من المسؤول عن بقاء خريجات دورات الجمعيات الخيرية بلا عمل؟

من المسؤول عن بقاء خريجات دورات الجمعيات الخيرية بلا عمل؟

من المسؤول عن بقاء خريجات دورات الجمعيات الخيرية بلا عمل؟

تتزايد الجهود المبذولة لدمج الفتاة السعودية في سوق العمل وتدريبها على مجالات مختلفة وخاصة من قبل الجمعيات الخيرية والقائمات عليها بالتعاون مع بعض القطاعات الخاصة، التي تعقد عشرات الدورات المختلفة المجانية في فصل الصيف، ومن هذه المجالات تأهيل الفتيات في مجال التجميل والعناية بالشعر والأظافر، في الوقت الذي تتصارع فيه الفتيات السعوديات مع الوافدات للعمل في المشاغل النسائية، ولكن دون جدوى، رغم ارتفاع عدد المتخصصات منهن إلى المئات.
وتتعدد الصعوبات التي تواجه الفتيات في هذا الصدد حيث تقول ليالي عبد الله حاصلة على عدد من دورات التجميل من جمعية الوفاء الخيرية في الرياض: حصلت على دورات مكثفة من خلال الجمعية مع 30 فتاة للانخراط في سوق العمل حيث وفرت لنا الجمعية كل ما نحتاج إليه, إضافة إلى المكافأة الشهرية ومدربات متخصصات في التجميل، وعندما بحثنا عن عمل لم نجد أي مشغل أو مركز نسائي يستقبلنا للعمل لديه، رغم توفر عشرات المشاغل في كل شارع وحي من أحياء الرياض.
وتضيف " الاعتماد الكبير في المشاغل على العاملات الأجنبيات من جنسيات آسيوية أو مغربية، كما أنه ورغم انخفاض إمكانيات الكثيرات منهن وتفاقم مشاكل المشاغل لكن مازال هناك إصرار من قبل سيدات الأعمال والمستثمرات في هذا المجال على هذه العمالة الوافدة".
وترجع إيمان العبيدي صاحبة مشغل نسائي أسباب عدم قبول الفتيات السعوديات في العمل في تلك المحال إلى عدم ثقة الزبائن بمقدرة الكوافيرة السعودية وتفضيلهم بالدرجة الأولى للأجنبيات، وتضيف"هناك أسباب أخرى تتمثل بعدم التزام الفتاة السعودية بالعمل اليومي وتذمرها من العمل وهو ما يخيف صاحبة المشغل التي إذا اعتمدت على وجود فتاة غير ملتزمة سوف يلحق ذلك بها الخسائر الكبيرة".
وتقول العبيدي" ولأن العمل في المشغل لا يحتمل التأجيل لذا ترى الكثيرات من صاحبات المشاغل أن توظيف السعودية مغامرة كبيرة لا يمكن تحمل نتائجها بالإضافة إلى الأسباب الثانوية مثل رفض الفتاة السعودية الرواتب التي تحصل عليها الأجنبية التي تقبل بأي راتب وتعمل لأوقات طويلة لا يمكن للفتاة السعودية الالتزام بها".
من جهتها تؤكد تهاني حماد، وهي حاصلة على 13 شهادة تدريب في التزيين وفنون التجميل، أنها بحثت كثيرا عن وظيفة في أحد مراكز التجميل، ولو براتب متدن، إلا أنها فشلت في ذلك".
وقالت" انخرطت في 13 دورة منها دورات مجانية في عدد من الجمعيات الخيرية في الرياض وأخرى كانت مدفوعة من خلال مراكز التجميل وتدربت لعدة شهور على أيد مختلف الخبيرات، ولكنني لم أحصل على وظيفة في هذا المجال رغم الجهود التي تبذلها الجمعيات لتوظيفنا، لذا اتجهت مع إحدى صديقاتي إلى العمل من خلال البيت حيث اشترينا بعض الأدوات اللازمة للعمل, ولكننا ما زلنا نطمح إلى العمل في مراكز تجميل متخصصة".
وتمنت تهاني أن تعمل الجمعيات التي تقوم بتدريب الفتيات على إقامة مشاريع ومعارض تضم نماذج لأنشطة المتميزات من خريجات التجميل، حيث تدعم بذلك إرادات الجمعية، وفي الوقت ذاته توفر فرص عمل للفتيات.
أما سعدة الدوسري كوافيرة في مشغل نسائي في حي العزيزية فتتحدث عن تجربتها قائلة" تمكنت من تعلم فنون التجميل من خلال إخصائية تعمل في مشغل والدتي وعندما انتهى عقد عملها قررت أن أعمل مكانها فشجعتني والدتي على العمل بعد أن أثبت لها جدارتي, ولكن كانت المشكلة الأولى هي هروب السيدات من المشغل حين يعلمن أنني من تتخصص في وضع المكياج والزينة حيث تصاب السيدات بالدهشة وكثيرا ما استرجعت بعضهن النقود بعد دفعها لرفضهن لي وعدم قناعتهن بخبرتي".
وتضيف" رغم إصابتي بالإحباط الشديد لكني قررت أن أبذل قصارى جهدي لترويج عملي وهذا الذي تمكنت منه بعد جهد طويل وبمساعدة والدتي" مشيرة إلى أنها تدعم توظيف السعوديات وتدريبهن بالمشغل لكن لم يصادفها أن تقدمت لها أي فتاة تبحث عن عمل في مجال التجميل وكانت أغلب المتقدمات يبحثن عن فرصة وظيفية في الاستقبال.
أما الصعوبات التي تواجه السعوديات اللاتي يعملن في المشاغل النسائية فتحددها ابتهال ماجد إخصائية تجميل سعودية وهي, على حد قولها, صعوبات خاصة بقلة الخبرة حيث إن أغلب الفتيات لا يملكن الخبرة الكافية في فنون التجميل ويعتمدن على دورات بسيطة ربما لا تكفي لتأهيلهن التأهيل الجيد وذلك لأن فن المكياج أداء متميز يجب أن يظهر نتائجه بسرعة، في حين أن المشكلة الثانية،هي ضعف الرواتب في المشاغل إذ تراوح بين 800 ريال و1500 في الوقت الذي يجب على الموظفة أداء عمل يفوق الثماني ساعات وعلى فترتين صباحية ومسائية ما يتطلب منها الكثير من الوقت والجهد وهنا لا تعمل المشاغل لتقديم مكافأة تشجيعية وخاصة في المواسم.
وتستطرد" وهناك مشاكل خاصة بالتعامل مع بعض المواد الضارة والتعرض لها يوميا مثل الأصباغ التي تنبعث منها الكثير من الروائح الضارة ويبقى التعامل الصعب والصدام مع الزبائن مشكلة قائمة ويومية تواجه العاملات في المشاغل حيث إن إرضاء الجميع غاية لا تدرك".

الأكثر قراءة