خبراء معماريون: الأنظمة لا تمنع كشف المنازل.. والحل في السواتر رغم "التشويه"

خبراء معماريون: الأنظمة لا تمنع كشف المنازل.. والحل في السواتر رغم "التشويه"

خبراء معماريون: الأنظمة لا تمنع كشف المنازل.. والحل في السواتر رغم "التشويه"

نستعرض اليوم إحدى القضايا التي كثيرا ما يتم التعرض لها وهي قضية السواتر على الأسوار حيث تعتبر في نظر الكثيرين أحد الأمور التي تشوه المباني والمساكن. "الاقتصادية" حاولت استعراض هذه المسألة مع عدد من المختصين وكذلك المواطنين الذين قاموا بوضع تلك السواتر في منازلهم. في البداية التقينا سالم الزهراني الذي ذكر أنه اضطر إلى عمل ساتر حديدي من الشينكو وذلك حتى يستطيع أن يستفيد من المساحات الخارجية وحديقة منزله، التي لا يمكن الجلوس فيها نظرا إلى أن نوافذ الجيران تطل على جميع المساحات الخارجية لمنزله.
ويضيف الزهراني "حاولت التفاهم مع جاري لكن الجار رفض رفضا تاما أن يغلق نوافذه أو أن يعدل ما يمكن تعديله لمنع كشف منزلي حاولت أن أجد أي حل آخر فلم أجد بد من ذلك السور الحديدي الذي وضعته ولم يكن ذلك السور جميلا بل كان في غاية القبح وشوه واجهة منزلي، ولكن ماذا اعمل فقد اضطررت لذلك حتى استفيد من الساحات الخارجية والحدائق المنزلية لمنزلي، والتي دفعت فيها الكثير من المال".
أما المهندس يوسف التويم فيرى أن "تلك الظاهرة هي نتيجة طبيعية للأنظمة الخاطئة والتي لا تتناسب مطلقا مع قيمنا وأخلاقنا وهي أنظمة تتعارض كليا مع ما ندعو إليه و نزعمه، فهذه الأنظمة تؤيد وتعطي الحق في كشف المنازل والقضاء على الخصوصية مع أن ذلك محرم في ديننا، ولكن تلك الأنظمة تعطي لهذا الحرام حقا محضا وتسمح لكل جار أن يفضح جاره ويهتك ستره وهذا أمر بشع وغير مقبول، والأعظم منه عجزنا وفشلنا في إصلاح تلك الأخطاء وهو دلالة واضحة على أننا نستورد تلك الأنظمة بتقليد يمكن أن نطلق عليه أعمى".
ويتابع التويم "هذه أمثله ونموذج لمقدار نقص الفهم في تعاملنا مع أنظمة التخطيط، والشيء المثير للعجب أننا تخلينا عن الإرث المعماري الإسلامي الذي امتد إلى أكثر من ألف عام وألقينا به فجأة وأخذنا تلك الأنظمة بحذافيرها وطبقناها في مجتمع لا تصلح له إطلاقا، إننا بحاجة ماسة لمراجعة تلك الأنظمة ووضع قيمنا وحاجتنا الحقيقية لأن تخدمها تلك الأنظمة ولا تتعارض معها". ويشدد على الكشف وهتك الخصوصية أمر يجب رفضه كليا ويجب أن تحافظ الأنظمة والتصاميم لحمايته لأهمية هذا الأمر في خلق علاقات اجتماعية متكاملة قائمة على الاحترام المتبادل وليس على الكره والمشاكل.
ويطالب المهندس التويم بأن تتم مراجعة الأنظمة لحماية الخصوصية بين الجيران والقضاء على ظاهرة السواتر المقامة على الأسوار.
من جهته قال عادل البلبيسي وهو متخصص في تنفيذ السواتر البلاستيكية والمصنوعة من الخشب الصناعي "اعمل في تصنيع وتركيب السواتر منذ خمس سنوات تقريبا، ويوجد العديد من التصاميم المختلفة وكذلك الألوان من اللون الخشبي وهو الذي يعتبر منتشرا بشكل كبير وكذلك لون البيج ويعتبر محببا وهناك ألوان أخرى تحظى بالقبول كالأخضر والأصفر". وأضاف البلبيسي إن تركيب تلك السواتر يجب أن يهتم بطريقة وضعها وقواعدها وأن تثبت بطريقة جيدة حتى لا تتأثر بالأعاصير والرياح، مشيرا إلى أن أسعار تلك السواتر تراوح بين 180 ريالا و250 ريالا للمتر المربع، مبينا أن تلك السواتر أفضل بكثير من نظيرتها الحديدية التي لا تدوم طويلا.
وأوضح أن الطلبات من الزبائن في تزايد، حيث يقوم بتنفيذ ما لا يقل عن 500م إلى 1000م شهريا.
أما المهندس فيصل الدلبحي فقد شدد على أن دراسة التصميم الشامل للحي والأنظمة التفصيلية التي يفترض أن تضاف إلى المخططات أثناء تخطيطها كفيلة بحل تلك المشاكل وتوقف الحاجة إلى تلك السواتر.
وأضاف الدلبحي وهو مهندس تخطيط وشارك في تصميم وتخطيط الكثير من الأحياء السكنية أن تلك الأنظمة يجب أن تكمل المخطط العمراني للحي ولا يمكن أن تكون عملية التخطيط معتمدة على مخططات فقط بل يجب أن يضاف لها الأنظمة المكملة لها وهو ما تفتقده مخططاتنا مع الأسف الشديد.

الأكثر قراءة