المنافسة على تقنية الآي بود – iPod لا تزال مستمرة

المنافسة على تقنية الآي بود – iPod لا تزال مستمرة

تنوي مايكروسوفت طرح أجهزة وبرمجيات تحت العلامة التجارية "زون- Zune" و لا ترغب "مايكروسوفت" أكبر مجموعة أنظمة وبرمجيات حاسوبية في العالم، برؤية سيطرة منافستها "أبل" على السوق بأجهزتها المشغّلة للموسيقى الرقمية "الآي بود- iPod" وما يتبعها من خدمات تحميل الموسيقى على الشبكة "آي تيونز – iTunes"، لذا أعلنت الشركة أخيرا، عزمها طرح أجهزة تشغيل الملفات الموسيقية الرقمية الخاصة بها وما يتبعها من أنظمة وبرمجيات حاسوبية في الأسواق. وسيتم تشغيل الأجهزة والبرمجيات تحت اسم العلامة التجارية "زون". وبالتالي فقد أكّدت مايكروسوفت صدق الشائعات حول هذا التوجه، التي تحوم في الأوساط المختصة منذ عدة أسابيع والتخطيط للبدء بعلامة زون، حسبما جاء عن مايكروسوفت، خلال العام الجاري.
ولكن لا توجد سوى بعض التفاصيل القليلة حول الأمر. ولم تقدم المجموعة أية معلومات حول سعة التخزين، أو ثمن الجهاز، ولا حتى عن عدد الأجهزة المختلفة المشغّلة للموسيقى الرقمية التي سيتم طرحها في الأسواق. ومن المفترض أن تحتوي هذه الأجهزة على شرائح تخزين ثابتة، وليس كما هو متداول لدى أبل أي على نحوٍ متزايد باستخدام الرقاقات الصغيرة ، التي تعتبر أخف من حيث الوزن، وكذلك استهلاكها للطاقة بنسبة أقل. وبالإضافة إلى هذا، من المفترض أن يُتيح جهاز مايكروسوفت لتشغيل الموسيقى الدخول إلى الإنترنت بسلاسة. ومن المحتمل، أن تقدّم أجهزة زون خدمة لم يقدّمها الآي بود بعد: وهي تحميل الأغاني بكل سهولة، دون أن يتم ربط الجهاز، مثل جهاز آي بود، بأي حاسوب. ولكن مايكروسوفت رفضت تأكيد هذا. ومن أهم خصائص مشغّل الموسيقى زون، أن بوسعه ربط الأجهزة المختلفة ببعضها البعض، بحيث يتمكّن المستخدمون من تبادل الأغاني.
وطرحت مجموعة "أبل" جهاز الآي بود في الأسواق في عام 2001. ولم يشهد الجهاز منذ البداية نجاحاً ملحوظا، ولكنه اتسع لاحقاً ببطء. ومما ساعد الآي بود في تحقيق نقلة ملحوظة هو بدء التزويد الموسيقي على الشبكة تحت اسم "آي تيونز – iTunes" عام 2003، الذي حقق في حينها نجاحاً كبيراً ومباشراً. وباعت شركة أبل حتى ذلك اليوم ما يزيد على مليار أغنية عن طريق الآي تيونز. وأخيراً، وكظاهرة كبيرة، تم طرح مشغّل الموسيقى في الأسواق، وهو الجهاز الثاني لمجموعة أبل، أحد أفراد عائلة الآي بود زهيدة الثمن، تحت اسم "ميني آي بود" لكونه أصغر. ونفدت تلك الأجهزة الملوّنة مباشرة، وتبعها فترة انتظار طويلة. واليوم تمتلك أبل ثلاثة أفراد من عائلة الآي بود: الآي بود الكبير، والآي بود المتوسط الحجم "نانو"، والميني الصغير، وتتراوح أسعارها في أمريكا ما بين 69 إلى 399 دولار مضافا إليها الضريبة (من 69 إلى 429 متضمّنةً الضريبة في ألمانيا). وعلى نحوٍ متزايد وفي بقية أرجاء العالم، أصبحت سماعات الرأس البيضاء النموذجية جزءا لا يتجزأ من صورة الشارع العام. وإجمالاً فقد باعت أبل حتى اليوم ما يزيد على 58 مليون جهاز آي بود. وأعلنت الشركة لأول مرة الأسبوع الماضي عن وصول حجم الترويج خلال الربع الماضي من العام إلى نحو 8.1 مليون جهاز لتشغيل الموسيقى، وهذه تُعتبر زيادة مقابل العام الماضي بما يعادل 32 في المائة.
وبناءً على معطيات شركة بحث السوق ""NPD Group، فإن أبل تملك حصة من السوق الأمريكية لمشغّلات الموسيقى تزيد على 75 في المائة. ولن تكون مهمة سهلة بالنسبة لمايكروسوفت خرق هذه السيطرة أو زعزعتها. ولا تُعتبر هذه الشركة جديدة على سوق الموسيقى الرقمية، حيث سبق أنها قامت مثلاً بتزويد مجموعة سامسونج، المصنّعة للأجهزة، ببرمجيات وأنظمة حاسوبية. ولم يتمكن أي مصنّع للأجهزة المشغّلة للموسيقى حتى الآن من تعريض أبل للخطر، ولا حتى مجموعة التسلية اليابانية "سوني"، التي حققت شهرة بفعل ابتكار المسجّل النقّال لتشغيل الموسيقى. وتُعتبر أجهزة الآي بود، وخدمة الآي تيونز أنظمة منغلقة على نفسها، التي لا يمكنها أن تعمل مع أجهزة تشغيل موسيقى أخرى، أو خدمات أخرى على الشبكة. والآن من الممكن أن تدخل مايكروسوفت بجهازها الخاص في منافسة مع شريكتها السابقة.

الأكثر قراءة