، كان على منجم ياناكوتشا أن يغلق جزءا من التشغيل نظراً للأضرار البيئية.