استشراف مستقبل الموهوبين والتخطيط لهم برعاية الملك

تنطلق اليوم السبت ورش العمل التدريبية الخاصة بالمؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة بمشاركة خبراء عالميين في مجال رعاية الموهوبين, وذلك في عدد من الفنادق في محافظة جدة.
وستشهد جدة غدا الأحد الافتتاح الرسمي للمؤتمر الذي سيكون برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تحت شعار «رعاية الموهبة.. تربية من أجل المستقبل», الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في مدينة جدة خلال الفترة من (2 إلى 6 شعبان 1427هـ).
وفي هذا السياق، كشف لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد الله بن محمد الجغيمان رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العلمي الإقليمي للموهبة, أن طلابا سعوديين موهوبين حققوا إنجازا علميا جديدا في صناعة المناظير الطبية بعدما ابتكروا طريقة لصنع منظار طبي علمي بتكلفة لا تتجاوز 400 ريال بديل عن المنظار الطبي العلمي المستخدم في مستشفيات العالم, التي تصل قيمته مئات الآلاف من الريالات.
وقال إن هذا المشروع العلمي الذي سيعرض في المؤتمر استحسنه كثير من الخبراء والأطباء العاملين في الحقل الطبي, حيث إنه يؤدي نفس خصائص المنظار العلمي المستخدم حاليا في كليات الطب والمختبرات الطبية.
كما كشف الدكتور الجغيمان عن أن المؤتمر سيشهد عرض ما يقارب من 12 براءة اختراع علمية خاصة بموهوبين سعوديين حصلوا بموجبها على جوائز عالمية، إضافة إلى عرض الكثير من الاختراعات المشاركة.
وأوضح أن المؤتمر سيشمل تجارب الدول في رعاية الموهوبين خاصة تلك التجارب التي عاشت ومرت بظروف شبيهة بتلك التي مرت بها المملكة مثل كوريا الجنوبية وماليزيا والصين, وكيف كان لها الأثر في النقلة النوعية التي تشهدها البلاد.
وذكر أن تجربة كوريا الجنوبية جديرة بالاهتمام, حيث إنها استطاعت استثمار الموهبة وتسخيرها لتنمية البلاد وتمكين الدولة خلال 30 سنة من القفز من دولة فقيرة لا تملك مقومات الدول الكبرى إلى دولة صناعية متقدمة من الطراز الأول, وسر اهتمام هذه الدولة بالنخبة من مواطنيها المتفوقين والمتميزين.
وأفاد أن التجربة الماليزية ستكون حاضرة في المؤتمر, وكيف كان اهتمام الدولة الماليزية بنشر ثقافة الإبداع وأثر ذلك في الاقتصاد الماليزي الذي يعد اليوم من أقوى اقتصادات العالم صناعيا وتكنولوجيا, إضافة إلى تجربة الصين التي يلقيها أحد أهم الخبراء الصينين الباحثين في مجال الموهبة, وسيتعرض خلال محاضراته دراسة قام بها استغرقت 27 عاما يبين فيها أثر الموهبة في الصين في الحركة الاقتصادية الصينينة التي أصبحت اليوم أقوى اقتصادات العالم ومنافسا قويا للاقتصاد والصناعة الأمريكيين.
واستطرد الجغيمان أن هناك متحدثة عالمية وخبيرة في مجال رعاية الموهوبين من جنوب إفريقيا ستتحدث عن تجربتها الفريدة في فكرة دمج مادة الرياضات بأسلوب مهاري, لتتحول من مادة صعبة إلى مادة ممتعة ومسلية. إضافة إلى متحدثين من الوطن العربي وجامعات الخليج العربي والدول العربية وعرض التجارب المحلية والدراسات العلمية العالمية الأخرى.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر لن يكون مؤتمرا تقليديا بمعنى أنه لن يقتصر على إقامة دورات وورش عمل وإلقاء المحاضرات الرئيسة, وإنما سيكون خروجا على المألوف والمعتاد في مثل هذه المؤتمرات, وسيتضمن فعاليات مختلفة في داخل أروقة المؤتمر وخارجها, منها أركان تفاعلية لبعض الموهوبين ومعرض متكامل للبنين والبنات لعرض منتجاتهم الابتكارية التي طوروها وعرضوها خلال السنوات الماضية.
وأفاد أن المؤتمر سيشهد إقامة ليلة اسمها "ليلة الإبداع" ستتيح فرصة عرض إبداعاتهم في هذه الليلة, وهي مجموعة فعاليات متنوعة تقدم من قبل الموهوبين على فترات متعددة وسيشارك فيها موهوبون معوقون إلى جانب إخوانهم الموهوبين العاديين.
مضيفا أن هناك برنامجا آخر يتيح لمرتادي الأسواق التجارية التفاعل مع المبدعين والموهوبين من الطلاب الذين سيعرضون مواهبهم وابتكاراتهم أمام الجمهور ضمن برنامجي (هذا اختراعي) و(كن مبدعا)، كما أعلن عن برنامج نوعي مهم متقدم للموهوبين يطبق لأول مرة في الوطن العربي, وهو برنامج (القيادة), وهو برنامج معد للطلاب الموهوبين وسيوفر فرصا جيدة لمقابلة نماذج من القيادات المحلية في المجتمع السعودي في مجالات مختلفة، وهو يمثل منهجا لنمو المهارات القيادية لديهم وتطورها، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للموهوب لأن يستمع إلى هؤلاء القادة وأن يتحاور معهم في قضايا المجتمع المعاصرة في مختلف المجالات.
وأضاف أن فلسفة البرنامج تقوم على أن الموهبة القيادية ليست شيئاً موروثاً كلية كما يعتقد كثير من الناس، بالتأكيد هناك استعداد معين لدى هؤلاء الأفراد يتعلق بالذكاء الاجتماعي والذكاء الشخصي والذكاء العملي، تظهر القيادة بوضوح اعتمادا على البيئة الثقافية والاجتماعية والمواقف التي ينمي من خلالها الأفراد قدراتهم القيادية.