4 أسباب موضوعية تقود النفط إلى الارتفاع

4 أسباب موضوعية تقود النفط إلى الارتفاع

4 أسباب موضوعية تقود النفط إلى الارتفاع

يفترض أن تدخل حرب الشهر في لبنان في حالة من وقف إطلاق النار بين الطرفين اليوم, وهذا سيلقي بظلاله على وضع أسعار النفط التي ستتجه لأسباب موضوعية إلى أعلى خلال الفترة المقبلة.
وهناك ثلاثة أسباب أخرى تدعم ارتفاع أسعار النفط, من بينها التأكد من إحباط مخطط تفجير الطائرات في بريطانيا, حيث تراجعت الأسعار في يوم النبأ دولارين باعتبار أن العملية ستؤثر في حركة الطيران، وبالتالي سينخفض الطلب على النفط.

وفي مايلي مزيداً من التفاصيل

حرب الشهر بين حزب الله وإسرائيل التي يفترض أن تدخل في حالة من وقف إطلاق النار بين الطرفين اليوم الإثنين ستلقي بظلالها على وضع أسعار النفط التي ستتجه لأسباب موضوعية إلى الأعلى خلال الفترة المقبلة, وإلى أن يتضح المسار السياسي لتبعات الحرب السادسة خاصة لجهة إيران، وهي الداعم الرئيسي لحزب الله وما يمكن أن ينتج عن فترة المهلة التي حددها قرار مجلس الأمن لإيران لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم نهاية هذا الشهر.
فالأسبوع الماضي شهد لأول مرة قيام العامل الجيوسياسي بالتأثير سلبيا في سعر البرميل ودفعه إلى التراجع وذلك إثر الإعلان البريطاني عن كشف مؤامرة لتفجير طائرات في الجو وهي في طريقها إلى الولايات المتحدة، فقد تراجع سعر البرميل بقرابة دولارين وذلك لما حسبه بعض المتعاملين من احتمال كبير لحدوث تأثير في حركة السفر بالجو، خاصة مع موسم العطلات الحالي, وكذلك تراجع استهلاك البنزين.
لكن الأمر لم يستغرق كثيرا لتستعيد الأسعار نسبة الـ 3 في المائة التي فقدتها ولتغلق يوم الجمعة على المعدل نفسه الذي كانت عليه قبل الكشف البريطاني عن مؤامرة استهداف الطائرات.
وإلى جانب هذا فإن وضع المخزونات والإغلاق الجزئي لحقل برودوباي في ألاسكا الأمريكية الذي قامت به شركة بي.بي تدفع كلها في اتجاه إبقاء أسعار النفط مرتفعة. فإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تحدثت الأسبوع الماضي عن تراجع في حجم احتياطيات الخام في حدود 1.1 مليون برميل إلى 332.6 مليون خلال الأسبوع المنتهي في الرابع من الشهر الحالي، أما مخزون البنزين فتراجع 3.2 مليون برميل إلى 207.7 مليون, والمقطرات بنحو 200 ألف برميل إلى 132.4 مليون. ويعود التراجع الكبير في حجم مخزون البنزين إلى قوة الطلب خاصة مع موسم الصيف حيث يزداد استخدام السيارات وكذلك تقلص حجم الواردات.
قيام شركة بي.بي بإغلاق حقل برودو باي، وهو الأكبر في ألاسكا لفترة قد تصل إلى ثلاثة أشهر لإصلاح نحو 22 ميلا تعرضت للتآكل يثير من جديد وضع الإمدادات من خارج منظمة أوبك وفي الوقت ذاته التركيز على منطقة الشرق الأوسط. وفقدان هذا الحجم من الإمدادات مضافا إليه أن قرابة 285 ألف برميل يوميا من إنتاج منطقة خليج المكسيك لا تزال خارج الشبكة الإنتاجية رغم مرور العام على إعصار كاترينا الذي ألحق كل هذا الدمار بصناعة النفط الأمريكية في تلك المنطقة, يشير إلى ضعف وضع الإمدادات من خارج "أوبك" في الوقت الذي يشكل فيه الطلب صعودا قويا.
وفي تقديرات للوكالة الدولية للطاقة فإن الربع الحالي سيشهد نموا في الطلب بنحو 600 ألف برميل تزيد 200 ألفا في الربع الأخير من العام، الأمر الذي يجعل إجمالي الطلب الإضافي هذا العام في حدود 1.2 مليون تزيد العام المقبل إلى 1.6 مليون.
ولاحظ فاتح بيرول كبير الاقتصاديين في الوكالة أن الشركات النفطية تنفق ثلثي استثماراتها على مشاريع الصيانة وتحسين المشاريع القائمة في الوقت الذي تخصص فيه فقط ربع هذه الاستثمارات للإنفاق على مشاريع جديدة، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف لحجم الإمدادات الإضافية المتوقع توافرها لمقابلة الطلب المتنامي. والسوق في حاجة إلى توفير خمسة ملايين برميل يوميا تكون فائضة عن حجم الطلب اليومي كي تتحرك بيسر، لكن ما حدث في برودو باي مؤشر على حالة التآكل الذي تعيشه الصناعة النفطية الأمريكية، وهي من أكبر المنتجين وتحتاج إلى برميل من كل أربعة براميل ينتجها العالم لتلبية احتياجات استهلاكها المتنامية.

