"أنتل" تتجاوز الأزمة بأنظمة معالجة لأجهزة الكمبيوتر المنزلية
تواجه شركة ( أنتل ) كبرى شركات تصنيع وحدات المعالجة الدقيقة في العالم حرب أسعار من منافستها الأمريكية ( إيه إم دي) كما أنها سجلت في الربع الثاني من العام الجاري خسائر كبيرة في الأرباح. فبالمقارنة مع العام الماضي بلغ الربح الصافي للشركة 0.89 مليار دولار أي تراجع بنسبة 57 في المائة فيما هبط حجم المبيعات بنسبـة 13 في المائة ليصل إلى 8.01 مليار يورو. تبعا لذلك وقع سعر سهم الشركة ( أنتل) التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تحت ضغوط على الرغم من أن بعض المحللين توقع أرباحا أقل من تلك المحققة.
وفي حرب المنافسة على غزو سوق المعالجات الدقيقة مع الشركة (إيه إم دي) اهتزت دعائم الشركة ( إنتل) وانتهجت تبعا لذلك مسار التعديل في هيكلة الشركة، حيث تم الاستغناء عما يقارب ألف وظيفة في القسم الإداري من الشركة، ولهذا السبب أنهكت أتعاب نهاية خدمات الموظفين الأرباح التشغيلية للشركة بما قيمته 300 مليون دولار. وكان لانخفاض المعدّل المتوسط لأسعار بيع وحدات المعالجة الدقيقة بصورة واضحة في الآونة الأخيرة التأثير المباشر على تكهنات أرباح الشركة للأرباع القادمة.
فللربع الحالي وضعت الشركة توقعات في حجم المبيعات، تدنّت عن توقعات المحللين، فالشركة (أنتل) تتوقع للربع الثالث من العام الحالي إيرادات تتراوح ما بين 8.3 و 8.9 مليار دولار، فيما يتوقع خبراء هذا القطاع بإيرادات للشركة تصل في المتوسط إلى تسعة مليارات دولار. من جانب آخر أعرب المحللون عن خيبة أملهم بالنتائج المقدمة، فقال ايريك روس من مؤسسة ثينك أيكويتي بارتنرس التابعة لوكالة رويترز البريطانية للأخبار إن نتائج حجم تعاملات الشركة تبعث على القلق. وعلى نفس النبرة صرّح كودي أكري من ستيفل نيكولاوس بأنه يتوقع أن هوامش الشركة الرائدة في تكنولوجيا المعالجات الدقيقة ستبقى حتى نهاية الربع الرابع تحت ضغط.
وفي الآونة الأخيرة استطاعت (أنتل) أن تحقق هامش ربح إجمالي ما نسبته 52.1 في المائة، وذلك أعلى من التوقعات التي عرضتها في نيسان (أبريل) الماضي التي بلغت 49 في المائة، لكن وفوق كل ذلك تبقي الشركة بعيدة كل البعد عن الهوامش التي كانت تحققها في السابق. وحول تراجع حجم المبيعات الحاد في السوق الأوروبية، حيث تراجعت بنسبة 24 في المائة إلى 1.38 مليار دولار، أرجعه متحدث باسم الشركة الفرعية في ألمانيا إلى قلة الطلب على شراء أجهزة الكمبيوتر خلال أحداث بطولة كأس العالم التي جرت التاسع من حزيران (يونيو) وحتى التاسع تموز (يوليو) في ألمانيا.
في المقابل تأمل الشركة بتقديم وحدات المعالجة الجديدة التي سيطرح الجزء الأكبر منها في الأسواق بوقت مبكر عن الذي أعلنته، كدفعـة اقتصادية إلى الأمام خلال النصف الثاني من العام الحالي، حيث صرح المتحدث الرسمي باسم الشركة قائلا : " نحن نمتلك أفضل قائمة بأنواع المنتجات منذ 15 عاما. كما أنه تم تفضيل الكثير من المنتجات التي طرحت في الأسواق". وفي هذا النطاق تتوقع أسواق المعالجات الدقيقة قدوم أول وحدة معالجة دقيقة ذات تكنولوجيا (رباعية نواة المعالج) للزبائن خلال الربع الرابع من هذا العام على الرغم من أن الوقت المخطط له أصلا لطرحها في الأسواق كان مطلع عام 2007.
كما ينتظر زبائن أجهزة الكمبيوتر المنزلي نظام المعالجات الجديدة واسمه (كور 2 دوو - Core 2 Duo) الذي سيتم عرضه لأول مرة في 27 تموز (يوليو). هذه المعالجات ستحل محل وحدات المعالجة المركزية نتل بينتيوم ) المستخدمة حاليا في كل أجهزة الكمبيوتر المنزلي تقريبا.
الرقاقات الإلكترونية الجديدة أعطت نتائج جبارة في اختبارات الفحص في مقارنة رقاقات الشركات المنافسة حيث تتميز رقاقات أنتل الجديدة بالأداء السريع والكفاءة العالية مع قلة استهلاك الكهرباء. إضافة إلى ذلك يتم حاليا لدى (أنتل) صناعة أغلبية وحدات المعالجة بعملية التصنيع الحديثة والمتطورة على أسس تكنولوجيا (65 نانومتر) حيث إن أنتل تعتبر من الشركات الرائدة عالميا في تكنولوجيا صناعة أشباه الموصلات، وتفوق جميع الشركات المنافسة.