كالديرون يحارب الفقر في المكسيك .. وتأمين صحة الأطفال

كالديرون يحارب الفقر في المكسيك .. وتأمين صحة الأطفال

أعلن الفائز الحالي في انتخابات الرئاسة في المكسيك، فيليب كالديرون، من الحزب الشعبي المحافظ، عن نيته اتخاذ إجراءات بهدف تقليص نسبة الفقر في الدولة الأمريكية اللاتينية. وبناءً على رغبة وزير الطاقة السابق في حكومة الرئيس السابق "فيسنت فوكس"، من المفترض أن يتم تشكيل تأمين صحي لكل أطفال المكسيك، وسيتم تخصيص مفوضية مستقلة في هذا الشأن، التي من المفترض أن تعالج المشاريع القائمة بهدف تقليص نسبة الفقر، وكذلك مقترحات التحسين.
وحسبما ورد عن كالدرون في أول خطاب له بعد فوزه:"ستعمل حكومتي على تكريس اهتمامها على السياسة الاجتماعية، ومنح المواطنين المكسيكيين كافة الفرص نفسها. لقد حان الوقت، لوضع المصالح المتعلقة بسياسة الأحزاب جانباً"، وفي هذه الأثناء، امتدح حاكم البنك المركزي المكسيكي المستقلّ، جويليرمو أورتيز، بعض المشاريع التي أقيمت خلال الأعوام الماضية بهدف محاربة الفقر، مثل برنامج "أوبرتشونيداديس". ففي هذا الإطار، تحظى العائلات الفقيرة في الدولة على دعم حكومي، وذلك عندما تريد أن تضع أولادها في المدارس، ولا يمكنها استخدام عمل مناسب. وتوجد علاقة وطيدة بين الفقر، والإنتاجية الضئيلة، الناتجة عن التأسيس المدرسي السيئ، أو عدم وجوده أصلاً، حسبما ورد عن أوريتز. وناشد راعي النقد في الوقت ذاته، إلى تعزيز قوة النمو في المكسيك عن طريق خطط إعادة الهيكلة، إلى جانب الإجراءات المستهدفة في محاربة الفقر. وبالفعل فإن سوق العمل محكومة بشكل صارم عن طريق التشريعات والقوانين، وهذه تقف في وجه تحقيق فرص عمل جديدة، إذ إن نحو نصف عدد السكان في المكسيك من أصل 107 ملايين مواطن تقريباً يعيشون في الفقر، بينما بلغت خلال الأزمات الاقتصادية و المالية منتصف فترة التسعينيات نحو 64 في المائة.
ومن غير المعلوم بعد حتى الآن، فيما إذا كان كالديرون قادراً على تسيير أمور إدارية في كانون الأول (ديسمبر) حقيقةً كما هو مخطط لها. أما المتقدّم الأدنى للرئاسة، حاكم بلدية عاصمة المكسيك اليساري، أنريه مانويل لوبيز أوبرادور، فقد عزا نتيجة الانتخابات الضئيلة إلى وجود احتيال، حيث فاز كالدرون في الانتخابات في الثاني من شهر تموز (يوليو) الماضي بتقدّم واضح بنحو 244 ألف صوت من أصل 42 مليون صوت، أو 0.58 في المائة. والآن تدرس محكمة الانتخابات، فيما إذا كان من الضروري إعادة عدّ الأصوات من جديد. ومن المتوقّع اتخاذ قرار في السادس من شهر سبتمبر المقبل (أيلول) في هذا الأمر.
وألبيرتو راموس، محلل مسؤول في البنك الاستثماري، جولدمان زاكس، في نيويورك، يُؤكّد فوز كالديرون في الانتخابات، حيث لم يقدم لوبيز أوبرادور أية إثباتات مقنعة، تستدعي إعادة عدّ الأصوات، أو إبطال صحة الانتخابات، حسبما ورد عن راموس. وبناء على هذا يقدّر المصرفي، أن عملة النقد في الدولة "البيسو" ستضعف مقابل الدولار خلال الأشهر المقبلة من القيمة الفعلية الحالية 10.97 بيسو لكل دولار، إلى 11.15 بيسو. وسيعمل الاحتياطي الفيدرالي في أمريكا على رفع سعر الفائدة أكثر، بينما سيترك بنك المكسيك سعر الفائدة الأساسية دون تغيير، حسبما ورد عن راموس. وإذا ما أكّدت المحكمة فوز كالديرون في الانتخابات، عندها من الممكن أن يرتفع سعر البيسو لبعض الوقت إلى نحو 10.90 بيسو مقابل الدولار.
"وبهدف الحفاظ على جاذبية الدولة الكبيرة للمستثمرين الأجانب، يتحدثون الآن عن ضرورة تسريع ديناميكية خطط إعادة الهيكلة"، حسبما ورد عن رئيس غرفة الصناعة والتجارة الألمانية المكسيكية (كاميكسا)، شتيفان دويستر. وعقب فترة نزاع انتخابية طويلة وقاسية، فإنه من المطلوب وجود براجماتية برلمانية تتجاوز الأحزاب. وهذه كانت من الممكن أن تنطبق أكثر، لو لم يحظ كالدرون، ولا لوبيز أوبرادور على الأغلبية في الكونجرس.
ويقول دويستر، إنه من اللازم قبل كل شيء تحقيق قوة ربط كبيرة بالمستثمرين الأجانب خاصة في قطاع الطاقة.

الأكثر قراءة