ابتكار المنتجات وزيادة الوعي
انضم لويدز تي إس بي Lloyds TSB إلى العصبة المتنامية من البنوك البريطانية التي تقدم منتجات مالية تمتثل للشريعة الإسلامية. في هذا المقال يناقش بول شيرين الطريقة التي يحاول فيها البنك تسويقها إلى مسلمي بريطانيا.
عالمياً وصل حجم أصول صناعة تمويل الأعمال المصرفية الإسلامية إلى قرابة 300 مليار دولار عام 2005، ويقدر معدل نمو السوق السنوي أكثر من 10 في المائة، وذلك وفقاً لأرقام حديثة استنتجها مجلس البنوك الإسلامية Council for Islamic Banks.
بوجود أكثر من 270 مؤسسة مالية إسلامية في أكثر من 40 بلداً، من الصعب التصديق بأن مسلمي بريطانيا سيصارعون من أجل إيجاد خدمات مصرفية تناسب معتقداتهم. بيد أنه في الوقت الراهن تتركز السوق بشكل رئيس في البلدان المسلمة في الشرق الأوسط، وفي شمال إفريقيا، وفي جنوب شرق آسيا. أما السوق الأوروبية فهي غير مطروقة نسبياً.
إلا أن ذلك يبدو أمرا خاطئا تماماً، حيث إن المجتمع الإسلامي هو واحد من أسرع المجتمعات نمواً في بريطانيا. إذ هناك نحو مليوني مسلم يعيشون في بريطانيا، ونحو 700 ألف زائر مؤقت. والعديد منهم يملكون بيوتاً، ويطلب جميعهم تقريباً حسابات بنكية. ولكن إلى فترة قريبة، كان هناك عدد قليل من منتجات الخدمات المالية التي تلبي احتياجاتهم وتمتثل في الوقت ذاته للشريعة الإسلامية.
أظهر بحثنا المبدئي أن أكثر من ثلاثة أرباع مسلمي بريطانيا يريدون خدمات مصرفية تتناسب مع معتقداتهم. أتاح هذا أمامنا فرصة كبيرة، وتحدياً ليس بإمكاننا أن نرفضه ببساطة. وفي شباط (فبراير) 2005، أصبح لويد تي إس بي Lloyds TSB البنك البريطاني الثالث فقط الذي يطلق حساباً جارياً مصمماً للامتثال لأنظمة الشريعة الإسلامية، متبعاً بذلك خطى بنك إتش إس بي سي HSBC، والبنك الإسلامي البريطاني Islamic Bank of Britain. وتبع الحساب الجاري، عرض تمويل إسكاني لمساعدة مسلمي بريطانيا على شراء بيوت خاصة بهم، وذلك في آذار (مارس). ومن الواضح أنه من أجل الانتقال إلى الخدمات المالية الإسلامية، كان ضرورياً الالتزام بالشروط المطلوبة، على الأخص الفصل التام بين الصناديق، ووجود مجلس رقابي للشريعة الإسلامية، ووجود إدارة تلتزم بالمفاهيم المالية الإسلامية، وحماية الصناديق الإسلامية من الإهمال والتعدي، والاحتيال، والامتثال لمعايير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية.
اللجنة
تحدثنا مع عدد من العلماء وشكلنا لجنة تضم أربعة منهم: الشيخ نظام يعقوبي، الدكتور محمد عمران أشرف عثماني، المفتي عبد القادر بركة الله، ومحمد نور الله شيقدر. وكان مجلس العلماء الذي تم اختياره يتصف بمؤهلات كبيرة لإصدار الفتاوى بشأن العمليات المالية. إضافة إلى ذلك، فهم يمتلكون خبرة كبيرة في العمل مع شركات الخدمات المالية المعاصرة في شتى أرجاء العالم. فعلى سبيل المثال، يعتبر الشيخ نظام يعقوبي واحداً من المرجعيات الرئيسية المتعلقة بالتمويل الإسلامي، ويقدم المشورة لعدة بنوك دولية أخرى. أما الدكتور محمد عمران أشرف عثماني فهو رجل معروف في المجتمع المسلم البريطاني، ويحاضر في موضوع الشريعة الإسلامية في كراتشي. والمفتي عبد القادر بركة الله هو إمام جامع فينشلي في شمال لندن، ويظهر باستمرار على شاشة التلفزيون البريطاني لمناقشة التمويل الإسلامي. أما محمد نور الله شيقدر فهو محام يقدم المشورة للأفراد والشركات حول التمويل الإسلامي.
ولم يكن المنتجان الماليان المطوران ممتثلين تماماً للشريعة الإسلامية فقط مع الموافقة التامة من علماء الشريعة الإسلامية، ولكن تم أيضاً تسعيرهما بشكل رائع، وهما أكثر مرونة من بعض المنتجات الأخرى في السوق. فعلى سبيل المثال، كان الحساب الجاري الإسلامي الخاص بـ "لويدز تي إس بي" أول من قدم أعمالاً مصرفية حرة لا تتطلب حداً أدنى من الرصيد.
وتم التفكير بشكل كبير في أي المواقع ستكون أفضل لإطلاق عرض التمويل الإسكاني الإسلامي، والحساب الجاري، من أجل التأكد من أن المنتجات كانت تماماً ما كان الناس بحاجة إليها. وفي النهاية، استقر الرأي على 27 فرعاً موزعة في شتى أنحاء البلاد، بما فيها لوتون، نيوكاسل، شيفيلد، بيرمنغهام، وإيدجوير رود في لندن. إن هدفنا هو إتاحة المنتجات في جميع فروع "لويدز تي إس بي" بحلول نهاية عام 2006.
الوعي
من أجل الترويج لخدماتنا المالية الإسلامية، ركزنا على زيادة الوعي من خلال الإعلانات في الصحف الإقليمية والمحلية والمجتمعية، ومن خلال المناقشات على محطات الراديو المجتمعية. على أية حال، وكما يعرف جميع العاملين الأكفاء في مجال التسويق، فإن أفضل وسيلة لترويج الخدمة هي من خلال الاتصال الشفوي المباشر، ونحاول جاهدين التحدث وجهاً لوجه مع الزبائن خلال المناسبات الاجتماعية، وفي المراكز المجتمعية لتوعيتهم بأن بإمكانهم الآن اختيار عمليات مصرفية تنطبق مع معتقدهم الديني.
كانت التغذية الراجعة التي حصلنا عليها لغاية الآن إيجابية بشكل كبير. وكخطوة أولى في مثل هذا العدد الصغير من الفروع، كان ذلك إنجازاً عظيماً. ولكيلا نقف عند هذا الحد، نتطلع إلى زيادة انتشارنا والطاقة الإنتاجية خلال هذا العام. ومن أجل توقع الاحتياجات المستقبلية وتطوير منتجات وخدمات جديدة مناسبة، نعمل بشكل وثيق مع المجموعات والقادة في المجتمع.
نريد من الناس أن يخبرونا عن نوع الخدمات التي سيستخدمونها، وسنعمل في اتجاه تطوير منتجات حقيقية تلبي احتياجاتهم المالية اليومية دون التنازل عن معتقداتهم.
*رئيس الخدمات الإسلامية في بنك لويدز البريطاني Lioyds TSB