أطياف "الكنانة" تتحد خلف جثمان نجيب محفوظ

أطياف "الكنانة" تتحد خلف جثمان نجيب محفوظ

أطياف "الكنانة" تتحد خلف جثمان نجيب محفوظ

تقدم أمس الرئيس المصري حسني مبارك مشيعي جنازة الأديب العالمي نجيب محفوظ من مسجد آل رشدان في مدينة نصر في القاهرة حيث بدأت مراسم التشييع بوضع جثمان الفقيد على عربة مدفع تجرها خيول وملفوفة بعلم مصر بعد الصلاة عليه حيث شارك في تشييع الجنازة رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف ورئيس البرلمان المصري الدكتور أحمد فتحي سرور ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف وشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وعدد كبير من الوزراء والمفكرين والأدباء وقيادات القوات المسلحة وسفراء الدول العربية والأجنبية.
كما تقدم مراسم حملة أكاليل الزهور وحملة الأوسمة والجوائز التي حصل عليها الفقيد الكبير في حياته منها قلادة النيل وهي أغلى وسام في مصر.
ومن اللافت في مثل هذه المناسبات أنه تمت إقامة تشييعين للأديب الراحل نجيب محفوظ تم الأول من مسجد الإمام الحسين التزاما بوصية الراحل المقيم والتي شهدها الآلاف من المواطنين والقيادات الرسمية والشعبية إلى مسجد آل رشدان. والذي انطلقت منه الجنازة في تشييع رسمي.
وشارك نحو 200 شخص من أصدقائه بينهم المخرج السينمائي توفيق صالح والروائيان جمال الغيطاني ويوسف القعيد ورئيس تحرير الأهرام الأسبوعي محمد سلماوي، وعدد من الروائيين المصريين بينهم عزت القمحاوي والشاعر إبراهيم داود والناشر محمد هاشم.
وكانت ساحة الحسين لحظة وصول الجثمان في عربة إسعاف، شبه خالية باستثناء رجال الأمن الذين توزعوا في مداخل الميدان المؤدي إلى مسجد الحسين الذي أوصى الراحل أن يصلى عليه فيه.
وأم صلاة الجنازة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الذي قال في كلمة إن "نجيب محفوظ أحد مفاخر مصر وإنه قيمة عالمية خرج بأدب مصر من المحلية إلى العالمية ورفع من قيمة الأدب العربي عاليا".
كما أكد مفتي الديار المصرية محمد علي جمعة أن "محفوظ أحب مصر وشعبها وآل البيت وأخلص لعمله ولوطنه وأوصى أن يصلى عليه في مسجد الحسين حفيد الرسول في المكان الذي شهد مولده ليكون بداية ونهاية لرحلته"، في إشارة إلى رواية محفوظ "بداية ونهاية".
والمعروف أن منطقة الحسين وسط القاهرة الفاطمية هي المنطقة التي استلهم منها شخصيات أعماله وأعربت أسرته والمقربون منه عن سعادتهم لتنفيذ وصية الراحل الأديب نجيب محفوظ بأن تشيع جنازته من مسجد الأمام الحسين الذي يقع على بعد خطوات قليلة من المنزل الذي ولد فيه في حي الجمالية.
وكان المشيعون قد خرجوا من مسجد الإمام الحسين في جنازة شعبية حاملين جثمان الأديب الراحل نجيب محفوظ حيث توجهوا إلى مسجد آل رشدان في مدينة نصر لاستكمال تشييعه في الجنازة الرسمية.
ونعى الفقيد، كل من الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف والدكتور علي جمعة مفتي مصر بكلمات مماثلة، معربين عن تقديرهما لدوره ومكانته الأدبية الكبيرة التي وصلت بالأدب المصري إلى العالمية.
ولا شك في أن نشأة الأديب الراحل في حي الجمالية أثرت كثيرا على تكوين شخصيته الأدبية، إذ استلهم الكثير من إبداعاته من وحي هذا الحي الشعبي.
ورغم أن والده كان موظفا بسيطا في إحدى الجهات الحكومية قبل أن يستقيل ليعمل في التجارة، إلا أن محفوظ استطاع أن ينال قسطا من التعليم لم ينله الكثيرون من أبناء جيله إذ تخرج من قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة فؤاد الأول القاهرة حاليا عام 1934.
وبدأ محفوظ رحلته في عالم الكتابة في الصحافة وذلك قبل تخرجه في عام 1928 في عدة مجلات واستمر في ذلك حتى عام 1936، حتى التحق بالسلك الحكومي كاتبا في إدارة الجامعة، ثم سكرتيرا برلمانيا لوزير الأوقاف عام 1939، ثم مديرا لمصلحة الفنون عام 1955، ثم مديرا عاما للرقابة على المصنفات الفنية عام 1959، وتولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة السينما عام 1966، ثم مستشارا لوزير الثقافة عام 1968.
ورغم كل هذه المناصب الإدارية إلا أن إبداع نجيب محفوظ الأدبي لم يتوقف لحظة، فقد نشر أولى إبداعاته عام 1932 بعنوان "مصر القديمة" وآخر ما نشر له رواية "فتوة العصوف" عام 1999، بينما كانت آخر أعماله رواية "أحلام فترة النقاهة"، ومن أشهر ما كتب الأديب الراحل الثلاثية الشهيرة "بين القصرين"، و"قصر الشوق"، و"السكرية" التي أرخت للحياة في مصر على مدار نحو 50 عاما منذ ثورة 1919 وكانت هي الأبرز وفتحت أمامه الطريق واسعا مفروشا بالورود لنيل جائزة "نوبل" في الآداب عام 1988.
وبلغت شهرة الأديب الراحل آفاقا لم يبلغها أديب عربي من قبل، إذ فاز نجيب محفوظ عام 1988 بجائزة نوبل في الآداب كأول مصري وعربي يفوز بهذه الجائزة، كما ترجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات.

الأكثر قراءة