"سيجيت" تتخذ قرارات قاسية بعد استحواذها على ماكساتور

"سيجيت" تتخذ قرارات قاسية بعد استحواذها على ماكساتور

"سيجيت" تتخذ قرارات قاسية بعد استحواذها على ماكساتور

قبل بضعة أسابيع قام بل واتكنز رئيس مجلس إدارة شركة سيجيت لإنتاج أقراص الكمبيوتر الصلبة بتوجيه ضربة قاصمة باستحواذ شركته على منافستها الأمريكية ماكساتور مقابل 1.9 مليار دولار. وسرعان ما أعلن واتكنز نيته في الاستغناء عن نصف عدد العاملين تقريبا في الشركة التي تم الاستحواذ عليها أي 6400 من مجموع العاملين البالغ عددهم 12800 وستتحمل ماكساتور كامل عبء عملية التسريح بعد الاندماج، أما شركة سيجيت فلن تحدث أي تغييرات في كوادرها. وقد أوضح واتكنز مسبقا بأن ما كان يعنيه من عملية الشراء هو الحصول على حصة إضافية في السوق وليس المنتج نفسه ولا العاملين والإداريين في شركة ماكساتور.
ويعتقد واتكنز أن لا مكان للمجاملات في عمليات الاستحواذ وبشكل خاص عندما تكون منتجات الشركة المستهدفة متقاربة لما تنتجه الشركة المشترية وهو ما يحدث في مجال الشركات المنتجة للأقراص الصلبة. وهو ينتهج إستراتيجية مختلفة عن تلك التي تنتهجها مثلا شركة أوراكل المتخصصة في إنتاج برامج الكمبيوتر التي استحوذت على منافسين شرسين مثل بيبول سوفت وسيبل، فأوراكل لم تقم، بعد عملية الشراء، بتحميل الشركات المنافسة المستحوذ عليها كامل عبء التقليص بل إن الجزء الأكبر من عبء عملية إعادة هيكلة العمالة في حالة شركة سيبل وقع على عاتق شركة أوراكل نفسها. ويعلق واتكنز على ذلك بقوله: " في حالة اتباع مثل هدا النهج، فستحدث اضطرابات في الجانبين، وأنا أفضل أن تكون الاضطرابات في جانب واحد فقط "، وهو على قناعة بأن الجمع بين الإدارتين ثم التخلص من أضعف العناصر في المعسكرين لا يحقق نتيجة.
ومع ماكساتور تكون "سيجيت" قد أضافت حصة جديدة لحصتها من السوق مع أنها كانت حتى قبل ذلك تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في سوق أقراص الكمبيوتر الصلبة بنسبة تبلغ 29 في المائة تقريبا، وها قد أضافت ماكساتور لهده النسبة حصة إضافية تبلغ 15 في المائة. ويتوقع واتكنز أن تهجر شركته نسبة ضئيلة من الزبائن بعد عملية الاندماج، ولكنه يطمح للظفر بحصة تبلغ 40 في المائة من السوق. أما المنتجان للأقراص الصلبة المهمان الآخران فهما هيتاشي من اليابان و ويترن ديجيتال من الولايات المتحدة.
الجدير بالذكر أن شركة سيجيت نفسها قد مرت بأوقات عصيبة مع الضعف الذي أصاب هدا الفرع من أفرع الصناعات التكنولوجية في مطلع العقد، فالمبيعات أصابها نوع من الجمود بل وتراجعت أحيانا مما أوقع بعض الخسائر. أما اليوم فإن من الواضح أن شركة سيجيت تسير من جديد على طريق النمو. فخلال السنة المالية 2004/ 2005 التي بدأت في الأول من تموز (يوليو) بلغت المبيعات ما قيمته 55ر7 مليار دولار بينما ازداد الربح الصافي بمقدار الثلث ليبلغ 707 ملايين دولار. وتتوقع شركة سيجيت للسنة المالية الجارية، التي أوشكت على النهاية، أن يزداد حجم أعمالها بنسبة 20 في المائة ليبلغ 9 مليارات دولار. و بإدماج مبيعات ماكساتور يتوقع أن يصل حجم مبيعات الشركة الجديدة إلى 12 مليار دولار.
ولعل من أسباب هذا الانتعاش أن الأقراص الصلبة تستخدم اليوم في المزيد والمزيد من الأجهزة وليس فقط في أجهزة الكمبيوتر. كما أن مزيدا من الأقراص الصلبة يستخدم في الإلكترونيات الاستهلاكية بسبب اتساع نطاق العمليات الرقمية. ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك جهاز الموسيقى الرقمي المعروف باسم آي بود من شركة أبل. وتستخدم الأقراص الصلبة كذلك في أجهزة الفيديو الرقمية والمسجلات الرقمية وأجهزة التلفزيون، علما بأن الأقراص الصلبة، كأجهزة تخزين للمعلومات، تتعرض لمنافسة متزايدة من قبل المايكرو تشيب، المعروفة باسم رقائق الفلاش. فهذه الرقائق أخف وزنا من الأقراص الصلبة وقليلة استهلاك الطاقة لكنها لا تزال إلى اليوم أعلى بشكل واضح.
واستبدلت شركة أبل في السنة الماضية جهاز الآي بود، الذي كان يعتمد في تشغيله علي الأقراص الصلبة بموديل جديد سمته ( نانو) ويعمل برقائق الفلاش. وتدعي صناعة الرقائق بأن منتجاتها ستحل محل الأقراص الصلبة في المزيد والمزيد من الأجهزة. ويقول واتكنز بإن هذا الأمر لا يقلقه: " فأنا أبيع الأقراص الصلبة بكل سرور لأجهزة الموسيقى، ولكن نربح من الموسيقى الرقمية في مجال آخر" حسب قوله، فالمستهلك في العادة لا يحتفظ بملفاته الموسيقية في هذه الأجهزة فقط وإنما هو يعمل منها نسخا احتياطية وهو يحتفظ بهذه النسخ على الأقراص الصلبة"، ويضيف واتكنز إلى ذلك قوله : " إن رقائق الفلاش ستحجز للاستخدام في الأجهزة الصغيرة الحجم في المستقبل المنظور، ولهذا فستبقى سيجيت جزءا مهما من سوق الأجهزة الاستهلاكية الإلكترونية. ومن الأسواق الواعدة في هدا المجال يشير واتكنز لسوق التلفزيون فيقول: " إن 20 في المائة من جميع أجهزة التلفزيون يتوافر فيها اليوم أقراص صلبة، وستصل نسبتها خلال خمس سنوات إلى 100 في المائة ".
لقد كانت سيجيت حتى قبل ثلاث سنوات تبيع 95 في المائة من إنتاجها لمحلات الكمبيوتر التقليدية، أما اليوم فقد انخفضت هذه النسبة إلى 80 في المائة فقط، بينما يذهب 20 في المائة للإلكترونيات الاستهلاكية. ومن المتوقع، وفقا لبيانات الشركات، أن يستوعب سوق الإلكترونيات الاستهلاكية، خلال ثلاث سنوات، ثلث الإنتاج من الأقراص الصلبة.

الأكثر قراءة