ترقية "بيبسي" لتنفيذية ترتدي الساري الهندي.. ليست تملقا للجمهور
حينما عينت شركة بيبسي كولا أندرا نويي المسؤولة المالية الأولى الهندية المولد، كرئيسة تنفيذية جديدة لها كان لابد أن يربط المتهكمون هذا الإعلان, مع الصعوبات التي تواجهها المجموعة في الوقت الحاضر في الهند.
وكان قد تم حظر بيع المشروبين الغازيين كليهما، كوكاكولا وبيبسي كولا في العديد من الولايات الهندية بدواعي الخوف من التلوث.
ولكن في الوقت الذي توجد فيه نويي ـ مواطنة من ولاية تاميل نادو تشتهر بارتداء الساري الهندي في الرتب الوظيفية في شركة ببسيكو ـ يمكن أن يساعد ذلك على تحسين النظرة تجاه المجموعة داخل الهند، فمن الخطأ تصوير عملية تعيينها في هذا المنصب كمجرد خطوة ترمي إلى جذب انتباه الرأي العام.
وتصنف هذه الهاوية لعزف الجيتار الإلكتروني البالغة من العمر (50 عاما) منذ فترة طويلة كشخصية نجمها في صعود مستمر داخل شركة بيبسيكو، والخليفة الأكثر احتمالا لاستيف رينموند، الذي سوف يتنازل عن منصبه كرئيس تنفيذي في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل, ويتقاعد أيضا من منصبه كرئيس مجلس إدارة في أيار (مايو) المقبل.
ولدى المستثمرين معرفة أفضل لنويي بسبب منصبها كمسؤول مالي أول، غير أن هذه الوظيفة لم تنجح في الحد من نفوذها منذ التحاقها بالمجموعة قبل 12 عاما.
وفيما يمتدح رينموند بنجاحه في قيادة الشركة في إحدى أكثر الفترات نجاحا في تاريخها على مدى الأعوام الخمسة الماضية، إلا أن نوي هي التي رسمت معظم معالم الإدارة الاستراتيجية.
لعبت نويي دورا محوريا في إعادة هيكلة المجموعة في أواخر التسعينيات، شملت التخلص من أعمال المطاعم التابعة للشركة, وكذا الاستحواذ على مصنع كويكر الشوفان ـ وهي صفقة ساعدت بيسيكو على التفوق على شركة كوكا كولا, من حيث الأداء على مدى بضعة أعوام سابقة.
وقال رينموند: لقد أثبتت أنها شريكة لا تقدر بثمن طوال فترة عملي كرئيس تنفيذي, واستطرد: إنها لم تشارك في وضع رؤية الشركة وصياغة خططنا الاستراتيجية فحسب, وإنما لديها موهبة فائقة في تحويل الأفكار العميقة والخطط إلى واقع.
وقضت نويي فترة الـ 23 عاما الأولى من حياتها في الهند, وتعيد الفضل إلى جدها الملحاح في دفعها إلى ارتقاء سلم التعليم والوصول إلى كلية إدارة الأعمال في كالكتا, وأخيرا إلى جامعة ييل.
وفي جامعة ييل أظهرت نبوغا مبكرا وحيوية بالغة في أداء العمل الذي يوكل إليها وهي السمات التي جعلت منها منذئذ, أكثر التنفيذيين احتراما وتقديرا في صناعة المنتجات الاستهلاكية.
ونظرا لحاجتها الماسة إلى المصاريف، عملت في الدوام المسائي كموظفة استقبال أثناء دراستها بالكلية في الفترة الصباحية.
وكانت قالت ذات مرة "كونك امرأة وكونك أجنبية، يتوجب عليك أن تكوني أذكى من أي شخص آخر, ولكن ينبغي عليك أيضا أن تثابري في عملك".
وتعرف نويي بصرامتها التامة ورجاحة عقلها، ولكن هذه السمات الشخصية أدخلتها في مشكلة العام الماضي, إثر تعليقات مثيرة للجدل أدلت بها خلال حفل التخريج في كلية إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا.
وفي معرض حديثها شبهت أصابع اليد الخمس بقارات العالم وحددت الإصبع الوسطى بالولايات المتحدة قائلة للطلاب إذا استخدمت بشكل غير مناسب ـ تماما كالولايات المتحدة نفسها ـ فإن الإصبع الوسطى يمكن أن ينقل رسالة خاطئة وتدخلنا في ورطة.
واستطردت قائلة "لأن الولايات المتحدة ـ الإصبع الوسطى ـ تتحرك كثيرا فإن بإمكاننا أن نبعث رسالة خاطئة دون قصد ـ ولسوء الطالع أعتقد هذه الطريقة التي ينظر بها باقي العالم للولايات المتحدة في الوقت الحاضر".
وقوبلت هذه التعليقات بالاستنكار بوصفها شعورا غير وطني من قبل بعض مستخدمي الإنترنت الأمريكيين, وطالبوا بمقاطعة منتجات شركة بيبسيكو واعتذرت نويي عن هذه الإهانة.
وقالت "طوال السنين شاهدت ونصحت الآخرين بشأن كيف أن إشارة أو تعليقا غير مقصود يمكن أن يجرح الناس الأخيار المهتمين بشؤون الآخرين، ومع الأسف فإنني حاولت أن أبرهن رأيي الخاص.
ورحب المحللون بتعيين نويي وقال بيل بيسكوريللو المحلل لدى مورجان ستانلي: بالنظر إلى مشاركة أندرا في وضع استراتيجية، رؤية الشركة ووظيفتها الحالية كرئيسة ومسؤولة مالية أولى، فإننا نتوقع حدوث نقلة هائلة.