الترقية الجديدة تحتاج إلى سيناريو تنفيذي وعملي
تتوجه إلى مقر عملك في أحد أيام الإثنين لتتلقى موجة من المصافحات العاطفية من المهنئين بترقيتك الجديدة. وتلك هي الفرصة التي كنت تعمل من أجلها طوال مسيرتك الوظيفية، أي فرصة مساعدة شركتك في الانتقال إلى أسواق جديدة، وطرح منتجات جديدة. فالمنصب الجديد يمنحك الكثير من النفوذ وفرص القيادة. وإذا ما نجحت في ذلك، فإن أموراً كبرى على صعيد العمل سوف تلوح في الأفق.
يبدو كل شيء رائعاً بشرط أن تكون قادراً على جعله كذلك، حيث إن الترقية تعني في كثير من المؤسسات مجرد ترك عمل والتحرك لإشغال عمل آخر. ولا يميل الكثيرون منا إلى أن يتركوا وراء ظهورهم تلك المسؤوليات التي اعتادوا على ممارستها خلال عملهم القديم. ويمكن ألا تكون بعض الشركات، وبالذات الصغيرة منها، جيدة الأداء فيما يتعلق بعمليات الترقية. والشركات التي تركز عن عمد على مساعدة نفسها لتحقيق أهداف كبرى، لا تأبه كثيراً بمن يتولى مسؤولياتك القديمة. ويمكن أن تكتفي بعض الشركات بأن تستمر أنت في ممارسة تلك المسؤوليات.
غير أن ذلك ليس بالأمر العملي الناجح. فإذا لم تستطع تحرير نفسك تماماً من مهام عملك القديم، فلن تستطيع أن تؤدي بأفضل طريقة ممكنة في الوظيفة التي تمت ترقيتك لشغلها، ولا بد لذلك من مراعاة الأمور بحيث تجعل مهمتك الأولى في الوظيفة الجديدة هي تحقيق الانتقال الناجح من الوظيفة القديمة، بحيث تترك مسؤولياتك إلى من هم قادرون على توليها. وهنالك وسائل عدة لمعالجة القضايا الخاصة بفترات الانتقال، طالما كانت هنالك شركات تعمل، وأشخاص تتغير مهامهم الوظيفية. وتبدو النقاط الخمس التالية أموراً يمكن أن تساعدك في هذه المرحلة:
هل هنالك شخص مناسب ليتولى مهامك السابقة، أو هل من بين أعضاء القسم أو الوحدة من يصلح لذلك؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب، فعليك أن تبرز هذا الشخص، وتساعد في توليه مسؤولياتك القديمة.
هل هنالك مرشح واعد لشغل تلك الوظيفة دون أن يكون جاهزاً تماماً لذلك؟ إذا كان الجواب بالإيجاب، فهل لديك الاستعداد لتخصيص وقت للإشراف عليه ومساعدته في إتقان مهامك السابقة خلال ستة أشهر، بحيث يسهل عليه تسلم تلك المهام؟
هل يمكن توزيع مهامك القديمة بصورة فعالة بين عدد من الأشخاص؟ إن هذا الحل يمكن ألا يكون في جودة إيجاد شخص واحد لتسلم المهام، ولكن يمكن أن يكون عملياً خصوصاً إذا كانت الشركة لا ترغب في تعيين موظفين جدد. وسوف تحتاج في هذه الحالة إلى التفكير بطريقة توزيع تلك المهام. فإذا كنت في مجال المبيعات مثلاً، فإن ذلك يعني تقسيم العمل للتعامل مع مواقف وزبائن مختلفين. وربما يتم تكليف كل وحدة كنت تشرف عليها بإنجاز مهمة معينة من مهامك السابقة.
هل يمكن حمل بعض المهام معك؟ وترك مهام أخرى لمن يتولون الأمور بعدك؟ إن عدم وجود خطة واضحة للإحلال الإداري في الشركة يمكن أن تفرض عليك اختيار بعض المهام التي تحملها معك، وأن تترك بعض مهامك السابقة للآخرين. وهنا يتم اختيار الأمور التي يمكن أن تنسجم مع مهامك الجديدة، بحيث تستمر في متابعتها. ويتعلق السؤال هنا بقدرتك على الاستمرار في تحمل المهام المختارة دون إحداث تشويش في مسيرة العمل.
والسؤال الحاسم هنا هو: كيف ستروج لقبول تخطيطك لعملية الانتقال؟ وما مدى أثر ذلك على المحيطين بك، وبالذات رئيسك في العمل؟ عليك أن تفكر ملياً بالأمر لاختيار السيناريو المناسب لك ولسير العمل، وأن تتحرك في تنفيذ ذلك خطوة بعد خطوة.