الشركات الأوروبية تتجنب البورصات الأمريكية

الشركات الأوروبية تتجنب البورصات الأمريكية

يعتقد مختصون أن إدراج الشركة الألمانية "كيموندا" في بورصة نيويورك، والمقرر أن يتم خلال هذا الأسبوع، لا يؤشر بالضرورة إلى عودة الشركات الأوروبية للاهتمام بالبورصات الأمريكية.
وتعتبر شركة كيموندا المنتجة لرقائق التخزين والتابعة لشركة أنفنيون المتخصصة في إنتاج أشباه الموصلات، أول شركة ألمانية تسعى لإدراج أسهمها في بورصة نيويورك منذ عام 2002. ففي ذلك الحين كان يجري التداول هناك في أسهم شركتي الأدوية "باير" و"أتلنتا".

وفي مايلي مزيداً من التفاصيل

يعتقد مختصون أن إدراج الشركة الألمانية "كيموندا" في بورصة نيويورك، والمقرر أن يتم خلال هذا الأسبوع، لا يؤشر بالضرورة إلى عودة الشركات الأجنبية للاهتمام بالبورصات الأمريكية.
وتعتبر شركة كيموندا، المنتجة لرقائق التخزين والتابعة لشركة أنفنيون المتخصصة في إنتاج أشباه الموصلات، أول شركة ألمانية تسعى لأدراج أسهمها في بورصة نيويورك منذ عام 2002. ففي ذلك الحين كان يجري التداول هناك في أسهم شركتي الأدوية "باير" و"أتلنتا". أما شركة جي بي سي بيو تيك العاملة في مجال التقنيات الحيوية، فقد أدرجت منذ عام 2004 في البورصة الكمبيوترية " ناسداك " ويقول سكوت جيزمان، المسؤول عن منطقة أمريكا الشمالية في مجموعة " برايس ووترهاوس كوبر " تعليقا على هذه الحقيقة: "إن الشركات الأمريكية لا تزال تسيطر على نشاط الإدراج الأولي للأسهم ". حيث يلاحظ أن دخول الشركات الأجنبية للبورصات الأمريكية كان خلال الربع الثاني في مستوى محدود جدا.
وحول ذلك يقول جيزمان: "إن هذا الاتجاه سيستمر، على الأرجح، لبقية هذا العام، لأن الشركات غير الأمريكية تحقق نجاحات باهرة في اكتساب مصادر تمويلية خارج الولايات المتحدة بشكل أفضل".
وتشير المعطيات المتاحة لدى مؤسسة رينيسانس كابيتال للتحليلات المالية إلى أن 11 شركة أجنبية فقط هي التي التحقت حتى الآن بالبورصات الأمريكية خلال هذا العام وكمجموع بلغ عدد الشركات في أمريكا التي طرحت أسهمها للتداول لأول مرة حتى الآن 101 شركة، أي 10 في المائة أقل من عددها في نفس الفترة من العام الماضي. وبالتالي فإن الشركات الأجنبية لا تكاد تمثل نسبة 11 في المائة. وقد بلغ مجموع رؤوس الأموال التي تداولتها الشركات الأجنبية ما يساوي 17 في المائة من مجموع قيمة الأسهم في أول أصداراتها. ويمكن القول بشكل عام إن الحصة الأجنبية (باستثناء عام 2003 )، قد تراجعت بشكل واضح منذ عام 2001.
وفي الوقت نفسه كان الحجم الكلي لقيمة الأسهم المطروحة للاكتتاب العام في البورصات الأمريكية خلال الشطر الحالي من السنة الجارية 21.6 مليار دولار، أي بتراجع قدره 2 في المائة عن العام الماضي. كما أن سوق الإصدارات عانت من الضعف خلال الأشهر الماضية بسبب تراجع أسعار الأسهم.
وتقول السيدة كاتلين سميث، المحللة المالية في مؤسسة رينيسانس كابيتال تعليقا على ذلك إن "المستثمرين الأمريكيين قد أصبحوا أكثر محافظة من ذي قبل".
إن طرح أسهم شركة كيموندا للتداول في بورصة نيويورك من شأنه أن يزيد حصة الشركات الأجنبية في رؤوس الأموال المتحققة لها في البورصات الأمريكية بشكل واضح. فعلى أساس سعر 16 إلى 18 دولارا للسهم ستكون الحصيلة بالنسبة للشركة 13.1 مليار دولار. وبهذا تكون شركة كيموندا ثاني أكبر شركة تدخل البورصة الأمريكية خلال الأشهر الـ 12 الماضية. أما الشركة التي تفوقت على "كيموندا" فهي شركة ماستر كارد لبطاقات الائتمان، حيث كانت المحصلة بالنسبة لها في نهاية أيار (مايو) 2.4 مليار دولار.
ولعل من أسباب تحفظ الشركات الأجنبية تلك الشروط التي أصبحت أكثر تشددا بعد الفضائح الكبرى التي تتعلق بالتلاعب في ميزانيات بعض الشركات الأمريكية. حيث توجه الانتقادات لبنود قانون ساربينز – أوكسلي الإصلاحي الذي أقر عام 2002 والذي يتطلب من بين أشياء أخرى إثبات وجود رقابة مالية داخلية.
من جهة أخرى، تشكو الشركات من أن ذلك سيكبد الشركات نفقات إضافية بالملايين. ويقول جيزمان، في هذا السياق: "إن القلق من عدم القدرة على توفير الأموال الضرورية لمواجهة المتطلبات المتزايدة بسبب قانون ساربينز – أوكسلي هو السبب في تراجع عدد الشركات غير الأمريكية المدرجة في البورصات الأمريكية".
أما خبيرة التحليل المالي السيدة سميث فتتوقع تخفيف القيود التي فرضها قانون ساربينز – أوكسلي في ضوء تزايد الانتقادات الموجهة لهذا القانون. فهي تقول: "وعند ذلك سوف تزداد الحصة الأمريكية في البورصات الأجنبية ". وهي تتوقع أيضا أن يتراجع استعداد الأمريكيين للمخاطرة بسبب انفجار فقاعة المضاربات على شركات الإنترنت، ولكنها تستدرك قائلة إن هذا ينطبق بشكل أساسي على الشركات الراسخة. ويلاحظ أنه في الوقت الذي تعاني فيه أسواق الإصدارات الجديدة من بعض الوهن تزداد عمليات إدراج الإصدارات الجديدة في أوروبا. ففي العام الماضي، مقارنة بالعام الذي سبقه، ازداد عدد الإصدارات الجديدة في الأسواق المالية الأوروبية بنسبة 39 في المائة ليصل إلى ما مجموعه 609 إصدارات. واحتلت لندن في هذا المجال المرتبة الأولى، تلتها بورصة يورونيكست التي تعود ملكيتها لعدد من الدول، ثم البورصة الألمانية. وفي نهاية تموز (يوليو) الماضي من السنة الحالية قامت،لأول مرة، شركة أمريكية، هي الشركة الناشئة في كاليفورنيا "نابو للمنتجات الصيدلانية" بالتعامل مباشرة مع السوق الرئيسية لبورصة لندن. وبموجب بيانات من بورصة لندن فإن 50 شركة عالمية قد دخلت السوق الرئيسي وكذلك السوق البديل "أيه آي إم" خلال الأشهر الستة الأخيرة.

الأكثر قراءة