روزنفط تطرح مزيدا من أسهمها للاكتتاب العام في بورصة موسكو
بدأت مجموعة (روزنفط) الروسية عرض أسهم شعبية جديدة لها علي المواطنين الروس. وبالفعل سيحظى المستثمرون الخاصون على حصة تراوح بين 500 و600 مليون دولار فقط من الحجم الإجمالي والذي يبلغ نحو 11.6 مليار دولار وهي أسهم مجموعة النفط الحكومية. ويتم الإقدام على شراء تلك الأسهم منذ أسابيع ضمن حملة شاملة.
اللوحات المُعلّقة على الكثير من المناطق في العاصمة الروسية كانت تحمل الكلمات التالية: "هل تريد أن تصبح أحد مالكي مجموعة روزنفط . والآن، أغلقت سندات الطلب كافة للعرض. ولأول مرة سيتم تداول أسهم روزنفط في أسواق موسكو ولندن. ويقول أندريه كاسمين مدير سبير بنك إن من يقتني لنفسه حصصاً من مجموعة روزنفط يوفر لنفسه فرصة جيدة في ضمان ادخاره ما قبل تراجع القيمة بفعل التضخّم. وتُدير صناديق الادخار OAO التابعة لـسبير بنك الاتحاد المالي والذي يرافق الدخول إلى البورصة. وهذه من المحتمل أن تسجّل من 8 إلى 9 في المائة خلال هذا العام. ولا تبدو الفرص مقابل ارتفاع سعر أسهم روزنفط فوق معدل التضخّم سيئة، حيث إن الشروط العامة تعِد بالنمو: فقد تضاعفت مؤشرات البورصة في غضون عام واحد إلى ما يزيد على الضعف. وارتفعت المؤشرات وحدها منذ بداية العام برغم التعديلات الأخيرة نحو الثلث.
ويشير المحللون، إلى أن قيم الأسهم الروسية أقل من القيم المفروضة، ولهذا يتوقعون المزيد من الأرباح على الأسعار. لقد كان رنين الحملة الترويجية لمجموعة روزنفط من خلال البث التلفزيوني، وفي الصحف اليومية أكبر بكثير مما كان متوقعا. وفي غضون الأيام الثلاثة الأولى للمدة المحددة من الدعوة حظي ( سبير بنك ) بنحو عشرة آلاف طلب رغم أن عرض الحد الأدنى تم تحديده بنحو 15 ألف روبل أي بما يعادل نحو ( 555 دولارا) وهو ما يعتبر سعرا باهظا جدا بالنسبة للمستهلك العادي فمعدل الدخل الروسي يبلغ نحو عشرة آلاف روبل شهرياً. وبالفعل لم يعمل الكثير من الروس على تحميل أنفسهم أعباء أخذ فرصة دخل إضافي من البورصة. وإضافة إلى هذا، يظهر الترويج الإعلامي الذي تنقصه التغذية السياسية أنه قد تحدّث إلى الناس عامة، حيث يمكنهم الآن أن يكونوا مالكين مشاركين في الثروة النفطية الروسية بصورة غير مباشرة. ولهذا وقف زوجان روسيان خلال الترويج التلفزيوني، يبتسمان لحظهما الوفير في الحصول على أسهم.
في غضون ذلك برزت الكثير من الدورات التدريبية على الإنترنت للملتحق الناشئ في البورصة بينما اتخذ تداول الأسهم عبر الإنترنت المزيد من الشعبية. وأبدت شركات السماسرة المرافقة فرحتها حيال كسب المزيد من الزبائن الجدد. و لم يتم التصريح عن الفترة المحددة التي اكتشف فيها الروس البورصة. ولكن هناك إشارة إلى أن الانهيار المفاجئ في المالية الحكومية عام 1998، والخسائر المرتبطة بها في الأرصدة الادخارية في البنوك، لوّحت بنقطة تحوّل. وبحث الناس حينها والشكوك تملؤهم عن دخل إضافي، وبحث الأذكياء منهم على الأقل عن حظهم سريعاً في أسواق البورصة.
وفي الوقت الراهن اكتسبت هذه الطريق شعبية أكثر. وخلال نصف العام الأول وحده ارتفع عدد المستثمرين الخاصين في بورصة موسكو من 45 ألفا إلى نحو 160 ألف مستثمر. ولا عجب، أن صغار المستثمرين يمنون أنفسهم بأرباح كبيرة من خلال شراء أسهم مجموعة روزنفط. ولأن الحكومة ستمتلك الكلمة في المجموعة، بدا الأمر بالنسبة للكثيرين على أنه تغطية وحماية ضد تجريد المتداولين في مجموعة يوكوس التي تم تأميمها مع نهاية عام 2004 وكان على المستثمرين نظراً لهذا قبول خسائر الموجودات الضخمة.
وأعلن سيرجي بوجدانتشيك مدير روزنفط أن نحو ثلث الأسهم المعروضة من المفترض أن تعود بإيراد قدره 11.6 مليار دولار، لكن حصة الأسد من حجم الأموال الكبير الموزّعة ستذهب على أية حال إلى كبار المستثمرين. وقيل في موسكو، إن (سبير بنك) والذي طُلب منه الموافقة على العروض في روسيا، وافق مباشرةً في فترة وجيزة على طلب بقيمة المليارات من هذه الدائرة. ولكن يبقى الجدال، فيما إذا كان أصحاب النفوذ في السوق وحدهم قد حوّلوا الميزان، حيث لن يكون في إمكانهم قول شيء في هذا، حيث تم في النهاية تخصيص نحو 15 في المائة فقط من مجموعة روزنفط.