فرق شعبية تناشد "جمعية الثقافة والفنون" بالاهتمام بالفن القديم

فرق شعبية تناشد "جمعية الثقافة والفنون" بالاهتمام بالفن القديم

فرق شعبية تناشد "جمعية الثقافة والفنون" بالاهتمام بالفن القديم

مجموعة من الكبار في السن، يجتمعون مع نهاية كل أسبوع لممارسة ما يعشقونه من الفنون الشعبية المتنوعة، التي ميزت بلادنا عن سائر الدول الأخرى، ويسعون كذلك إلى استعادة ذكرياتهم الجميلة التي عاشوها أيام الصبا.
تميزهم مقاومتهم لعامل السن، والظروف المادية الضعيفة، التي يعانونها، وهم أحوج ما يكونون إلى الدعم المادي كونهم متمسكين بهذا الإرث التراثي من الفنون الشعبية لأكثر من ربع قرن، تجمعهم الزيارات المتبادلة والحفلات المشتركة مع فرق الفنون الشعبية الأخرى في دول الخليج العربي، محاولين إبراز فن بلادهم التي ينتمون إليها، وسط أجواء من المحبة والإخاء.
ويؤكد لـ"الاقتصادية"أبو وليد وهو عضو في فرقة للفنون الشعبية، أن أعضاء فرقته يجتمعون مرة واحدة في نهاية الأسبوع، في استراحة اشتروها وهيأوها لتكون مقرا دائما لممارسة فنهم الشعبي، وتبلغ تكلفة السهرة الواحدة 500 ريال، مضيفا أن عدد أعضاء الفرقة يتراوح ما بين 30 إلى 40 شخصا، ويتم جمع "القطة" الشهرية من الأعضاء وقدرها 100 ريال كرسوم عضوية، لتوفير جميع المستلزمات التي يحتاجون إليها طوال شهر كامل، مبينا أن عمر فرقته يقارب الـ 40 عاما.
وأوضح أبو وليد أن هناك من أعضاء الفرقة من حال بينهم وبينه الموت، وحل محلهم عناصر أخرى شابة تعشق الفن الشعبي القديم.
ومن جانبه، أوضح ناصر الدوسري رئيس فرقة "بن ناصر" للفنون الشعبية والسامرية، أن هناك أنواعا متعددة من الفنون ومنها العرضة النجدية، السامري الدوسري، الخبيتي، مبينا أنه معاصر للسامري منذ 35 عاما، واستلم رئاسة الفرقة في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن هناك زيارات متبادلة بينهم وبين عدد من الفرق الشعبية في الكويت، قطر والبحرين، معتبرا أنهم وبقية الفرق الشعبية الخليجية امتداد لتراث واحد.
وعن المشكلات التي يعانونها أوضح الدوسري، أن الحالة المادية هي أبرز المشكلات التي يعانونها، إذ يدفعهم عشقهم لفن السامري إلى الإنفاق على إحياء الحفلات على حسابهم الخاص، ويقول:" نبحث أحيانا عمن يساعدنا في تغطية التكاليف، ونحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الدين الذي يلاحقنا أينما كنا".
وزاد الدوسري أن جمعية الثقافة والفنون لم تبد أي اهتمام لمطالبهم، بضرورة دعمهم للفرق الشعبية التي يقارب عددها عشر فرق في المنطقة الوسطى، وحمل الجمعية مسؤولية قتل الفن الشعبي، ماعدا المناسبات الكبرى كـالأعياد، والمهرجانات السنوية.
وقال:" كنا نجتمع قبل 35 عاما في وسط الرياض، وتحديدا في "منفوحة"، على شكل مراحل، المرحلة الأولى كانت في منزل يدعى منزل أم خلوي، وسرور، وبن كريديس، حيث تقام فيه مناسبات الزواج ونحوها، ثم تطور الأمر، وأصبحنا نذهب إلى البراري، ثم في المرحلة الأخيرة أصبح التوجه إلى الاستراحات لكونها قريبة، مبينا أن تكلفة الحفلة تبلغ 3500 ريال.
وينفي عبد الرزاق الدخيل عضو في فرقة للفنون البحرية والشعبية في دولة الكويت، ما وجه إليهم من اتهامات بسرقة الألحان الشعبية السعودية وتجديدها لتنسب إليهم كألحان شعبية كويتية.
وعن رأيه في الفن الشعبي السعودي أضاف عبد الرزاق، أنه أكثر من رائع، خصوصا أن المملكة تضم العديد من الفنون الشعبية المتنوعة الكثيرة، خلافا لبقية دول الخليج.
ومن جهته، أشار محمد بن إبراهيم الميمان المشرف على لجنة الفنون الشعبية في الجمعية السعودية للثقافة والفنون، إلى أن الجمعية تسهم في الدعم المالي لمناسبات الفنون الشعبية سواء كانت الداخلية والخارجية، والتي تنفذها على مدار السنة، مؤكدا أنه يشارك في الدعم الأمانة العامة لمدينة الرياض والمختصة في مناسبات الأعياد، والهيئة العليا للسياحة، المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية".
وأضاف الميمان أن كثرة الفرق الشعبية وتشابه وتقارب الألوان التي يؤدونها أدى إلى عدم تلبية رغبات كل فرقة على حدة، لما تتمتع به المملكة من اتساع في المساحة وكثرة الفرق الشعبية فيها والتي تقدر بنحو 46 فرقة تابعة للجمعية وفروعها.
وعن أبرز الفنون الشعبية التي يتم إحياؤها سنويا بين أنها فرقة الدرعية التي تؤدي العرض السعودية، وذلك في مناسبات الجنادرية، والأعياد، واليوم الوطني، مشيرا إلى أن الجمعية لديها الكادر والفرق، ويبقى الدور على أمانة مدينة الرياض وهيئة السياحة لتقديم الدعم المالي.
ولفت الميمان إلى أنه على حسب المناسبة، ووقتها، والأيام التي سيتم إحياء الحفل فيها، وهل هي داخلية أو خارجية، يمنح الفرد المكافأة المناسبة، موضحا أن الفرقة القائمة على أساس سليم، وتسعى هي الأخرى في تطوير أدائها، والتنويع في الألوان والأدوات لكل لون شعبي، فضلا عن ملاءمة الملابس لهذه الألوان، تصل بذلك إلى إرضاء الجماهير واستمتاعهم بأدائها.
وناشد الميمان المراكز السياحية في المملكة السماح بالفرق الشعبية بتأدية فنونها وجعلها من ضمن البرامج السياحية في المركز.

الأكثر قراءة