مركز النخلة للصناعات الحرفية يحول الخامات البسيطة إلى منتجات اقتصادية
يبدأ مركز النخلة للصناعات الحرفية في الأحساء، وهو الأول من نوعه في السعودية اليوم السبت، دورة فن الخزف المجانية لمدة خمسة أيام بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة.
وأكد لـ"الاقتصادية" المهندس عبد الله الشايب مدير المركز وصاحب فكرة المشروع وأحد المهتمين بالتراث والصناعات الحرفية، أن فكرة المشروع تهدف إلى تدريب المواطنين على العمل في تحويل الخامات الأولية إلى منتجات ملائمة لاستخدامات الأفراد والمؤسسات في الحياة اليومية، وتوفير مكان دائم وملائم لمجموعة من المواطنين السعوديين، يتمكنوا فيه من زيادة قدراتهم الفردية وإمكاناتهم أثناء مزاولة التدريب العملي، وفقا لأسس وطرق مهنية علمية صحيحة في مجال الصناعات الحرفية المتنوعة وتحويلها إلى منتجات صالحة للاستعمال، يتم عرضها أمام المشترين عبر القنوات التسويقية بجميع أشكالها.
وأشار الشايب إلى أن أهمية المشروع تكمن في توفير فرص العمل الشريفة للمواطنين السعوديين، إضافة إلى أهمية الاستفادة من الخامات الهائلة المتاحة وتحويلها من خامات غير مستغلة إلى منتجات ذات منفعة اقتصادية واجتماعية, وتنعكس فى زيادة دخل الحرفيين, وحصولهم على فرص عمل, ومساهمة قيمة منتجاتهم في الاقتصاد الوطني "تحسين ميزان المدفوعات" وذلك من جانبين، أحدهما إحلال المنتجات المحلية بدلا من المنتجات المماثلة المستوردة، والجانب الآخر تصدير المنتجات إلى خارج المملكة وتوظيف قيمتها في تطوير منتجات المشروع.
وقال الشايب إن تأسيس مركز النخلة يأتي للتعامل مع القضايا الحالية التي تواجه الصناعات الحرفية في المملكة، ومنها انخفاض عدد المواطنين السعوديين العاملين في مجال الحرف والصناعات التقليدية وتزايد الفجوة بين الحرفيين القدامى وبين الأجيال الناشئة في مجال مزاولة الحرف والصناعات التقليدية وتشتت الجهود بين الجهات الحكومية ذات العلاقة بالتدريب في المملكة، وعدم وجود جهة حكومية يكون من ضمن مسؤوليتها تدريب الحرفيين، وعدم وجود برامج تدريبية لتطوير الجودة في المنتجات الحرفية ومحدودية مهارات التطوير والإبداع لدى الحرفيين القدامى في تطوير منتجات حرفية جديدة تتوافق مع متطلبات الأسواق الحالية والمستقبلية، وقلة تأثير الفعاليات المؤقتة والمهرجانات في تطوير المنتجات الحرفية، وذلك على الرغم من فائدة هذه الفعاليات وانعكاساتها الإيجابية معنوياً واقتصادياً واجتماعياً و ثقافياً على الحرفيين وعدم حصول الحرفيين على قروض إلا بموجب شهادة علمية من جهة أكاديمية، في حين أن معظم الحرفيين لديهم معرفة كافية بالحرفة نتيجة الممارسة ودون شهادة علمية.
وبين الشايب أن من أهم مقومات الاستثمار في المركز على الصناعات الحرفية مبادرة القطاع الخاص في تأسيس المركز لتأهيل وتدريب الحرفيين السعوديين وتوفير كميات كافية من الخامات الأولية تكفى لصناعة العديد من المنتجات بأشكال ونماذج ومقاسات متنوعة والتكامل بين القطاعات الإنتاجية، ويتمثل في الاستفادة من الخامات غير المستعملة وتحويلها إلى منتجات ذات منافع اقتصادية واجتماعية وخدمية وبيئية وسياحية، وتوافر عدد كاف من المدربين السعوديين من الرجال والنساء الذين لديهم خبرة طويلة في إعداد وتجهيز والتحويل إلى منتجات حرفية وتوظيفهم كمدربين للأجيال الناشئة ومشاركة فئات المجتمع المحلي في التدريب على الصناعات الخوصية، توفير جميع مرافق البنية الأساسية من الطرق والنقل الجوي والبري، سواء كان بالقطار أو بالسيارة، وذلك لنقل وتسويق المنتجات خارج المنطقة، إضافة إلى توفير الخدمات العامة من الماء والكهرباء والاستفادة من مباني التراث العمراني التاريخية في الأحساء كمكان لمركز التدريب ما أمكن ذلك واختراق الطريق الدولي من دول الخليج إلى الشام عبر الأحساء، مما يتيح إمكانية تصدير منتجات المركز إلى خارج المملكة، واستمرار زيادة المجموعات السياحية لمحافظة الأحساء، وذلك للاطلاع على المواقع الأثرية والتاريخية والبيئية والأسواق الشعبية ومعامل ورش الصناعات الحرفية، وبالتالي يلزم تطوير منتجات حرفية ملائمة لرغبة وأذواق السياح على مختلف جنسياتهم.
وقد تم تسمية مركز النخلة للتدريب على الصناعات الحرفية على اسم النخلة الشجرة المباركة, ويعتبر هذا المركز نواة للمراكز التدريبية على الصناعات الحرفية الممكن إقامتها مستقبلاً على صناعات حرفية متنوعة وفى عدة مواقع متعددة ومنتشرة بين مناطق المملكة, ويعتبر مركز النخلة أول مركز مهني يتم الترخيص له من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وذلك في مجال الصناعات الحرفية, ويأتي تأسيس هذا المركز في إطار مساهمة القطاع الخاص في مجال تدريب الحرفيين ورفع كفاءتهم، لتطوير المنتجات الحرفية وذلك بما يتلاءم مع أصالتها ويتوافق مع متطلبات المستهلكين وعلى مختلف فئاتهم.