من جانب آخر فإن نيجيريا شهدت الأسبوع الماضي اختطاف أربعة من العاملين في الصناعة النفطية واستمرار إغلاق نحو 550 ألف برميل من الإنتاج النيجيري وإبقائه خارج شبكة الإمدادات العالمية لفترة أربعة أشهر تقريبا.
ويعيد هذا الوضع تركيز الانتباه على الإمدادات النفطية من منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يعيد الوضع الجيوسياسي إلى بؤرة الضوء مرة أخرى.
فالحرب السادسة التي يفترض أن تضع أوزارها اليوم ستنتقل إلى الجانب السياسي بعد وقف إطلاق النار. وستتجه المعركة إلى العمل على حصول إسرائيل على مكاسب لم تستطع تحقيقها بواسطة آلتها العسكرية، وقطع الطريق أمام حزب الله ومن ورائه إيران من تحقيق نقلة استراتيجية وتحويل فترة الصمود لفترة شهر أمام القوة الإسرائيلية إلى مكسب سياسي.
التفاصيل التي صحبت قرار مجلس الأمن رقم 1701 من نشر لقوات الجيش اللبناني ومساندة اليونيفيل والبدء في نشر قوة دولية في غضون عشرة أيام، ربما بقيادة فرنسية وذلك بسبب الدور الرئيسي الذي لعبته باريس في صياغة القرار واستيعاب بعض المطالب اللبنانية المدعومة عربيا فيه، ستمثل ميدان العمل السياسي الأساسي خلال هذه الفترة، وأهم من هذا إلى أي مدى يستطيع حزب الله الإبقاء على حالة التماسك الوطني التي ميزت فترة الشهر الماضي من ناحية وما يمكن أن ينتج عنه من بلورة لاستراتيجية مشتركة مع داعميه الأساسيين إيران وسورية، إلى جانب تحول الأنظار إلى الملف النووي الإيراني؟ وكل هذه خطوات ستلقي بثقلها على وضع سعر برميل النفط خلال الفترة المقبلة مع البروز الذي حققته منطقة الشرق الأوسط مصدرا مأمونا إلى حد كبير للإمدادات وذات قدرة على توفير الإمدادات المطلوبة وحصر النزاع العسكري بين إسرائيل وحزب الله في إطاره المحلي وعدم توسعه ليسحب إليه دولا منتجة للنفط، لكن تبقى الطريقة التي سينتشر بها الجيش اللبناني في الجنوب وقدرته على السيطرة على البندقية المستقلة لحزب الله مؤشرا لمرحلة جديدة في المنطقة, وبالتالي في السوق النفطية في أهم منطقة لهذه السوق، وهي الشرق الأوسط وانعكاسات ذلك عالميا.

الأكثر قراءة