لا أحب سجن الألوان في دلالات ورموز بعينها.

لا أحب سجن الألوان في دلالات ورموز بعينها.

لا أحب سجن الألوان في دلالات ورموز بعينها.

المنتج الإبداعي مزيج من المشاعر الذاتي والرؤى الفلسفية المتراكمة داخل النفس البشرية، فتترجمها ريشة الفنان لتعبر عن انفعالاته وتفاعله مع المحيط الذي يعيش فيه، تسعى وفاء خازندار إلى التحرر فانطلقت لتعبر عن جوانب غير مرئية للعالم المادي الذي نراه ونعيه، وجدت نفسها تميل إلى الأسلوب التجريدي الذي يعطي مساحة لفضاءات مفتوحة لتعدد القراءات للوحة الواحدة.2كثيرة هي المدارس الفنية إلى أي مدرسة تنتمي أعمال وفاء خازندار ؟
جميع المدارس الفنية التي ظهرت كانت نتيجة ظروف سياسية واقتصادية وكان الفن يعبر عن هذه الفترة وما تفرزه من نتائج مادية ومعنوية، وهكذا الفنون على مر العصور عبرت عن روح عصرها والسائد فيها وحياتهم ونمط الملبس والمسكن وغيره. نحن نمتلك ذاكرتين خفية وانطباعية والذاكرة الانطباعية هي ما يولده مشهد ما أو موقف فسنجله حتى لا ننساه ونوظفه لاحقا ً والذاكرة الخفية هي تبدأ معنا منذ أن نولد وهي تختزن كل السنوات والأحداث فقد تظهر بصورة عفوية، لذا فالإبداع لا يفسر ولا نستطيع أن نقول من أين أتت هذه الفكرة المغايرة هذا يصعب شرحه فلكل منا حياته وثقافته وذكرياته وانطباعاته المختلفة. يأتي المزج بين المدارس عفويا ً لتوصيل الفكرة وخدمة العمل الفني، فالتراكم المعرفي البصري والموروثات لابد أن تؤثر في تطوير اللوحة ، لأنها مرتبطة بفكر القائم عليها .
في أعمالك فوضى وتناغم، كتل لونية باردة وأخرى حارة، هل هذه حاله شعورية تمر بها الفنانة وفاء أم ماذا ؟
لقد جربت جميع الخامات والأساليب ولفترة طويلة اعتمدت على الألوان الزيتية والرسم بالسكين لأنها تحتاج إلى الجرأة والقوة وضربات كثيفة وسريعة وكانت روح الرفض والاعتراض عالية، فكانت ألواني أشبه بكرنفال صاخب الإيقاع والعين تتابع هذا التوافق وحتى التنافر الموسيقي اللوني بشيء من اللهاث البصري. وقد أردت إيقاظ الحاسة اللونية التي يمتلكها البشر جميعا، ولكنها حاسة غير مدربة بل نحن نغفل عنها أنا لا أحب أن أسجن الألوان في دلالات ورموز بعينها.
اللوحة عند وفاء قصة أم فكرة ؟
فاللوحة لدي قصة تحمل أفكارا ً، وأفكارا ً تحمل قصصا ً، فاللوحة عندي يجب أن تكون بها رؤى ومعان عديدة، فاللوحة التي تحمل أو تقرأ بوجه واحد هي لوحة فاشلة بالنسبة لي كوني لا أرسم طبيعة مجردة، ولكي تقرأ اللوحة بعدة أوجه لابد وأن تحمل أفكارا ً أصيغها بشكل سردي كما هو نصي الشعري.
يقال أيضا ً إنك قادرة على تسخير أدواتك في انسيابية للتعبير عن أفكارك في إطار من التناغم الشديد مما يمنحك بعدا ً شعوريا ً رائعا ً هل هذا صحيح ؟
هناك مثلث ذهبي استقررت عليه وأتحرك داخله ( تجريدي - تعبيري - رمزي ) والعين المدربة واليد التي تمارس العمل باستمرار لتسير مع تلك العين وتعرف متى أستخدم فرشاة أو سكينا أو غير ذلك من المواد المضافة لإعطاء وتوصيل الفكرة التي أريدها. وأنا أعتقد أنني أصبحت أمتلك رؤيتي الخاصة ومفرداتي التي تتحقق وتتطور بانسيابية وصدق دون افتعال ومغالاة، وقد اعتمدت في هذا المعرض على الحدس والقلب لأن كيمياء المادة تجنح دائما ً نحو الروح. وقد اشتغلت على البعد النفسي والموسيقي والروحي أكثر من الأبعاد الفيزيائية المرتبطة بالظل والنور – المنظور. أثناء تنفيذ العمل أضع في اعتباري أن اللوحة أحادية النسخة ولن تتكرر لذا أوفيها حقها فكريا ً ولونيا ً.

الأكثر قراءة