انطلاق التعاون بين "غازبروم" و"سوناطراك" في مجال الغاز
انطلاق التعاون بين "غازبروم" و"سوناطراك" في مجال الغاز
بدأت اللجنة الأوروبية دراسة تفاصيل مذكرة النوايا التي وقعتها شركة غازبروم الروسية العملاقة مع "سوناطراك" كبرى شركات إنتاج الغاز الطبيعي الجزائرية الجمعة الماضي. وقالت مصادر، نقلا عن ناطق رسمي باسم اللجنة الأوروبية إنه من الضروري استيضاح الآثار الناجمة عن هذه الاتفاقية الموقعة بين أكبر مصدري الغاز الطبيعي إلى أوروبا بالنسبة إلى اقتصادات الاتحاد الأوروبي والسوق الداخلية للطاقة في دول الاتحاد الأوروبي.
وكانت شركتا غازبروم وسوناطراك قد وقعتا الجمعة الماضي مذكرة النوايا التي ترسي أساسا جديدا للتعاون بين مصدري الغاز الطبيعي المذكورين إلى أوروبا. وتشكل صادراتهما الإجمالية من الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي نسبة 36 في المائة حاليا. وستحصل "غازبروم" على حصتها في أنبوب الغاز "جالسي" الذي سيمر جزئيا عبر قاع البحر المتوسط ومن خلال أراضي جزيرة سيردينيا الذي يجري مده في الوقت الحاضر من حقول الغاز الجزائرية إلى إيطاليا. كما لا يستبعد احتمال أن تنضم الشركة الروسية إلى كونسورتيوم سيتولى مد أنبوب الغاز "ميدجاز" من الجزائر إلى إسبانيا. وأطلق بعض خبراء الاتحاد الأوروبي على التحالف بين شركتي غازبروم وسوناطراك مسمى "أوبك للغاز". أما الاتحاد الأوروبي، حسبما أعلن خبير أوروبي مستقل في مجال موارد الطاقة، فليس لديه فعليا اليوم أية آلية لممارسة الضغط للحيلولة دون تنسيق الجهود المشتركة التي تبذلها أوساط العمل الروسية والجزائرية في مجال الطاقة.
وفيما يتعلق بالتقارب بين روسيا والجزائر في مجال الغاز، وقعت "غاز بروم" و"لوك أويل" الروسيتان و"سوناطراك" في ختام زيارة وفد جزائري برئاسة شكيب خليل وزير الطاقة والتعدين لموسكو مذكرتي تفاهم. وأثار التقارب بين أهم مصدرين للغاز إلى أوروبا قلق المستهلكين. ودعا رومانو برودي رئيس الوزراء الإيطالي الذي كان يتولى رئاسة المفوضية الأوروبية إلى الإسراع ببلورة سياسة موحدة للاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة تهدف إلى تحقيق الاستقلال.
وتملك الجزائر سابع أكبر احتياطيات الغاز في العالم أي نحو 4.58 تريليون متر مكعب. وأنتجت الجزائر 87.8 مليار متر مكعب عام 2005 ووجهت نحو 63.7 مليار منها إلى التصدير. وحصلت أوروبا على نحو 61 مليار متر مكعب من الغاز الجزائري. وأعلنت شركة سوناطراك أنها تنوي رفع الصادرات إلى أسواق الاتحاد الأوروبي إلى 84 مليار متر مكعب بحلول عام 2010.
وتستورد أوروبا أكثر من ربع احتياجاتها من الغاز من روسيا.
وكانت روسيا والجزائر قد اتفقتا خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للجزائر في آذار (مارس) 2006 على أن تشطب روسيا جميع ديون الجزائر مقابل أن تتعاقد الجزائر على شراء منتجات الصناعة الروسية ومعظمها من الأسلحة. وبحث الجانبان خلال زيارة الوفد الجزائري للعاصمة الروسية إمكانية التعاون لتشييد مصنع لتسييل الغاز في روسيا. وتحتاج "غاز بروم" إلى شريك يساعدها على إنشاء مصنع على شواطئ بحر البلطيق من المفروض أن يصدر إنتاجه إلى أمريكا الشمالية. كما تراعي مذكرة التفاهم بين "غاز بروم" و"سوناطراك" إمكانية تأسيس مؤسسة مشتركة تتولى التنقيب واستخراج الغاز. وينوي الجانبان تشكيل لجنة تنسيق ومجموعات عمل مشتركة. وتقرر افتتاح مكتب تمثيل "غاز بروم" في الجزائر.